"جنود عمان المجهولون"

خلفان الطوقي

جنود عمان المجهولون المقصودون بهذا المقال، هم المتطوعون الذين يعملون لعمان ولا ينتظرون مردودا مباشرا نظير عطائهم، بل يدفعون أحيانا من جيوبهم أو يتبرعون بأوقاتهم وفكرهم وجهدهم لصالح الوطن.

الجنود المقصودون هم المتواجدون بيننا في كل قطاع من تجارنا أو أطبائنا أو أدبائنا أو مثقفينا أو مفكرينا أو مغردينا رجالا ونساء أو النشطين في أي مجال من مجالات الحياة العامة، هم يتميزون بالحس الوطني الحقيقي الغيور أكثر من غيرهم، هم ليسوا ممن يرفعون العلم في المناسبات للظهور الإعلامي أو يشاركون في المسيرات نفاقا ورياء أو يتبارزون بالشعارات الرنانة فقط، بل هم الذين يمتلكون في جيناتهم المسؤولية الدائمة للمحافظة على المكتسبات الوطنية، الساعون للمزيد بالفعل والجهد والفكر النير، هم الذين لا يسعون لمناصب أو وجاهة اجتماعية من خلال ما يقومون به، بل إنّ ما يقومون به خالصا للوطن والمجتمع وضمان ديمومة التنمية، قد تجده متقاعدا عن وظيفته، لكنه بجهده وفكره في المجال الذي ينتمي إليه أو القطاع الذي يعشقه أنشط بكثير ممن يحمل لقبا وظيفيا في الوظيفة الحكومة أو القطاع الخاص أو المدني.

الجنود المجهولون هم موجودون بيننا، وعلى المسؤول وخاصة المسؤول الحكومي أن يخصص وقتا ليبحث عنهم، والاستفادة منهم واستخراج عصارة خبراتهم التراكمية، وعليه ألا يستهين بأهميّتهم في طرح الرؤى والأفكار الخلاقة، فعطاؤهم ممتد في إيجاد حلول ابتكاريّة لبعض المعضلات العالقة، فهم ليسوا كغيرهم من الموظفين التقليدين، إنّما هم شغوفون بما يقومون به، وينظرون للمواضيع من جوانب مختلفة؛ لذلك ترى أنّ أطروحاتهم مختلفة ومن زوايا وأبعاد مختلفة وبعيدة عن المصالح الشخصيّة، وهمّهم المصلحة العامة، ورؤية عمان أكثر جمالا وإشراقا وصلابة، كما على المسؤول أن يعي بأنّهم سفراء له في أوقات الرخاء وصمام أمان في وقت اﻷزمات، ويمكنه أن يعظم أدوارهم ليكونوا مستشارين له وقتما دعت الحاجة لهم بجودة عالية مخلصة وبأقل التكاليف.

لنتذكر أنّ هؤلاء الجنود لن يبخلوا بأي عطاء لعمان وأهلها وهم أغنياء بعلمهم وخبراتهم ومهاراتهم في معظم اﻷحيان، وهم جزء أصيل من تكوين المجتمع وثروات حقيقية للبلد، وعلى المسؤول النبيه أن يستفيد منهم لمواكبة عجلة التقدم وتغير التشريعات للأفضل، وبتهميشهم لن يخسر المسؤول كشخص بقدر خسارة البلد لطاقات يمكن أن تكون قيمة مضافة للبلد، ولضمان الاستفادة القصوى منهم يجب ضمان وجودهم بطريقة ممنهجة سواء كان في المؤسسة الحكومية أو الخاصة أو الحياة المدنية.

تعليق عبر الفيس بوك