مواطنون: الزي المحتشم وعدم التبرج والتعامل المحدود يحافظ على كرامة المرأة في بيئة العمل

أكدوا حقها في البحث عن وظيفة تتوافق مع مهاراتها دون تنازلات

< الغساني: الضغوط المادية تدفع المرأة للعمل لمعاونة زوجها وعائلتها ومواجهة المضايقات

< الهنائي: المرأة العاملة بإمكانها وضع حدود وخطوط حمراء تحميها من مضايقات زملائها ومديريها

أجْمَع عددٌ من المواطنين على أحقية المرأة في العمل الذي يتناسب مع طبيعتها، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تدفع المرأة للعمل مساهمة منها في توفير متطلبات الحياة اليومية بالتعاون مع زوجها ودعم أسرتها، لكنهم في الوقت نفسه حذروا من توابع ذلك من احتمال تعرض المرأة في بيئة العمل لبعض المضايقات من جانب زملاء أو مديرين من ضعاف النفوس، وهو ما يفرض على المرأة الراغبة في العمل دون مشكلات أن تلتزم بالضوابط الدينية وتقاليد المجتمع من تجنب التبرج في مواقع العمل حتى لا تفتح على نفسها بابا من المشكلات والرغبات المنحرفة. وأشار عدد من المشاركين في استطلاع "الرُّؤية" إلى أن بعض مسؤولي العمل يبتزون المرأة العاملة بتهديدها بالفصل أو وقف ترقيتها لإجبارها على الاستجابة لرغباتهم في ظل ضعف الوازع الديني.

وقالوا إنَّ من حق المرأة البحث عن عمل يتوافق مع مهاراتها وتخصصها الدراسي، لكن مع الحفاظ على الخطوط الحمراء التي تحميها في بيئة العمل أو أي مكان بعيدا عن بيتها.

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

وقال علي سالم سليمان الغساني: إنَّ الأوضاع الاقتصادية وضغوط الحياة تضطر أصحاب الحاجة للتعامل مع "تجار الإنسانية" الذين لا رحمة في قلوبهم، ويستغلون حاجة الغير للعمل لاسيما النساء؛ حيث يلجأ الكثير من ضعاف النفوس إلى محاولة إشباع رغباتهم عن طريق ابتزاز النساء وتهديدهن بالفصل من العمل أو الحرمان من الترقية في حال عدم التجاوب مع نزواته؛ لذلك لا يمكن إلقاء كل اللوم على الفتاة الباحثة عن لقمة العيش من طريق شريف، وإنما يقع اللوم كله على صاحب العمل الذي يتوقع منه أن يكون مهتما بالحفاظ على كرامة عماله، وأن يحميهم، وأن يكون على علم بالظروف المحيطة بهم، والعمل على حل مشكلاتهم سواء كانت في العمل أو خارجه بقدر المستطاع؛ وهو بذلك يكون قد ساهم بصورة كبيرة في رتق النسيج الاجتماعي.

وأضاف الغساني بأنَّ الوازع الديني له دور كبير في ضبط سلوكيات الإنسان، وغيابه من الأسباب الرئيسية التى تؤدي بضعاف النفوس لاستغلال حاجة الفتيات للعمل ومحاولة ابتزازهن بحكم وظيفتهن، فضلا عن عدم وعي هذه الفئة بأن الله حرم استغلال حاجة الضعيف حيث يد عو الاسلام الى بناء المجتمع بالعدل والإنصاف والربط والتراحم بين أفراده بما يجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وكالجسم الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعَت له سائر الأعضاء، وتابع بأنه ينبغي للفتاة أن تكون محتشمة حتى لا تكون عرضة للتحرش في العمل وألا تكون متبرجة أمام أنظار الجميع فتثير رغباتهم.

التبرج خط أحمر

وقال عبدالعزيز بن خلفان المزيني: إنَّ خوض تجربة العمل يساهم في ترقية المرأة بشكل عام سواء كانت متزوجة او لا تزال فتاة و يمكن للمرأة من خلال عملها ان تقدم لاسرتها خدمة كبيرة وتساعدها على توفير متطلبات الحياة التى تتزايد يوماً بعد يوم، كما ان النساء اثبتن مقدرتهن بصورة كبيرة على العمل بمختلف تخصصاته كما ان استطاعت المرأة ان تندمج في سوق العمل وتساهم في تحريك عجلة الاقتصاد والمساهمة في تنمية المجتمع، لكن للعمل حدود وخطوط حمراء، يجب الا تتجاوزها المرأة وإنما يجب أن تعمل في الوظائف التي تتناسب مع تكوينها.

وأشار المزيني إلى أن المرأة العاملة ربما تتعرض أحيانا الى مضايقات في العمل ومنها محاولة استغلال ضعفها وحاجتها للعمل، ويجب أن تكون في مواجهة ذلك قوية وان تسد جميع الابواب التى يحاول الاخرين الوصول اليها من خلالها وأهمها الملابس المحتشمة وعدم التبرج والتعامل المحدود فكلما كانت شخصيتها قويه صعب على ضعاف النفوس الوصول اليها بأن تجبرهم على احترامها.

وقالت ريم محمد: إنَّ العمل بالنسبة للمرأة وسيلة للتعبير عن نفسها والشعور بالاستقلالية؛ لذلك تطمح المرأة لأن تكون في المكان المناسب الذي تشعر فيه بالاستقرار المهني؛ حيث إنَّ المرأة بطبيعة الحال لا تبحث عن التنقل وإنما تسعى للاستقرار في الموقع الذي يجعلها قادرة على أن تقدم نفسها وتعرف الآخرين بقدراتها المختلفة. وأشارت إلى أنَّ الواقع العملي بات متغيرا مقارنة بما مضى، فبعد أن كانت النظرة للمؤهل العلمي وللخبرات بات المظهر يلعب دورا كبيرا في التوظيف خاصة في المجالات الخاصة بالاستقبال والسكرتاريه...وغيرها، فمن تمتلك هذه المقومات هي من تكسب الوظيفة على الرغم من افتقادها للاسلوب مثلا أو عدم قدرتها على التعاطي مع المسائل المهنية المختلفة، كما أن بعض القيادات في مجال العمل يفضلون أن تكون الموظفة مرحة لتستطيع أن تلفت اهتمام أي شخص لكسب الصفقات، وهناك الكثير من القصص التي سمعناها من أطراف كثيرة حول استغلال بعض المديرين لموظفيهم، أو موظفة تعمل في قسم غير القسم التي عينت فيه، وتخصع لتغييرات بحسب رغبات المديرين، وهناك من تتعطل ترقياتهم بسبب رفض عزومة على عشاء في احدى المنتجعات، أو مطالبة بتقديم عمل اضافي، وأكثر الفتيات عرضه لهذا الامر هن العاملات في الاستقبال والمراسم والموظفات في قطاعات تجبرهم على التواجد في اي وقت لاي ظرف من الظروف، او العاملات بنظام الشيفتات فهي معرضة لمختلف المواقف الحرجة، ومواقف الاستغلال.

بحث الأسباب قبل التجريم

وقالت "س. ر" إنَّ الإقدام على خوض المجال المهني تجربة تستحق المزيد من التفكير من جانب المرأة؛ لأنه ليس كل مكان يتناسب مع ظروف المرأة مهما كانت الحاجة؛ لأنَّ بعض الوظائف هي محل شبهة بالنسبة للمرأة مهما كانت فاضلة ومحافظة، فالناس لا يرون الأمور من نفس الزاوية التي ترى من خلالها المرأة ظروفها، والكثير من العاملات في الفندق مثلا يتعرضن في اليوم إلى العديد من المضايقات، حتى من تمارس رياضة المشي تتعرض للكثير من المضايقات، ومن تعمل كمضيفة طيران تتعرض للمضايقات، وما زلنا لم نتجاوز النظرة الضيقة للمرأة في مجتمعاتنا العربية، وهناك الكثير من الممارسات التي تخضع لها الفتاة عند اختيارها للوظيفة، ولكي تصل إليها يجب أن تدفع ثمنها، وكأنها ارتكبت جُرمًا يجب أن تدفع ثمنه. وأضافت: سمعت الكثير من الفتيات اللاتي تركن وظائفهن بسبب ضغط من رب العمل أو أحد المديرين، وهناك من تركت كل شيء وفضلت البقاء في المنزل وأخريات دفعن الثمن حفاظا على الوظيفة، ومع تزايد الضغوط يضطررن للاستقالة في النهاية.

وقال محمد حامد الهنائي: لا أرجِّح عمل المرأة في أي مكان، وأجد أن حدود عملها تقتصر على التعليم، ومن تتعرض لمضايقات تتحمل هي المسؤولية أولا، فهي من تختار العمل وهي من تلتزم بسلوكياتها وهي من تجعل الآخر يفكر فيها بنظرة سيئة أو جيدة؛ لذلك على المرأة أن تختار العمل المناسب. لافتا إلى أن بعض النساء يقبلن بأي وظيفة تحت الضغوط المادية، كما أن بعضهن يذهبن للوظائف وكأنهن ذاهبت إلى عرس وهو ما يفتح الباب لطمع الرجل فيها. ولو وجد الرجل الفتاة قوية وصارمة وقادمة لشغل وظيفة تخدم بها وتتناسب مع مهاراتها ومؤهلاتها لن تذهب الفرصه لغيرها، وإن لم تحصل عليها فالفرص كثيرة والمستقبل أمامها، وبالتالي علينا أن ننظر للأمر بمختلف جوانبه قبل أن نبرِّئ المرأة ونجرم الرجل؛ فالمشكلة تقع على عاتق الطرفين، ولو التزام كل شخص بحدوده لما وجدنا أي تجاوزات، وما وجدنا أي شكاوى، ولكن هناك نصيحه يجب أن تأخذها المرأة بعين الاعتبار بأن تدرك أن التبرج ليس في مصلحتها، والثقة مطلوبة، وخيار العمل السهل هو في حقل التعليم غالبا.

تعليق عبر الفيس بوك