محمد بن عيسى البلوشي
لا يختلف اثنان في أنّ المشاركة بإنجاح العمل البرلماني آخذة في التطور، ويعود الفضل في ذلك إلى تطور وعي الأفراد بأهمية تفعيل الأدوار التي تقوم بها المؤسسات الممارسة لهذا الفعل المُهم، والفاحص لمستوى المشاركة في انتخابات مجلس الشورى يستطلع أبعاد هذا الوعي الذي نقصده.
ولربما المناسبة قريبة جدًا لقياس مستوى مشاركة المجتمع أو المستوى الذي ننشده، عندما نفتح ملف المجلس البلدي الذي شارفت دورته الحالية على الانتهاء.
هنا أقف كمواطن متأملاً عندما تأتي الأسماء المنافسة على كراسي المجلس الأخير، لماذا أرشح فلاناً أو فلانة؟، ماذا قدّم المترشح لي شخصيًا "هذا مقياس طبيعي يستعمله أيّ شخص"، وماذا قدم للمحيط الذي أعيش فيه" وهذا السؤال الأهم من وجهة نظري ويأتي في الترتيب الأول"، وما هو المستوى العلمي والخبرات العملية والمهارات الفردية التي يتمتع بها هذا المترشح عندما يعرض عليه ملف تنموي ما، هل لدى المترشح مشاركات مجتمعية فاعلة أو أن نشاطه البدني العالي يجعله متوفرا في جميع المناسبات؟!.
أعتقد أنّه من الأهمية بمكان أن يكون مترشح المجلس البلدي الذي نأمل بأن تكون صلاحياته واضحة خلال الدورة المقبلة، أن يكون من الشخصيات التي تجيد التخطيط الإستراتيجي للكثير من القضايا والمواضيع المُرتبطة بالعمل المحلي البلدي، ويتمتع بخبرة "كاملة" أو معرفة "على أقل تقدير" بكيفية تقليص الإجراءات الطويلة التي عادة ما تكون في المؤسسات الخدمية وخصوصًا على مستوى الولايات، فليس من المهم أن أطرح فكرة تتمثل بتنفيذ مشروع ما حتى أسجل حضوري في المجلس، وإنما الأهم أن أسعى لجعل المؤسسات المعنية ذات العلاقة بالمشروع تنهي جميع موافقاتها في أسرع وقت ممكن كي يرى المشروع النور، ويرفد مجتمعي بعوائد اقتصادية أو اجتماعية أو تنموية أو أسرية. إنّ المتأمل لدور عضو المجلس البلدي، يستشرف بأن المرحلة المقبلة من العمل البلدي، تتطلب أن يكون لدى العضو إيمان تام بأهمية إيجاد تنسيق كامل في الإجراءات التي تتبعها المؤسسات الخدمية، وتبسيط الإجراءات الطويلة التي عادة من تجمد أو تأخر الكثير من المشاريع التنموية، وأيضاً القراءة العميقة للتحديات التي تتعرض لها تلك المشاريع وكيفية التعامل معها بروح إيجابية، وإيجاد الانسجام التام في إنهاء المعاملات سواء كانت للجهات أم المواطنين. في هذا العام سأرشح لعضوية المجلس البلدي لأني مؤمن بأهمية دوره في المجتمع، وسأرشح فقط من أجد فيه الكفاءة العالية في التخطيط الإستراتيجي لتفعيل دور المجلس، ويملك أدوات متطورة في التفكير الإبداعي للكثير من المتطلبات المجتمعية، ويتميز بمرونة عالية جدًا في التعامل مع المتغيرات التي قد تطرأ في المشاريع المنفذة على مستوى الولاية، ويملك من مهارات التواصل المؤسسي والمجتمعي ما يمكنه من المساهمة في صنع القرار الصحيح، وإن لم أجد ما أتمنى سأرشح من يحب مجتمعي وينسى نفسه.
وأتمنى حقًا أن تجدوا ما تتطلعون إليه من عضو المجلس البلدي، وبالتالي تتوجهون إلى صناديق الاقتراع لصناعة الغد المشرق بعون الله تعالى.
*كاتب وصحفي اقتصادي
Pr.alwaraq@gmail.com