فنجاء..بطل

محمد العليان

كالعادة وفي مساء جميل، تألق فريق فنجاء لكرة القدم من جديد ليلغي كل التوقعات والاحتمالات حول من سيفوز ببطولة الدوري؛ إذ انحصرت المنافسة بين 3 فرق فنجاء والسويق والعروبة، ولكن فنجاء حسمها وعانق الذهب على مجمع السلطان قابوس ببوشر، وأضاف إنجازا جديدا لخزينته ويحقق اللقب الـ9 له في بطولة دوري عمانتل للمحترفين؛ وبذلك اقتحم فنجاء سور الزعامة على بطولة الدوري وعادل فريق ظفار بـ9 بطولات.

واليوم ها هو فنجاء يُعيد صداقته للبطولات من جديد، بعد أن غاب طويلا من خلال الفترات الماضية، هيبة بطل عادت من جديد ليبقى الذهب ذهبا ولو غاب أو دفن تحت الرمال يبقى شعاعا أصفر لا يتغيَّر مهما تغيَّر الزمان والمكان.

إن تحقيق البطولة لم يأتِ بالصدفة كان هناك عمل فني وإداري صريح وواضح وهدف تسعى إدارة النادي لتحقيقه فتم المحافظة على معظم عناصر الفريق من الموسم الماضي والذي قبله فكان هناك استقرار فني وإداري مصاحب للفريق، وتم دعم هذا الاستقرار ببعض العناصر كالدولي عماد الحوسني وبعض اللاعبين الأجانب، والذين وبكل صراحة لم يقدموا الإضافة للفريق طوال الموسم وظلوا على دكة الاحتياط طويلا.

وأيضا مرت على الفريق عدة هزات؛ منها: النتائج السلبية في البطولة الآسيوية التي شارك فيها الفريق، ورغم ذلك لم تُؤثر عليه محليا، وواصل الفريق طريقه نحو المنافسة، وتم علاج هذه النتائج السلبية بنتائج محلية والعمل عليها، إضافة إلى تغيير مدربه في أواخر الموسم، وكان قرارا شجاعا من إدارة النادي بإقالة المدرب، ورغم أنه جاء متأخرا ولكن واصل مساعد المدرب سليمان خميس قيادته للفريق رغم قلة خبرته، ولكنه نجح ورأسى السفينة على بر الأمان.

هكذا هي الجياد الأصيلة لا تظهر إلا وقت المعركة الحاسمة.. شموخ بطل ظهر في أصعب الأوقات والظروف، واعتلى صدارة الدوري قبل 4 مباريات أو 3 من جديد، بعد أن غازلها في الموسم كله في المركز الثاني ثم الثالث والأول ثم أتت مباراة الحسم أمام فريق السويق فقد نفض الملك عن كبريائه غبار المباراة الحاسمة وحسمها بطريقة الكبار والأبطال كفريق متمرس في مثل هذه المواجهات الثقيلة ليعيد للاذهان فنجاء زمان.

ليلة كروية كان فنجاء هو نسيمها وعطرها وثلجها ونارها عن جدارة واستحقاق، هناك رجال كانوا خلف هذا الإنجاز يعملون خلف الستار بكل إخلاص، ويأتي على رأسهم المهندس سيف السمري رئيس النادي ورجال إدارته الأوفياء الذين عملوا دون كلل أو ملل، دائما ما يميز نادي فنجاء وهذا الرئيس بالذات، خصوصا وانه يتمتع بالهدوء في عمله دون ضجيج والابتعاد عن الأضواء والإعلام والفلاشات، ويواظب على العمل بصمت داخل البيت الذهبي برجال وجماهير.

نعم.. إنه فنجاء يؤكد علو كعبه على الجميع بعمل واضح واحترافي منذ بداية الموسم.. الفوز والخسارة والتعادل أمور واردة في كرة القدم، ولكن التعامل مع ظروف كل واحد منهم هو المحك الأساسي ومحاولة توظيف العوامل لصالحك هو النجاح الحقيقي هكذا هو فنجاء كان تعامله مع البطولة في هذا الموسم.

نبارك لإدارة فنجاء لاعبيين وجهازا فنيا واداري وطبي وجماهير وكل منتسب للقلعة الصفراء الفوز ببطولة الدوري.. وتهنئة خاص وإهداء بالفوز لزميلي العمدة.

------------------------

آخر الكلمات: "أن تكون كبيرا فهذا قدرك".

تعليق عبر الفيس بوك