الموج الأزرق.. عريس مهرجان النهائي

حسين الغافري

في مباراة أقل ما يُمكن وصفها بأنها مُبهجة من كل جوانبها وحيثياتها وأدق تفاصيلها، حقق الموج الأزرق لقبه الثاني لكأس جلالة السُلطان المعظم لكرة القدم بعد لقبه الأول عام 2009. مُباراة احتفالية أخوية ضمت مزيجا من الفرح والسعادة للجارين الشقيقين الخابورة وصحم وهي واحدة من النهائيات الكروية التي تُعتبر من بين أنجح النهائيات الكروية طيلة تاريخ المُسابقة إن لم تكن أنجحها أصلاً.

صحم حقق لقبه الثاني في تاريخ البطولة هذه المرة مع السوري عبد الناصر المكيس الذي سبق أن أمسك الدكة الفنية لصحار بداية الموسم ليحمل حقائبه مودعاً التماسيح ومُتجهاً للموج. كان المكيس يسير بخطوات ثابتة مع صحار حتى وقت خروجه بطريقة مُحيرة سالت بعدها الأقلام مدة طويلة ليتراجع صحار من بعده إلى المراكز المتوسطة بجدول الترتيب ويترك حلم المنافسة الذي سار عليه في نصف الدوري الأول. حقيقة لا يمكن إخفاؤها بأن رِهان جمهور الموج على المكيس أتى بالمراد وأجاد في إظهار لمسته الفنية؛ ليبقى صحم بدوري الأضواء موسماً آخر بعد تقهقر الفريق في النصف الأول ويحقق لقب كأس جلالة السلطان. والملفت بأن الموج الأزرق الصحماوي على علاقة وطيدة بين الألقاب بالكأس ومع المدربين السوريين بعد أن سبق عبد الناصر المكيس السوري الآخر محمد حوالي الذي حقق أول ألقاب صحم بالكأس الغالية.

وبالنظر إلى صورة النهائي المُبهِجة، والتي كانت أشبه بعرس كروي ناجح بكل معاني النجاح، وختام للبطولات المحلية في أجمل صورة. والتحية الكبيرة لقناة عمان الرياضية وكل المسؤولين والعاملين فيها وفي الإذاعات المختلفة والصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي كانت كلها لحمة واحدة كخلية النحل في مواكبة الحدث أولاً بأول من برامج مشوقة ورصد مباشر لكل التفاصيل التي تهم المُتابع الرياضي وتشجيع الجمهور في الحضور للمدرجات وصنعت هذا النجاح الجميل.

وبنجاح العرس الكروي لا يُمكن نسيان قُضاته في الميدان، والتحية للحكم العُماني أحمد الكاف ومعاونيه وكل طاقم التحكيم المحلي الذي قاد لقاءات الدوري ولقاءات الكأس المحلية وكأس مازدا. فعلاً كانوا على قدر كبير من الثقة وأوصلوا النهائي إلى بر الأمان رغم الخلاف الذي حدث آخر اللقاء والتعاطي مع الهدف الذي أثبتت صحته الإعدادات التليفزيونية لاحقاً. كذلك الشكر للجنة المعدة للنهائي التي عكفت على اكتمال الصورة الرائعة لكل أحداث اللقاء والتنظيم الجيد لدخول الجماهير وخروجهم وبقية التفاصيل التنظيمية التي كانت تتسم بعلامات الرضا.

كان موسماً رياضياً حافلاً بالكثير من الأحداث.. حافلاً بالكثير من الإيجابيات التي يجب أن تبارك وتُعزز في الموسم القادم والتعلم من السلبيات وتفاديها. موسم كروي استمتعنا بمتابعته وجمال المنافسة فيه. الجمهور هذه المرة كان أجمل ما في اللقاءات وقد أشرت على نجاح المسابقات هذا الموسم بميزة الحضور الجماهيري خلال مُختلف المناسبات الكروية. وبهذا نكون قد أغلقنا ملفات كرة القدم داخل المستطيل الأخضر بانتظار هوية المتأهل من لقاء الملحق بين جعلان والمصنعة. وكل عام وكرة القدم العمانية في تطور متسارع يواكب الطموحات المنشودة.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك