مدير جودة المياه بـ"الكهرباء والمياه": 90 ألف عينة يتم تجميعها وتحليلها سنويا

أكد أنّ الهيئة تقدم المياه بجودة تطابق المواصفات الخليجية والعالمية

- تعاون وتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة لضمان جودة المياه

أبرز المهندس حمد بن سعيد الحسني مدير أول جودة المياه بالهيئة العامة للكهرباء الجهود التي تبذلها الهيئة في إنتاج وتقديم المياه الصالحة للشرب وفق المواصفات الدولية. مشيرًا إلى أنّه من الضروري أن تكون المياه التي يشربها الإنسان ذات جودة عالية وخصائص وتحليلات تصل إلى أبعد الجزيئات في تكوين الماء؛ لأنّ المياه النقية تعتبر شرطا أساسيًا لضمان صحة الأفراد، لافتا إلى أنّ منظمة الصحة العالمية أعدت المبادئ التوجيهية والدلائل الإرشادية لنوعية مياه الشرب، والتي تشكل نقطة مرجعية دولية لسلامة وجودة مياه الشرب، وهذه المبادئ تعتمد على دراسات كافية عن تأثيرات المادة في الكائن الحي ويتم مراجعتها وتحديثها بشكل مستمر ودوري. وأفاد أنّ جميع دول العالم تستخدم هذه الدلائل الإرشاديّة لمواصفات مياه الشرب الخاصة بها، وتعد السلطنة ضمن دول العالم التي تسير وفق ما نصت عليه هذه المواصفات والاشتراطات.

مسقط - الرؤية

- بداية.. ما هي المواصفات القياسية المعتمدة لجودة المياه؟

تعتمد الهيئة مواصفات مياه الشرب غير المعبأة رقم. (8/2012م) والتي تمّ اعتمادها وفقاً للمواصفات القياسية الخليجية ومنظمة الصحة العالمية لعام2011م ويأتي هذا في إطار سعي الهيئة الحثيث على أن تكون مؤسسة من الطراز العالمي في كافة عملياتها وممارساتها وتوفير مياه صالحة للشرب ذات جودة عالية بما يضمن صحة وسلامة المستهلكين، وتعتمد المواصفات والمقاييس التي أقرّتها منظمة الصحة العالمية على مجموعة من الخصائص الفيزيائية والكيميائية وغيرها، وتأتي هذه المواصفات بما يتوافق مع الواقع العلمي والعملي في إطار حماية صحة وسلامة المستهلك مع رفع الجودة باستخدام أحدث ما وصلت إليه التقانة الحديثة في مجال فحص ومراقبة جودة المياه والتي تشمل الأجهزة الدقيقة في فحص وتحليل المياه بأبعد جزيئاته وبحيث تكون المياه المنتجة بجودة عالية وصالحة للاستهلاك الأدمي بشكل أكثر أماناً وهذا يلعب دورا في بناء الثقة لدى المستهلك في جودة المياه التي تنتجها الهيئة والتي نؤكد مطابقتها لتوصيات منظمة الصحة العالمية.

فحص جودة المياه

- ما هي الجهات التي اعتمدت هذا المواصفات، ومتى كان اعتمادها، وهل تمّ تغيرها أو أنها لم تتغير منذ الاعتماد الأول، وهل هناك توجه لتحديثها؟

تم اعتماد هذه المواصفات من عدد من الجهات الحكومية أبرزها المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وهو جهاز التقييس الوطني لسلطنة عُمان الذي أنشئ بموجب المرسوم السلطاني رقم 1976/39 ومن مهامه إعداد المواصفات القياسية العمانية استناداً للمرسوم السلطاني رقم 1/78وقد قامت المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بتحديث المواصفة القياسية العمانية رقم 8/2006م الخاصة بمياه الشرب غير المعبأة وفقاً لحاجة الجهات الحكومية مثل الهيئة العامة للكهرباء والمياه ووزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة لتغيير التركيز لعنصر كيميائي أو جرثومي معين بحيث إنّه يتناسب مع مواصفات منظمة الصحة العالمية لعام 2011م وآخر تحديث للمواصفة القياسية العُمانية لمياه الشرب غير المعبأة رقم ( 8/2012م).

- هناك برنامج رقابي لفحص جودة المياه، حدثنا حول هذا البرنامج؟ وهل هناك اختلاف في عملية الفحص بين مصدر وآخر، وهنا نشير إلى مصادر المياه المختلفة وأكثر المصادر استخداما؟

تم إعداد برنامج رقابي شامل لجمع وفحص مياه الشرب من مختلف مصادر المياه التابعة للهيئة منها محطات التحلية والخزانات سواء الأرضية أو الخزانات العلوية وخزانات الطوارئ وشبكات المياه الرئيسية والفرعية ونقاط تعبئة الناقلات والآبار التابعة للهيئة والتي يتم تشغيلها في حالات الطوارئ، ويعمل هذا البرنامج وفق دليل إرشادي لفحص جودة المياه، حيث يتم جمع العينات في علب خاصة تحتوي كل علبة على لاصق يشمل كافة تفاصيل العينة ونوعية الفحص وتاريخه وتوقيته، وموقع أخذ العينة كما يحتوي على ماسح ضوئي (باركود) لقراءة وتخزين تفاصيل العينة باستخدام التقنيات الحديثة في نظام إدارة أنظمة المختبرات (LIMS) في متابعة ومراقبة جودة المياه ويتم هذا البرنامج الرقابي، والذي يقوم به مختصون في هذا المجال بشكل يومي من جميع ولايات ومحافظات السلطنة، وتصل عدد العينات التي يتم تجميعها وتحليلها خلال هذا العام أكثر من 90.000 تسعين ألف عينة. ويصل عدد العينات شهريا ما يقارب إلى 7500 عينة بمعدل يتجاوز 450 عينة يوميا ويتم أخذ هذه العينات كل أسبوع من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء.

وتشمل عمليات الفحص لجودة المياه الخزانات ومحطات التحلية حيث إنّه في حال اكتشاف وجود خلل في مطابقة المياه المنتجة من المحطة أو المياه المعبأة في الخزانات فإنه يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بتفريغ الكميات الموجودة وإجراء المعالجات لإنتاج مياه تتوافق مع المواصفات والمقاييس المعمول بها وبدء الإنتاج من جديد، أما فحص الشبكات فإنه يتم عبر مواقع خاصة لفحص المياه والتي توجد في الشبكات الرئيسية والفرعية ويمكن عبر هذه المواقع أخذ العينات وإجراء الفحص الدوري لجودة المياه ويتجاوز عدد هذه المواقع في مسقط وحدها أكثر من 200 موقع، وفي حال وجود بلاغ من المشتركين بوجود لون أو رائحة أو طعم أو أي خلل في المياه فإنّ فريق جودة المياه يتجه مباشرة للمنزل والقيام بإجراء اللازم وإجراء فحص للمياه في المنزل.

كوادر مؤهلة ومدربة

- هناك عدد كبير من المختبرات لمراقبة جودة المياه ينتشر في محافظات السلطنة، ويتصدر هذه المختبرات المختبر المركزي في مسقط، ما أبرز ما يميز هذا المختبر من مكونات وأجهزة؟ وماذا عن الكوادر البشرية العاملة في المختبر وآلية عملهم واختيارهم؟

يقوم المختبر المركزي بفحص العينات من جميع محافظات السلطنة حيث يقوم بالفحوصات الدورية بالإضافة إلى فحوصات المعادن الثقيلة والمركبات الهيدروكربونية وجميع العناصر الموجبة والسالبة في المياه. مجهزًا بأحدث أجهزة التحليل الآلي طبقا للمعايير العالمية في مجال مختبرات جودة المياه، ومن ضمن هذه الأجهزة ICP-MS,ICP,IC,TOC,GC-MSMS عالية الأداء والكفاءة والتجهيزات، التي تمكن المعنيين من تطبيق المواصفات القياسية العمانية لمياه الشرب. كما يوجد ما يقارب 14 مختبرا متوزعة على مختلف محافظات السلطنة تم تجهيزها بمختلف الأجهزة التحليلية كما تم ربط جميع المختبرات بنظام إدارة أنظمة المختبرات LIMS عبر الشبكة العنكبوتية ويتيح النظام لأكثر من 80 مستخدم إدخال جميع البيانات في النظام في ذات الوقت. كذلك تم تدريب فنيي المختبرات على استخدام الأجهزة التحليلية في السلطنة وخارج السلطنة لتشغيل الأجهزة بكفاءة عالية وذلك للحصول على نتائج أكثر دقة. ويعمل في هذه المختبرات طاقم متكامل من الكوادر البشرية العمانية والمؤهلة للتعامل مع هذه الأجهزة، كما يعمل بشكل مستمر على تنمية وتطوير الأداء المهني لهذه الكوادر وهذا في إطار القيم التي تعمل عليها الهيئة العامة للكهرباء والمياه والتي من ضمنها تنمية وتطوير الموارد البشرية. كما يعمل المختبر المركزي حاليا بفاعلية وجدية للحصول على شهادة الآيزو لجودة المياه وهي شهادة الاعتماد الدولية 17025 والخاصة بالمختبرات التحليليّة.

تنسيق مع "الصحة"

- هل هناك تنسيق أو تعاون بينكم ووزارة الصحة في مجال جودة المياه؟

التعاون مستمر مع جميع الجهات الحكوميّة والخاصة المعنية وذات العلاقة سواء وزارة الصحة أو وزارة التجارة والصناعة أو وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أو الجامعات والكليات الحكومية أو الخاصة في مجال إجراء بعض التحليل المشتركة وإعداد البحوث والدراسات والتدريب.

- ما هي الآلية المتبعة لفحص جودة المياه خلال فترات الطوارئ بمحطات التحلية؟

يوجد لدى الهيئة خطة طوارئ يتم تفعيلها في الحالات الطارئة أثناء (توقف إحدى محطات التحلية أو تلوث إحدى مصادر المياه أو تعرض السلطنة لأي كوارث طبيعية لا قدار الله أو أنواء مناخية قد تؤدي إلى الإضرار بمصادر المياه). حسب الأنظمة المتبعة في خطة الطوارئ تتضمن فحص جميع مصادر المياه سواء محطات التحلية أو حقول الآبار أو الآبار المتفرقة والتي تشرف عليها الهيئة وذلك للتأكد من تطابق النتائج للمواصفات القياسية العمانية المعتمدة قبل استخدامها.

الكلور وسلامة المياه

- كيف يعتبر الكلور مؤشراً مهما لصحة وسلامة جودة المياه؟

كما يعلم الجميع فإنّ عنصر الكلور مهم جداً في التخلص والقضاء على جميع أنواع البكتيريا ومن أهم استخدامات الكلور هي تنقية أو معالجة مياه الشرب، عن طريق إضافة مركب سائل أو غاز الكلور للماء بنسب مختلفة، وقد تمّ استخدامه أول مرة عام 1908م في مدينة شيـكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل على القضاء على مسببات الأمراض الموجودة في الماء، مثل الكوليرا والتيفويد، والدوسنتاريا وغيرها من الأمراض؛ والجدير بالذكر بأن 98% من مياه الشرب حول العالم يتم تعقيمها بالكلور. وحسب المواصفة القياسية العمانية ومنظمة الصحة العالمية فإنّه يجب أن تكون نسبة تركيز الكلور الحر في مياه الشرب بين 0.2 - 0.5 ملغم/ لتر وهو المعمول به في الهيئة.

- كيف تتم عملية معالجة المياه المتضررة بالتلوث؟

تختلف عمليات معالجة مياه الشرب باختلاف مصادر تلك المياه ونوعيتها. وشهدت في الآونة الأخيرة تغيرات جذرية في تقنيات المعالجة وترجع في كثير من الأحوال إلى النقص الشديد الذي تعانيه كثير من دول العالم ومن ضمنها السلطنة في المياه الصالحة للشرب أو نتيجة لتلوث مصادر المياه. وقد أدت هذه العوامل إلى البحث عن مصادر جديدة غير المصادر التقليدية، والتي تحتاج بطبيعة الحال إلى تقنيات معالجة متقدمة بالإضافة إلى المعالجة التقليدية فلجأت كثير من الدول إلى تحلية مياه البحر، وإلى تحلية بعض مصادر المياه الجوفية المالحة، وذلك باستخدام تقنيات باهظة التكاليف مثل عمليات التقطير الومضي وعمليات التناضح العكسي، بالإضافة إلى العديد من العمليات الأخرى للتحلية.

كما أضاف الحسني أنه إذا أوضحت النتائج التحليلية لأحد مصادر الهيئة وجود تلوث على سبيل المثال جرثومي فإنّه يتم اتخاذ الإجراء اللازم عن طريق وقف الضخ من المصدر وإيجاد مصدر بديل لتزويد المستفيدين بحاجتهم من مياه الشرب والقيام بعملية تعقيم للبئر وأيضًا القيام بتنظيف وتعقيم شبكات المياه والخزانات، ومن ثمّ يتم إعادة الفحوصات وأخذ عينة من المصدر بهدف التأكد من خلوها من أي تلوّث.

تعليق عبر الفيس بوك