(يوم البيجامات) في المدارس الخاصة!!

مسعود الحمداني

هل سمعتم بـ (يوم البيجامات)؟!! لا تستغربوا من الاسم، فهذا واقع في بعض المدارس التي ترتبط مناهجها، وطرائق تدريسها، بهيئات أكاديميّة غربية، لا تفرّق بين مجتمع غربي، ومجتمع عربيّ، وتنقل تجارب مجتمعاتها إلينا دون تحفظ أو التفات إلى خصوصية أو غيرها، وتقلّدها بعض المدارس الخاصة دون رقيب عليها، ودون تحفظ، أو مسؤولية.

لم أعرف هذا اليوم إلا الأسبوع الماضي حينما أتتني ابنتي الصغيرة المقيّدة في الصف الثالث بإحدى المدارس الخاصة (المحترمة) لتستأذنني بلبس ملابس النوم غدا للذهاب بها إلى المدرسة، سألتها بدهشة واستغراب عن سبب ذلك، معتقدا أن التعبير خانها في توضيح ما تريد توصيله.. فقالت ببراءة: أن المعلمة أخبرتهم أن من لا يلبس ملابس النوم غدا فإنها ستخصم منه عشر درجات كاملة، ولذلك لا بد من تنفيذ أمرها..

انتابتني نوبة غضب شديدة لذلك الطلب الغريب من المدرسة، ثوب نوم للطلبة والطالبات في مدرسة خاصة!!..ما هي الرسالة التي تريد هيئة التدريس توصيلها للصغار؟!!..

في الصباح وحين كنت أوصل ابنتي إلى المدرسة شاهدتُ طالبات صغيرات بملابس النوم فعلا يدخلن الفصول أمام مرأى وصمت الهيئة الإدارية والتعليمية بالمدرسة!!..

اتصلتُ بأحد المسؤولين عن التعليم الخاص في السلطنة، وأخبرته بالأمر، عقدت الدهشة لسانه، وهو يعدني بمتابعة الموضوع..توجهتُ بسؤالي لبعض الموظفات العمانيات في المدرسة عن سبب تبنّي هذا اليوم من الإدارة، وما الهدف منه؟!!..لم أجد منهنّ جوابا، ولا تبريرا، إلا الرفض الصامت لما يحدث، ولكن ما بأيديهنّ حيلة، وبينما كان أحد الإداريين العرب يحاول أن يشرح لي الأمر، ويخفف من هول الصدمة، ويعتذر عن هذا التصرف الذي لا يرضاه أي عربيّ، مسلم، إذا بأحد الهيئة الإدارية غير العرب يمر مسرعا من أمامنا بملابس النوم (الخاصة جدًا)، وهي تشبه إلى حد كبير فساتين النساء لدينا، وكأنه أهبل فرّ من مستشفى المجانين، وسط ضحكات المتواجدين في القاعة، ودهشتي، حينها أخبرني بعضهم بأن هناك عدد من المدرّسات يلبسن ملابس النوم ومتواجدات في قاعات التدريس!!.

هذا الكلام ليس حلما، وليس من نسج الخيال، ولكنه واقع كنتُ شاهد عيانٍ عليه، فأي استهتار واستغباء تحاول بعض المدارس الخاصة، المرتبطة أكاديميا بمدارس غربية أن توصله لنا؟!!..وأين احترام العادات والتقاليد ورسالة التعليم التي يحاول ولي الأمر غرسها في أبنائه، فإذا بمجموعة من الأجانب يدمرون كل شيء، بحجة تغيير نمط اليوم الدراسي، وكسر الملل في نفوس الطلبة؟!! وقبل ذلك أين الدور الرقابي والمتابعة من قبل وزارة التربية والتعليم والمديرية المشرفة على المدارس الخاصة من هذا الوضع الذي أقل ما يوصف به بأنه غير مهذب، وغير تربوي، ويضرب بالمُثل والعادات العمانية والتعاليم الإسلامية عرض الحائط؟!!

هل تريد هذه المدارس أن تغرس في نفوس الطلبة والطالبات أن الخروج بملابس النوم في الأماكن العامة أمر عادي، وطبيعي؟!! وهل يريدون من أولياء الأمور أن يقرّوا مثل هذه التصرفات بالسكوت عليها؟!! ثم أين دور الموظفين والإداريين والمعلمين العمانيين والعرب من تنبيه إداراتهم في هذه المدارس من رفض هذه السلوكيات التي يقوم بها مدرسون وإداريون أجانب لا يعنيهم عادات مجتمعاتنا، وليس عندهم مانع تجاه أي شيء..

نحن مجتمعٌ مسلمٌ محافظ وما تقوم به بعض المدارس الخاصة لا يجب أن يمر دون محاسبة، لأنّ أبناءنا أمانة ليست في عنق المدارس الخاصة ذات التوجه الغربي فحسب، ولكنهم قبل ذلك أمانة في عنق وزارة التربية والتعليم التي تشرف على هذه المدارس، التي يجب أن تغرس الأخلاق الإسلاميّة، وتحترم عادات المجتمع وتقاليده، قبل أن تدرّس المناهج الغربية، وتطبّق أفكاره.

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك