الضربات الجوية البريطانية تقتل نحو 2000 من مسلحي "داعش" في 18 شهرا
بيروت - رويترز
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تفجيرا انتحاريا أودى بحياة 6 على الأقل من قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) في بلدة القامشلي بشمال شرق سوريا أمس. وذكر المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا أن التفجير "استهدف حاجزا لقوات الأسايش في منطقة الخليج بمدينة القامشلي صباح اليوم." وأضاف أنّه أسفر أيضًا عن إصابة أكثر من خمسة آخرين.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية القوية على أجزاء واسعة من شمال شرق سوريا منها معظم أنحاء محافظة الحسكة. ولم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. وكان تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقاتله وحدات حماية الشعب قد نفذ من قبل تفجيرات استهدفت القوات الكردية في المنطقة. وفي ديسمبر الماضي استهدف تفجير منطقة ذات غالبية مسيحية في القامشلي. وفي الأسبوع الماضي شهدت البلدة تفجرا نادرا للقتال بين القوات الكردية ومسلحين موالين للحكومة السورية.
وعلى جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 30 غارة جوية استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب بشمال البلاد أمس ووصل عدد القتلى على يد الأطراف المتحاربة بعد 9 أيام متواصلة من القصف إلى ما يقرب من 250 شخصا. لكن يبدو أن "نظام التهدئة" المؤقت الذي أعلنه الجيش السوري في وقت متأخر يوم الجمعة صمد في منطقتين أخريين شهدتا قتالا في الآونة الأخيرة في محافظة اللاذقية الساحلية بشمال غرب البلاد وفي ضواحي العاصمة دمشق.
وقالت الحكومة السورية إن "نظام التهدئة" محاولة لإنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أبرم في فبراير. لكن مصدرا عسكريا قال إن حلب مستثناة من هذا النظام. وانهار الاتفاق الذي أبرم بوساطة من الولايات المتحدة وروسيا بسبب احتدام القتال خاصة في حلب وما حولها بينما تعثرت محادثات السلام في جنيف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا في حلب في وقت مبكر أمس في أحدث غارات جوية يعتقد أن طائرات الحكومة السورية شنتها. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن عدد القتلى المدنيين جراء القصف المتبادل بين القوات الحكومية والمعارضة في أحياء حلب منذ 22 أبريل وصل إلى نحو 250. وتابع أن الرقم يشمل نحو 140 شخصا قتلتهم قوات متحالفة مع الحكومة في غارات جوية وقصف للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بينهم 19 طفلا. وأسفر القصف الذي شنه مقاتلو المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة عن مقتل 96 شخصا بينهم 21 طفلا.
ومنذ سنوات انقسمت حلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب إلى مناطق خاضعة للمعارضة وأخرى خاضعة للقوات الحكومية. وستكون السيطرة الكاملة عليها أكبر مكسب للرئيس السوري بشار الأسد الذي يسعى للسيطرة على البلاد منذ اندلاع الحرب قبل خمسة أعوام.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب "أهدأ نوعا ما اليوم" لكن القذائف التي يطلقها مقاتلو المعارضة لا تزال تصيب هذه المناطق بشكل متقطع. وقال عبد الرحمن "لا توجد اشتباكات في اللاذقية ولا توجد اشتباكات في الغوطة (بضواحي دمشق)" مضيفا أن هناك أعمال عنف محدودة بين جماعات معارضة متنافسة خارج دمشق.
وقال ساكن في الغوطة الغربية التي تحاصرها الحكومة إن القصف توقف على ما يبدو حول العاصمة في الساعات التي تلت بدء "نظام التهدئة". وأضاف الساكن ويدعى ماهر أبو جعفر لرويترز عبر برنامج محادثة على الانترنت "حتى الآن لا توجد أنشطة عسكرية ولا أصوات قصف في المناطق القريبة ولا أصوات قصف بطائرات حربية." ولم يذكر بيان الجيش السوري الإجراءات العسكرية وغير العسكرية المترتبة على "نظام التهدئة". وقال إن "نظام التهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة."
ودعت الأمم المتحدة موسكو وواشنطن لاستعادة وقف إطلاق النار للحيلولة دون الانهيار الكامل للمحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وشرد الملايين.
ونشرت وزارة الدفاع البريطانية أرقاما تشير إلى أن الغارات الجوية التي تنفذها القوة الجوية الملكية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق اسفرت في الاشهر الـ 18 الماضية عن مقتل نحو الف من مسلحي التنظيم. وأشارت الأرقام الى أن 974 مسلحا قتلوا في العراق بين شهر سبتمبر (عند بدء مشاركة بريطانيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة) والشهر الماضي. وقتل 22 آخرون في سوريا في الفترة بين يناير ومارس الماضيين عقب القرار الذي أصدره مجلس العموم بتمديد العمليات الحربية البريطانية في سوريا حتى ديسمبر المقبل.
وجاء في تصريح أصدرته وزارة الدفاع "تشير سجلاتنا الى عدم وقوع اي خسائر في صفوف المدنيين في الفترات المذكورة." وأضافت الوزارة أن الأعداد التي أوردتها تقديرية "وتعتمد على تحليل المعلومات الواردة عقب الضربات" مشيرة إلى أن "بريطانيا ليست في وارد زيارة أماكن الضربات لاحقا للتحقق من عدد الخسائر."
وعلى مستوى المفاوضات، قال رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل العديد من فصائل المعارضة السورية إن المفاوضات بشأن مستقبل سوريا السياسي لا يمكن أن تتم في ظل استمرار انتهاكات الهدنة. وقال حجاب عبر حسابه بموقع تويتر بعد اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "الوضع غير مناسب للحديث عن عملية سياسية في ظل المجازر المروعة والانتهاكات الممنهجة للهدنة التي لم يعد لها أي وجود فعلي على الأرض."
وأضاف حجاب أن كيري عبر عن قلقه من تدهور الوضع الأمني والإنساني في مدينة حلب وغيرها من المحافظات السورية وأنه استنكر استهداف النظام المستشفيات والمناطق الآهلة بالسكان. وتابع "أكد كيري أنه يجري اتصالات مع موسكو لحمل النظام على وقف الأعمال العدائية واحترام الهدنة وتوفير البيئة الملائمة للعملية السياسية عبر إنشاء هيئة حكم انتقالية لا يشارك فيها بشار الأسد الذي فقد شرعيته.