نهج عُماني متفرد

سارة البريكيَّة

في وقت تشرع فيه العديد من الأقطار العالمية لاستقطاب المعدات الحربية للفتك بالإنسان، تعكف حكومتنا الرشيدة -وفَّقها الله- على أن يعيش الإنسان العماني بكرامة وعزة وطمأنينة. وفي وقت تقوم فيه بلدان بعينها بصنع السلاح الفتاك بمختلف أنواعه، وتخزينه وتكديسه في المستودعات والمخازن وصرف أموال باهظة لاستيراده وجلبه والتباهي بكثرته، يقوم النهج العماني لدينا -الذي وُصِف بالاعتدال- بإنشاء مدارس هنا، وافتتاح مشاريع تنموية في تلك الناصية هناك، ووضع اللبنات الأولى لإقامة مستشفى أو مركز صحي أو شق طريق على تلك البقعة والرابية والوادي والسهل والجبل في أجزاء متفرقة من عُمان.

وفي وقت هذا النهج الوطني المتفرد يعكف ويواصل اهتمامه ومسيرته في تطوير البلاد وتقوية البُنى الأساسية اللازمة لتنفيذ المشاريع المختلفة والخطط التنموية والاستثمار في الإنسان، تقوم في الجانب الآخر من العالم زمر وجماعات في أماكن متفرقة منه، بعقد اجتماعات ودراسات من أجل التدخل في شؤون الغير، والنيل من كرامة دول وشعوب تتمنى أن تعيش بسلام وأمن وأمان، وأن تكون في نأي عن التدخل في شؤونها أو تأجيج الخلافات والصراعات الطائفية والفتن في ربوعها.

وباتت بلدان بعينها تزج بنفسها في المشهد الدموي بشكل جعلها تسير في هذا الاتجاه بقوة، ضاربة بعرض الحائط احتياج مواطنيها لكل مال يبذل على ذلك العتاد، وما يتسبب فيه الأخير من زهق أرواح بريئة، إنَّ التدخل في شؤون الآخرين والاشتغال بقضايا الغير والسعي إلى تدمير ذلك المكان وغيره من الأمكنة، ونهب مقدراته وسرقة ثرواته والتنكيل بأهله، وزعزعة الاستقرار به، وتنصيب الذوات بالقوة وتحديد المسؤولية الكاملة عن استباب الأمن في العالم أجمع ومحاولة إحكام القبضة والتسيد والتمدد وبسط السيطرة على الخارطة العالمية، لهو خطأ تاريخي كبير لن يجلب معه في قادم الأيام إلا الدمار والهلاك والويلات.

... إنَّ ما دعاني لكتابة هذا المقال هو حديث إحدى الأخوات لي على أنها تعيش في بلدها ومنذ سنوات طويلة أوضاعا صعبة للغاية، ولم يلتفت أحد -حتى كتابة هذه السطور- إلى نداءاتها المتكررة بضرورة تعديل وضعها وآخرين مثلها، وذكرتْ في حديثها أن الأولى على بلدها الاشتغال والاهتمام بقضايا المواطنين وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لهم، بدل الزج بهم في مسارات وخطوات تكتنفها مخاطر ومصاعب شتى.

حينما سمعتُ حديثها حمدتُ الله كثيرا على أن الحكومة لدينا تنظر دائما في حال مواطنيها، وتأخذ في الاعتبار متغيرات الحياة اليومية لهم بما يتماشى مع العصر الحديث، والتي تحمل في طياتها أعباء جديدة تُفرض على كاهل المواطن، تتمثل في كيفية توفير سبل ومتطلبات الحياة الكريمة، وأوضحت لها أنَّ بلدنا عُمان بقيادة مولانا جلالة السلطان قابوس -يحفظه الله ويرعاه- سبَّاقة للخير دائما؛ فهي على الصعيد الخارجي دولة مُحبَّة للسلام وتأمل أن يسود ويعم البشرية جمعاء، وفي الشان الداخلي هي تعمل على توفير سبل العيش الهانئ للمواطنين ليحيوا حياة طيبة وآمنة.

وأوضحتُ لها في هذا السياق أنَّنا تعودنا من جلالته -أعزه الله- الكرم والسخاء المستمر، وأنه -يحفظه الله ويرعاه- دائما موجها لحكومته الرشيدة بضرورة خدمة المواطن والاهتمام به، وتبسيط الإجراءات له وتسهيل حصوله على خدمات متميزة ذات مستوى عال، ويظهر ذلك جليا من خلال ما تقوم به كافة الجهات والمؤسسات الرسمية.

... إنَّ السلطنة وهي تسير في خط معتدل وفي مسار واضح ينشد السلام للجميع، لتؤكد أن السلام هو الخيار الأنسب لتعيش الشعوب بأمن وطمأنينة، وأنَّ حل النزاعات بالطرق السلمية والتحاور البناء الهادف، يرقى بالأمم والحضارات، ويتيح للبشرية جمعاء العيش بهناء، والتعايش السلمي فيما بينهم في أجواء مليئة بالحب والتعاضد والطمأنينة والتسامح، وأنَّ عدا ذلك لا يجنب المنطقة ويلات الحروب والدمار الشامل.

إننا -ولله الحمد- في عُمان ننعم باهتمام متواصل ورعاية دائمة من قبل حكومتنا الرشيدة التي لا تألو جهدا في السهر على راحة المواطن، والسعي في مساعدة أبنائها بما يحتاجونه ويمكنهم من العيش بحياة كريمة، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة والإسهام في رقي وتطور المجتمع، فالخصال الطيبة والأخلاق الحميدة التي يتمتع بها شعب عُمان، ساعدت كثيرا في توحدهم وتكاتفهم، والعمل صفا واحدا من أجل بلدهم، وذلك كله راجع لفكر وحكمة عاهل البلاد المفدى مولانا جلالة السلطان قابوس -يحفظه الله ويرعاه- ويا الله احفظ بلادنا من كل شر، واجعلها بلدًا آمنًا مطمئنًا يأتيها رزقها رغدا من كل مكان.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك