دراسة بحثية طلابية تناقش تحليل التدفقات النقدية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوصي بإنشاءبرنامج مبسط لإدارة النقد

نزوى - الرؤية

ناقش المشروع البحثي الطلابي من جامعة نزوى بعنوان :"تحليل التدفقات النقدية للشركات العمانية الصغيرة والمتوسطة وتأثيرها على عملية صنع القرار المالي" والذي تم تمويله ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب بمجلس البحث العلمي، وتقوم فكرة البحث على مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق الاستدامة بما يساهم في نمو الاقتصاد العماني وتقويته بشكل مباشر عن طريق خلق الوظائف وتنويع مصادر دخل الاقتصاد العماني.

وقالت الدكتورة فاطمة كنيز مشرفة الفريق البحثي الطلابي إن المشروع يهدف إلى دراسة تدفق النقد لدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والربط بين تدفق النقد والقرارات المالية ومعرفة رأي مديري المالية وأصحاب المؤسسات ورواد الأعمال حول الدوافع والمعتقدات التي تصيغ قراراتهم المالية بالإضافة إلى معرفة مدى ملاءمة أو قابلية تطبيق برنامج تحليل أداة التدفقات النقدية العمانية على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأضافت أنّ 90% من إجمالي المؤسسات التجارية في السلطنة تعتبر من فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولكن مساهمة هاتين الفئتين في الناتج المحلي الإجمالي قليلة جدا فهي ما بين 13 إلى 14% . وأيضا عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يصل إلى 170000 لكن النشط منها لا يتعدى 70000 مما يدل على أن الشباب العماني لديهم الرغبة والقدرة على المساهمة في نمو الاقتصاد العماني إلا أنه بعد بدئهم في نشاطهم التجاري تواجههم الكثير من المعوقات والصعوبات، ومن أهم تلك الصعوبات إدارة تدفق النقد.

فيما قال الطالب بدر بن عبد الرحمن البلوشي قائد الفريق الطلابي بجامعة نزوى إن الدراسة البحثية توصلت إلى أن أغلب رواد الأعمال العمانيين هم من فئة الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 35 سنة فهم حديثي عهد بالتجارة وتنقصهم الخبرة والمعرفة العلمية كما تنقصهم المهارات الأساسية في إدارة النقد علاوة على عدم رغبتهم في إدارة مؤسستهم بالتعامل على الحساب مما سيتيح لهم فرصة النمو بشكل أسرع أما اقتصارهم على التعامل بالنقد سيحد من نمو مؤسستهم بحدود توافر النقد لديهم فيجب مساعدتهم على بناء أساس متين وقوي في إدارة النقد حتى يتسنى لهم تطوير مهاراتهم في التعامل على الحساب.

وأضاف أنه قد يتعامل رواد الأعمال بمبدأ النقد إلا أنهم يخرجون عن هذا المبدأ في تعاملاتهم مع أقاربهم ومعارفهم حيث إنّهم يبيعون لهم على الحساب وعند تأخرهم عن السداد في الموعد المتفق عليهم لا يستطيع رائد الأعمال اتخاذ إجراء حاسم تجاه المشكلة مما يقود المؤسسة إلى الخسارة وإغلاق المشروع، كذلك استنتجت الدراسة أن رائد الأعمال العماني لا يجادل في سعر البضاعة التي يشتريها بمعنى أنه سيجادل في بادئ الأمر إلى أن يصل إلى السعر المتعارف عليه ويتوقف عن المجادلة لكن رائد الأعمال الناجح سيجادل ليحصل على سعر أفضل من أقرانه رواد الأعمال.

من جانبها قالت الطالبة بشرى بنت علي الرواحية عضو في الفريق الطلابي حول المفاهيم الخاطئة لدى بعض رواد الأعمال: إنهم يتعاملون مع إجمالي عوائدهم على أنها صافي الربح حيث إنهم يأخذون ما يريدون من إجمالي العوائد دون وضع اعتبار لجميع التكاليف، مما يؤدي إلى الإفلاس على المدى البعيد كذلك مباشرة رائد الأعمال لجميع الأعمال بنفسه مع نمو حجم المؤسسة من أعمال المالية والتسويق، مما يحيد نظر رائد الأعمال عن التخطيط الاستراتيجي والذي هو من وظائف رائد الأعمال، الأمر الذي يضعف من فعالية وكفاءة المؤسسة. وأضافت بشرى الرواحية أن الدراسة وجدت أن الغالبية العظمى من رواد الأعمال يشترون حزمة محاسبية (برنامج للمحاسبة) تكلفهم مبالغ كبيرة لكنهم لا يستطيعون التعامل مع هذه البرامج حيث إن هذه البرامج مخصصة لمتخصصي مجال المحاسبة عوضاً عن عدم إعداد موازنة للمستقبل مما يجعل وضع الخطة المالية معتمداً على التجربة وليس على معلومات محاسبية دقيقة.كذلك وجدت الدراسة أنّ القطاع الحكومي يقوم بعمل رائع تجاه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلا أن المنفعة تذهب للأجانب حيث إن الأجنبي يفتح مؤسسة بشراكة مع العماني ويقوم الأجنبي بإدارة المؤسسة وحده.

وحول أبرز المخرجات والتوصيات التي خرجت بها الدراسة، قالت حفصة الهادية عضو بالفربق البحثي: إنه تم إنشاء برنامج يساعد في إدارة النقد بحيث لا يتطلب أي معرفة أو خلفية علمية في المحاسبة ونعتبر هذا البرنامج أهم إنجاز لنا من البحث، كذلك نوصي بتقديم محاضرات في أساسيات المحاسبة والمالية من خلال الجامعات والكليات في أوقات مناسبة لرواد الأعمال مثل إجازة نهاية الأسبوع بالإضافة إلى محاضرات في أساسيات استخدام الكمبيوتر خاصة في استخدام الإكسل والمراسلة بالبريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت، حتى يستطيع رائد الأعمال متابعة توجه السوق وآخر الابتكارات ونوصي أيضا بتقديم ورش تدريب في مجال المحاسبة والتسويق وغيرها من التوصيات.

يذكر أن الفريق البحثي تكون من المشرفة على الفريق الدكتورة فاطمة كنيز وقائد الفريق الطالب بدر بن عبد الرحمن البلوشي وبشرى علي سعيد الرواحية عضو في الفريق والطالبة حفصة أحمد سعيد الهادية عضوة في الفريق البحثي الطلابي.

تعليق عبر الفيس بوك