جامعة السلطان قابوس تفتتح ملتقى "حضارات الشرق المهد والنور" بفعاليات متنوعة

دعا لتوظيف التكنولوجيا في استقراء التاريخ

مسقط - الرؤية

انطلقت أمس بجامعة السلطان قابوس فعاليات الملتقى التاريخي الثاني بعنوان "حضارات الشرق المهد والنور" والذي تنظمه جامعة السلطان قابوس ممثلة بجماعة التاريخ والآثار بعمادة شؤون الطلبة، وذلك بقاعة المعارض بمركز خدمات الطلبة، تحت رعاية سعادة حسن بن محمد اللواتي مستشار صاحب السمو وزير التراث والثقافة.

وتتمحور فكرة الملتقى حول التعريف بحضارات الشرق كونها مهد الحضارات الإنسانية، ومنها انبثقت أنوار الحضارات ،كما يسعى الملتقى إلى التعريف بحضارات الشرق الأدنى القديم وإسهاماتها في مختلف جوانب الحياة الإنسانية بما يحقق الوعي اللازم بإنجازاتها الخالدة، ويستقطب طلبة الجامعة والجامعات الخاصة وكليات التعليم العالي وطلبة المدارس ومختلف فئات المجتمع عامة وطلاب المدارس والجامعة خاصة ،كذلك تتمثل أهداف الملتقى في التعريف بالحيز الجغرافي الدقيق لحضارات الشرق الأدنى القديم مع التعريف بالعلاقات الحضارية المتبادلة بين بلدان الشرق الأدنى القديم وأيضا التعريف بالإبداعات في مجالات العلوم التطبيقية والجوانب الدينية وطبيعة الحياة اليومية في العديد من بلدان الشرق الأدنى. بالإضافة إلى توظيف التكنولوجيا في خدمة المعرفة التاريخية والأثرية وغرس أهمية الوعي بدور تلك الحضارات وإرثها التاريخي ومخلفاتها الأثرية.

ويتضمن الملتقى مجموعة من الفعاليات منها المعرض الذي يناقش حضارات الشرق الأدنى من نواح متعددة ويستمر لمدة أربعة أيام، وفعالية تجربة وسيرة حياة وهو عبارة عن برنامج يستضيف أحد المختصين في التاريخ ممن لهم تجربة حياتية زاخرة وهو الدكتور محمد بن سعد المقدم أستاذ مساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية الذي شغل منصب رئيس قسم التاريخ ومنصب عميد شؤون الطلبة في الجامعة.

وحول فعاليات الملتقى قال الدكتور علي بن سعيد الريامي، أستاذ مساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم والاجتماعية والمشرف الأكاديمي على جماعة التاريخ والآثار: من وجهة نظري الرسالة التي ينبغي أن تصل من خلال هذا الملتقى هو أننا جزء من عالم متحضر يمثل مهد التطور ومنه كان النور الذي أشرق على العالم جمع ولهذا قال المفكر والمؤرخ الكبير جوزف هورس: "علينا أن نفتش عن جذور التاريخ في الشرق الأدنى من مصر إلى كلدانيا" الشرق مهبط الرسل والرسالات السماوية، والحضارة الإسلامية استطاعت بماأاشاعته من حرية فكرية وتسامح أن تستقي من معين جميع الحضارات دون استثناء ومن ذلك الإرث الحضاري الكبير الذي حافظ عليه الإسلام من الضياع كان بمثابة الأساس لبناء الحضارة الغربية مضيفا في الصدد ذاته أنّ الحضارة الإسلامية وهي تشكل جزءا جغرافيا كبيرا من حضارات الشرق القديمة عموما بمفهومها الواسع لم تكن مجرد حضارة شعائر وطقوس تعبديّة وإنما حضارة تقوم على الإيمان والعلم، تبدأ من الإنسان وتنتهي بسعادة الإنسان.

وقالت الطالبة هاجر بنت درويش البرختية، رئيسة جماعة التاريخ والآثار: إننا جزء من هذا العالم وكنا على تواصل مع حضارات الشرق بحكم الموقع الجغرافي فقد كان التأثر سمة بارزة من سماتنا الحضارية وعليه فإنّ التعريف بتلك الحضارات وإنجازاتها مهم لاستيعاب تلك المتغيرات المستقلة، وفهماً للحراك الحضاري في منطقة لطالما اعتبرت بأنها مهد الحضارات.

يشتمل المعرض على ثمانية أركان الأول بعنوان ركن الاستقبال ويوضح فكرة المعرض والهدف منه والتعريف بأركان المعرض وعنوان الركن الثاني حضارات بلاد الرافدين، ويناقش هذا الركن قدرة ذكاء الإنسان العماني القديم في التغلب على ظروف حياته، والتعامل مع بيئات شتى لإنتاج حضارة بهذه الدقة والروعة والأهميّة، كما أنه يناقش أبرز المقتنيات الأثرية التي اكتشفت في الحضارة وما تحمله من دلالات مختلفة وأمّا الركن الثالث فهو بعنوان حضارة مصر القديمة ويعرف بهذه الحضارة بجميع أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والمعمارية، وبالنسبة لركن الحضارة الفارسية فيتناول العلاقات الخارجية والمعتقد الديني وجوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها وهناك ركن حضارات شمال الجزيرة العربية ويتطرق إلى جغرافيّة المنطقة وأهميّتها الاستراتيجية وأبرز المقتنيات الأثرية المكتشفة وبعض ملامحها التاريخية، ويوضح الركن السادس أهميّة وجود حضارات الجزيرة العربية في الشرق الأدنى القديم وهناك مساحة في المعرض لإشراك الزوار في بعض المسابقات والمقابلات عبر ركن الاستديو إلى جانب ركن الضيافة الذي يعبر فيه الزائر عن انطباعه حول المعرض.

تعليق عبر الفيس بوك