ملاعبنا بلا ماء

إبراهيم الربيعي

في مشهد تكرر كثيرًا في كل المباريات التي تقام على ملاعبنا الخضراء -سواء كان المنتخب الذي يلعب أو الأندية- تجد أنَّ علب الماء تتواجد بكثرة عند دخولك من البوابة، لا يمكن لأي شخص أن يستلمها، وكل من دخل عينه تحدق بها في منظر غير لائق، حيث إن التعليمات أتت إلى رجال الأمن بمنع أية عبوة أن تدخل إلى مدرجات الملعب مهما كان الشخص شيخًا كبيرًا، أو طفلًا رضيعا؛ فهي ممنوعة منعًا باتًا من أن تدخل.

من وضع هذا القرار؟ وما هي رؤيته؟

كيف درس الموضوع؟ وكيف كان استنتاجه؟

لنقل بأنَّه حضر مائة من الجماهير، سوف يقوم فرد واحد منهم برمي هذه القنينة في أرضية الملعب، وعندما تم إصدار القرار أنحى باتجاه المقولة التي تقول: "الحسنة تخص والسيئة تعم" فما هو ذنب تسعة وتسعين مشجعا جرّاء فعلة مشجع واحد!

لنتناسى هذه النقطة، وأوجه سؤالي إلى المعنيين: ألا تعملون بأن سلطنة عمان تقع في خط الاستواء؟ بمعنى أنَّ هذه الدولة تكون بها درجات حرارة عالية والرطوبة التي تجتاحها الحديد منها يصاب بالصدى؛ فما بالك بهؤلاء المشجعين الذين يقفون الساعات الطوال من أجل الوقوف بجانب النادي أو المنتخب، وبعد ذلك تعتبون عليهم لماذا لا يحضرون ويآزرون، غريب هذا كله تطلبون منهم وأنتم تحرمونهم جرعة الماء التي تروي عطشهم من كثرة التشجيع.

ألم يكن هنالك حل آخر؟ ألا يوجد عصف ذهني يولد لكم حلًا غير هذا؟

لنقول لو وضعنا كاميرات مراقبة على كل مدرج من مدرجات الاستاد أو المجمع وشاهدنا المشاغبين الذين يفتعلون المشاكل في المدرجات لما منعنا الماء ولا حرمنا هؤلاء المشجعين منه، ولو فكرنا اقتصاديا لوجدنا حلًا آخر، ألا وهو الدخل المادي لك نادي من هذه الأندية وهو عبارة عن التسويق، ليكن الماء في أكياس نفسها نفس العصائر التي تباع هنا سوف نضرب عصفورين بحجر واحد، الدخل المادي وعدم حرمان الجماهير من المياه، هنا فقط سردت نقطة واحدة لا أود أن أسرد باقي النقاط التي يتعرض لها الجمهور من عدم التنظيم الجيد في الدخول وهو من خلال فتح بوابات محدودة اختناق وغير ذلك.

ولنكن على علم بأنَّ أقوى الدوريات على مستوى الخليج العربي لم تقم بحرمان مشجعيها من الماء رغم التعصب الشديد لأنديتهم كالسعودية والإمارات وقطر.

... ما أود أن أوصله، أن الملاعب العمانية بحاجة ماسة لإعادة تأهيل من كافة النواحي من بنى تحتية والقوانين التي وضعت لها، وإلى حبكة وتخطيط، لذا أضع هذا المقال لكل شخص غيور على الكرة العمانية وإلى ما وصلت إليه، فعلينا جميعًا أن نبدي الرأي والمقترح الذي من شأنه أن يرفعنا ويؤهلنا للرقي.

تعليق عبر الفيس بوك