واقع خدمات محطات تعبئة الوقود

سيف بن سالم المعمري

تُعد محطات تعبئة الوقود التي تتوزع على جميع محافظات وولايات السلطنة من المواقع المُهمة التي يتوقف عندها المواطن والمقيم والزائر للسلطنة، حيث لا يقتصر التوقف عندها للتزود بالوقود فحسب، بل إنّها مكان ملائم للتزود بالمؤن والبضائع وأداء الصلوات والاستراحة من عناء الطريق خاصة إن كان مستخدم الطريق يقطع مسافات طويلة.

وإن كانت الخدمات التي تُقدمها محطات تعبئة الوقود على جانبي الطرق الداخلية مهمة، فإنّ ذات الأهمية تتضاعف إن كانت تلك المحطات على الطرق الرئيسية وفي المسافات الطويلة، حيث إنّ من الملائم أن يتم وضع معايير واضحة لوجود مسافات مُتقاربة بين المحطة والأخرى وعلى جانبي الطريق خاصة في الطرق المزدوجة كطريق حفيت-عبري وطريق عبري- جبرين وطريق نزوى- مسقط وطريق البريمي - صحار وغيرها من الطرق الرئيسية في السلطنة .

إلى جانب ذلك فإنّ واقع الخدمات التي تقدمها معظم محطات تعبئة الوقود وخاصة تلك التي تتواجد على الطرق الرئيسية لا تزال دون مستوى الطموح، حيث تخلو بعضها من وجود مسجد ودورات مياه وإن وجدت فتجدها غير نظيفة وبعضها تنقطع منها المياه بشكل مستمر، علاوة على ذلك فمعظم تلك المحطات لا توجد بها خدمات إصلاح الإطارات وتغيير الزيوت ومغاسل سيارات وكهربائي وميكانيكي سيارات، بالإضافة إلى عدم وجود محل تسوق يقدم سلعاً متنوعة تلبي حاجة مستخدم الطريق، كما أن معظم المحطات لا يوجد بها مساجد ودورات مياه عامة، وفي حال حاجة مُستخدم الطريق لدورة مياه في المحطة يجد معظمها مغلقاً والبعض الآخر يجدها غير نظيفة أو تخلو من المياه، دون أي إكثراث من إدارة تلك المحطة للأهمية البالغة لدورات المياه لمستخدم الطريق خاصة وأن معظم المساجد على الطرق الرئيسية وكذلك التي توجد في الأحياء الداخلية يتم إغلاقها بعد أداء الصلوات الخمسة وبالتالي يشعر مستخدم الطريق خاصة إن لم يكن من أصحاب المنطقة التي تقع فيها المحطة أو المقيم والزائر للسلطنة بحرج شديد حين يشعر بحاجته لدورة المياه وخاصة إن كان يرافقه أسرته وأطفاله .كما أنّ محطات الوقود تمثل واجهة حضارية للسلطنة، ويمكن من خلالها أن توجد مكاتب سياحية وخاصة التي تقع بالقرب من المنافذ الحدودية حيث يمكن أن تقدم خدمات تعريفية عن البيئة السياحية للسلطنة والمواقع والأماكن التي يسأل عنها الزائر للسلطنة، كما أنّه من الأهمية أن يستفاد من مواقع محطات تعبئة الوقود في إقامة الاستراحات السياحية والمتنزهات والمرافق الترفيهية كالحدائق مثلاً وذلك ليستفيد منها مستخدم الطريق والتوقف لأخذ قسط من الراحة والتخفيف من عناء السفر .وعليه فإن على الجهات المعنية في السلطنة أن تولي محطات تعبئة الوقود عناية فائقة وأن تحث إداراتها على التنافس في تقديم خدمات بمستوى عالٍ من الجودة والابتكار، وإن تكون المساجد ودورات المياه ومحلات التسوق وورش صيانة السيارات وقطع الغيار ضمن أساسيات إنشاء المحطة وأن يتم العناية الفائقة بمسجد المحطة ونظافة دورات المياه لكثرة استخدامها ولكونها تعكس التطور الحضاري ورقي الإنسان العُماني .

ومن أجل الرقي بخدمات محطات تعبئة الوقود يجب أن تتم مراقبتها ومتابعتها بشكل مستمر وأن يتم تجديد عقود الشركات التي تدير تلك المحطات بما يتناسب والتزامها بالاشتراطات المطلوبة مع تعزيز المحطات التي تقدم خدمات نوعية لمستخدمي الطريق، ولتبقى محطات تعبئة الوقود بوابة حضارية يستشرف من خلالها الزائر للسلطنة التطور والنمو الحضاري الذي تعيشه السلطنة.

ودمتم ودامت عُمان بخير ،،،

saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك