"الزراعة" تنظم دورة تدريبية في مجال تقييم الأصناف لتحمل الأمراض بالتعاون مع "الطاقة الذرية"

مسقط - الرؤية

انطلقت صباح أمس الأحد بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بالرميس، فعاليات الدورة التدريبية حول منهجيات وآليات تقييم الطفرات للإجهادات الحيوية (الأمراض) وغير الحيوية (الملوحة والجفاف) ضمن المشروع الوطني "بناء القدرات لتحسين المحاصيل الزراعية الأساسية من خلال استحداث الطفرات باستخدام التقنيات النووية والتقنيات المرتبطة بها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمشاركة عدد من الباحثين من المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية والمحطات والمراكز التابعة لها في محافظات السلطنة ورعى حفل الافتتاح المهندس منير بن حسين بن علي اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير وتستمر الدورة حتى 19 من الشهر الجاري.

وأبرز الدكتور حمود بن درويش الحسني مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية أهمية مثل هذه الدورات التدريبية التي تعكس مدى حرص المديرية على تدريب موظفيها واطلاعهم على كل ما هو جديد إضافة إلى ضرورة التعاون مع الوكالات والمنظمات العالمية التي لها خبرة في هذا المجال بهدف الاحتكاك وكسب الخبرة .

وقد ألقى الدكتور يوسف بن محمد الرئيسي مدير مركز بحوث النخيل ومنسق المشروع كلمة أوضح فيها أنّ الدورة ستناقش عددًا من المحاضرات النظرية يقدمها خبيران من خبراء الوكالة من ذوي الخبرة في المجال حول تقنية تربية الطفرات يتبعها تطبيق عملي والذي من خلاله سيتم تدريب الباحثين على طرق استحداث الطفرات في عدد من النباتات (كالقمح، الشعير، الموز، النخيل)، واختيار الجرعات المناسبة لكل نبات وإجراء اختبارات الحساسية، بالإضافة إلى كيفية تقييم الطفرات للإجهادات الحيوية (الأمراض) وغير الحيوية (الملوحة والجفاف).

مشيراً إلى أن تربية الطفرات تقنية هامة لتحسين الصفات الكمية والنوعية للمحاصيل الزراعية، حيث إنّ الطفرات التي تحدث بصورة تلقائية أو تستحدث باستخدام المطفرات الفيزيائية - ومنها الإشعاعية - أو الكيميائية تمثل مصادر جديدة للتغاير الوراثي في برامج تربية وتحسين النباتات، ومن هنا جاء استخدام هذه التقنية في الزراعة والتي تُعتبر الأولى في سلطنة عُمان. إنّ هذه البرامج قد تحتاج إلى عدة سنوات لتظهر نتائجها، إلا أنّ الاستمرار بهذا العمل والتقدم المحرز الذي تمّ الحصول عليه في الفترة القصيرة الماضية، يشجع على الاستمرار في هذا البرنامج من أجل تطوير المحاصيل وخاصة محاصيل الحبوب بالإضافة إلى المُحافظة عليها من الأمراض والآفات الزراعية.

وقال إنّ مشروع "بناء القدرات لتحسين المحاصيل الزراعية الأساسية من خلال استحداث الطفرات باستخدام التقنيات النووية والتقنيات المرتبطة بها" الذي تنفذه الوزارة مع الوكالة خلال الفترة 2016-2017 هو من المشاريع الوطنية المُهمة التي نأمل من خلالها توفير محاصيل محسنة ذات إنتاجية عالية ومرغوبة من قبل المزارعين. الجدير بالذكر أنّ هذا المشروع يأتي استكمالاً للمشاريع المنفذة مع الوكالة والتي أسفرت حتى الآن عن التوصل إلى وجود أجيال من أصناف القمح والشعير المحلية الذي تمّ استحداث الطفرات بها من خلال التشعيع والتي تُشير نتائجها الأولية إلى تفوقها على الأصناف الأم من حيث الصفات المورفولوجية، ومن المؤمل اختبار مقاومتها للاجهادات الحيوية وغير الحيوية من خلال هذا المشروع إضافة إلى محاولة استحداث طفرات في محاصيل أخرى مثل النخيل والموز لذات الغرض.

واختتم الدكتور يوسف الرئيسي كلمته قائلاً تأتي أهمية عقد هذه الدورة الوطنية من أجل بناء وتعزيز القدرات الوطنية العاملة بهذا المشروع والمشاريع الأخرى ذات الصلة، والعمل على تطويرها حسب مقتضيات التحديث والتجديد وتزويدهم بمستجدات العلم في هذا المجال من تطبيقات مختلفة، بعد ذاك قدم الدكتور مهمت إحسان الخبير بهيئة الطاقة التركية الموفد من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية عرضًا مرئياً مدعمًا بالصور حول تربية الطفرات الحيوية وغير الحيوية.

تعليق عبر الفيس بوك