الكأس الغالية.. بين خنجر وشجرة!!

المعتصم البوسعيدي

كتبتُ قبل عام من الآن، مقالا بعنوان "مهرجان العفية"، كان ذلك قُبيل نهائي كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية- نهائيًا تأهلَ إليه العروبة بطل الدوري -آنذاك- وصور الذي كُنا نتغنى بعودته من الزمن الجميل وما لبث هذا الموسم حتى سقط سقوطًا مُريعًا لدوري الدرجة الأولى، أقول حينها كانت درة الساحل الشرقي "صور" تلبس أجمل أزياءها رجالاً ونساء "مطيوعيه، أمفاشيق، سنيسله، حباكه، القيطان، وغيرها" من الملابس الصورية المُطرزة؛ الأمر الذي استفزَّ على ما يبدو أبناء شمال الباطنة برغبة احتضانهم لأغلى الكؤوس؛ فكان الخابورة وصحم على الموعد لتكون الجارة النائمة على الساحل الرملي المطل على بحر عُمان "صحار" مسرح ختام الموسم للنهائي الحلم.

كنتُ في العام الماضي أدعو لإقامة مهرجان عام وليس مجرد مباراة نهائية، وما زلتُ أدعو لمهرجان يستدعي البسمة، ويفتح أبواب التنافس على مصراعيها، ويطلق عنان الأمل ويحلق بقيم الانتماء والحب، ولا بأس ببعض "المناوشات" هنا وهناك، وحسنًا فعلت القناة الرياضية بتغطيتها الجميلة لهذا الحدث، ونحنُ بطبعنا طماعين بالمزيد، على أننا نترقب وثبة "الفهود" الجائعة وامواج البحرِ العاتية، فأيهما يصل أولاً؟! "جوهر" التألق كابتن الكتيبة الزرقاء، أما "سُمعة" القائد المحنك والحاسم الآسيوي الكبير بعد العودة "للحبيبِ الأولِ".

"الخنجر" في الخابورة بات خارج غمده كما لم يكن منذ قبل، فبعد مشوار التألق في الموسم الماضي والتقهقر الذي حدث مع بداية الموسم، كان التصحيح والخروج من "عنق" الهبوط بل وتفادي مباراة الملحق على أقل تقدير بإدارة واعية وقريبة من قلوب كافة أطياف الولاية والنادي بطبيعة الحال، أما "شجرة الليمون" بصحم فقد وجدت في منتصف الموسم "ماءها العذب" من الجار القريب؛ حيث "المكيس" ودراما انتقاله الذي أثمر وصولاً مستحق لنهائي الكأس الغالية.

مرة أخرى إذًا.. جاران يتنافسانِ على الذهب، أحدهما يطمح لنيل اللقب الأول في تاريخه بالنسبة للخابورة، أو لقب ثانِ لصحم بعد موسم 2009/2010 في مباراة يُنتظر فيها تألق بعض النجوم على وجه الخصوص كمحسن جوهر صاحب الكرات الثابتة وسعيد عبيد الهداف القادم في سماء الكرة العُمانية مع بقية الأسماء، وربما ستكون هذه البطولة مسك الختام لنجم الكرة العُمانية إسماعيل العجمي ومسيرته المظفرة محليًا وخارجيًا عبر محطات احترافه في الملاعب الخليجية، كما إن البطولة تشهد صراع عربي من على دكة البدلاء؛ حيث الجزائري الأصل الايطالي الجنسية مصطفى كيوة المدرب الثالث للخابورة في هذا الموسم مواجهًا السوري عبد الناصر المكيس صاحب التألق "الصحاري" في بداية الموسم قبل قيادة صحم لاحقًا بعد إقالة الروماني ارستيكا.

 

الكأس الغالية ستُزف ـ بلا شك ـ لإحدى الولايتين؛ فقد تُزف لطعم "الملحِ" على ظلال حصن الخابورة وبقية الحصون والأبراج، لترتوي من أفلاج "الغيزين وخزام والقصف ونبعان" وغيرها، وتتراقص على ترانيم صناعة القوارب، وتستريح بين الخضرة والماء والوجه الحسن عند وادي "الحواسنة وشافان"، أو قد تُزف لتلك الجميلة المطلة على "ساحل هلالي" لتسكن بين جنبات حصن صحم والحصون المتناثرة على بقية قرى الولاية، وتأكل من تمر "الهلالي والقشوش" "والكامي" وتقطف الليمون مستظلة "بالغاف والسدر والسمر" وتروي عطشها من أفلاج وادي بني عمر والفليج والروضة، وتستجم بأودية "عاهن، والمحموم" وبقية الأودية، حتى إذا ما طلبت الفسحة يترأى لها "سيح الطيبات" بسمو قدره.

على وقع نهائي الكأس الغالية، سيكون ختام الموسم الكروي بصفحة أخرى يطويها الزمن، فمن سيكون النقطة الأخيرة في سطر الذاكرة، خنجر لمع بريقه أم شجرة ثمارها مريحة لكل أعصاب التوتر؟!

تعليق عبر الفيس بوك