الدراسات الأثرية توثق ما تتميز به الحارات العمانية من عناصر معمارية فريدة

الرُّؤية - خاص

تُثبت العديد من الدراسات الأثرية أنَّ النسيج العمراني لمختلف الفترات التاريخية في السلطنة يتميز بالاستمرارية ويدلل على أصالة العمارة التقليدية العمانية. وتشير تقارير البعثة الإيطالية العاملة في موقع رأس الحمراء بالقرم -الذي يرجع إلى الألف الرابع قبل الميلاد- إلى وجود نمط سكني يقوم على المنزل المفرد الدائري، والحارة بشكلها المعروف حاليا ظهرت بشكل واضح في موقع رأس الحد ورأس الجنز منذ الألف الثالث قبل الميلاد، ويعتبر الموقعان خير مثال لبداية نشوء الحارات متعددة المرافق، الموقعان يضمان مجموعة من البيوت في نطاق واحد لها مرافق واضحة الحدود، بل إن الموقعين يضمان أقدم دليل لاستخدام الإنسان للطوب المستطيل الشكل في السلطنة.

ويعكس موقع منال الذي يرجع إلى الألف الثاني قبل الميلاد نمط الحارات المبنية بالحجارة على ضفاف الأودية، ويمثل موقع سلوت بولاية بهلا الذي يرجع إلى الألف الأول قبل الميلاد الحارات المبنية فوق المرتفعات والنتوءات الصخرية، ويضم الموقع عناصر معمارية ماثلة في الحارات القائمة كالسلالم والدهاليز والأسقف المرتفعة، إضافة إلى سماكة الجدران والطوب المستخدم في تشييد الحارة.

وتعدُّ الحارات العمانية من أهم مفردات التراث الثقافي للسلطنة، وتشكل بما تحتويه من مفردات معمارية وتاريخية سجل لإنجازات الإنسانودليلعلىتقدمه الحضاري،وتبقى القرى الأثرية الذاكرة الحية والمعين الذيتستلهممنهالأجيالاللاحقةثقافتهاوأصالتها،كما أن المحافظة على المدن والقرى الأثرية بالسلطنة يعني المحافظة على العادات والتقاليد والقيم العمانية الأصيلة.

وتشترك الحارات في سمات عامة؛ أهمها: التشابه في التخطيط وأسلوب البناء ومواده، وذلك بالرغم من الاختلاف في حجم وتعدد المرافق طبقا لموقع كل حارة ومواد البناء المستخدمة في تشييدها، ويمكن إجمال تلك المرافق في المنشآت العامة كالمجالس "السبل" ومداخل الحارة الرئيسية "الصباح"، إضافة إلى حفرة التنور والعناصر الأخرى التي تتسم بالمنفعة المشتركة بين أهالي الحارة. والمنشآت الخاصة تتمثل في البيوت. والمنشآت التجارية ممثلة في المحلات التجارية والأسواق التقليدية. والمنشآت الدينية كالمساجد ومدارس تعليم القرآن الكريم. والمنشآت الدفاعية ممثلة في الأبراج والمداخل المحصنة والأسوار.

تعليق عبر الفيس بوك