مؤتمر سلامة الغذاء والأغذية التقليدية يستعرض 35 ورقة عمل متخصصة في 6 جلسات نقاشية

كامل بن فهد يرعى حفل افتتاح المؤتمر وسط مشاركة واسعة

< تنظمه "البلديات" على مدار 3 أيام بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والجهات المعنية بسلامة الغذاء

< عرض فيلم حول سلامة الغذاء بهدف رفع مستوى الوعي بخطورة الملوثات البيئية والمواد المضافة للأغذية

< افتتاح معرض "سلامة الغذاء" المصاحب بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة

رَعَى صاحبُ السُّمو السيِّد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد مساعد الأمين العام بمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أمس، حفلَ افتتاح مؤتمر سلامة الغذاء والأغذية التقليدية، بفندق قصر البستان، الذي تنظمه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والجهات المعنية الأخرى، على مدى ثلاثة أيام، ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء لهذا العام، والذي يُقام للسنة الثالثة على التوالي، بحضور أصحاب المعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة والمعنيين بالشأن الغذائي.

وألقى سعادة حمد بن سليمان الغريبي وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون البلديات الإقليمية، كلمة الوزارة؛ ذكر فيها أنَّ تنظيم المؤتمر يأتي لتعزيز مستوى الوعي بأهمية سلامة وجودة الغذاء لدى كافة شرائح المجتمع، وصولاً إلى تحقيق معايير الصحة والسلامة لدى المستهلك، إضافة إلى الاطلاع على المستجدات العلمية والتجارب العملية في مجال سلامة الغذاء والأغذية التقليدية؛ وذلك باستقطاب عدد من الخبراء والمختصين والأكاديميين من مختلف دول العالم، إلى جانب تبادل المعارف والدراسات البحثية وتسليط الضوء على الأغذية التقليدية؛ نظراً لأهميتها وأهمية تطوير كفاءة وأساليب إنتاجها وتوسيع نطاق تسويقها محليًّا ودوليًّا مع الحفاظ على هويتها العمانية.. وذكر سعادته أنَّ المؤتمر يناقش عبر ست جلسات 35 ورقة علمية متخصصة من مختلف دول العالم.

مسقط - الرُّؤية

وعُقد على هامش المؤتمر، أمس الأول، حلقتي عمل متخصصتين في مجال الممارسات الصحية الجيدة في المنشآت الغذائية، إلى جانب نظم التحاليل المخبرية الميكروبيولوجية، شارك فيهما عددٌ من المختصين من الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، ويقام على هامش المؤتمر معرض للجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بسلامة الغذاء والأغذية التقليدية وعرض للملصقات العلمية التي تم إجازتها من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر.

وأشار سعادته إلى أنَّ توفير الغذاء الآمن للإنسان أصبح من أهم التحديات التي تواجه الكثير من الدول ومنتجي الأغذية على حدٍّ سواء؛ في ظلِّ تزايد المخاطر والأمراض المنقولة بواسطة الماء والغذاء، فعلى المستوى العالمي تشير الأرقام التي تصدرها المنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة بسلامة وجودة الغذاء، إلى حقائق مقلقة وذات مخاطر حقيقية على المستهلك، وتتطلب العمل الجاد والهادف للتقليل من حدتها. ففي تقريرها السنوي الصادر في العام 2015م، تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد مسببات الأمراض ذات المنشأ الغذائي تصل إلى 31 مسبباً؛ تشمل البكتيريا والفيروسات الغذائية والطفيليات والسموم والمواد الكيميائية...وغيرها، وتتسبب الميكروبات الضارة وسمومها والمواد الكيمائية في أكثر من 200 نوع من الأمراض المختلفة.

وعلى الصعيد المحلي، ونتيجة للنمو السكاني والاقتصادي الذي تشهده السلطنة، فقد ازدادت أعداد المنشآت الغذائية في المحافظات التي تقع تحت إشراف الوزارة خلال العام 2015م، حيث تم إصدار حوالي 34290 ترخيصاً صحيًّا لمنشآت غذائية بمختلف أنواعها.

وانطلاقاً من مبدأ الوقاية خير من العلاج والحرص على سلامة وجودة الأغذية المتداولة في الأسواق وتطبيق الاشتراطات والمعايير الصحية في المنشآت الغذائية، فقد قامت الوزارة حديثاً بتحديث لوائح الاشتراطات الصحية للمنشآت ذات العلاقة بالغذاء والصحة العامة بما يتناسب والمستجدات في مجال إنتاج وتداول الأغذية، كما أنَّ الوزارة تبذل قصارى جهدها في مجال الرقابة الميدانية على المنشآت الغذائية والتحقق من مدى التزامها بالاشتراطات الصحية وأخذ وتحليل عينات الأغذية والمياه؛ للتأكد من مطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية تجاه المنشآت المخالفة وسحب المنتجات غير المطابقة من الأسواق وغلق المنشآت التي تشكل خطرا مباشرا على صحة وسلامة المستهلك.

وتنفيذاً لتوصيات مؤتمر سلامة الغذاء للعامين الماضيين 2014 و2015م فيما يتعلق بالبرنامج الإستراتيجي لسلامة وجودة الغذاء، والذي يشرف عليه مجلس البحث العلمي، فقد أوضح سعادته أنه تم تشكيل اللجنة التوجيهية للبرنامج برئاسة الوزارة وعضوية الجهات ذات العلاقة للإشراف على إعداد الوثيقة النهائية للمتطلبات البحثية للمرحلة المقبلة من البرنامج، ويجري الآن الوقوف على الوضع الحالي وعمل تحليل للإمكانيات المتوفرة لدى كل جهة، والتي يمكن أن تساهم بها لدعم المتطلبات البحثية للبرنامج؛ وذلك من أجل بلورة رؤية متكاملة للبرنامج بمساهمة جميع الجهات المختصة في مجال سلامة وجودة الغذاء وفقاُ للمتطلبات المحلية والإقليمية والدولية.

وفيما يتعلق بتطوير القدرات البشرية والفنية، فقد تمَّ تعزيز مركز مختبرات الأغذية والمياه والمختبرات الفرعية بالمحافظات بعدد من الأجهزة الخاصة بتحاليل متبقيات المبيدات الحشرية في المواد الغذائية وتدريب المختصين داخل وخارج السلطنة، كما تم الاستعانة بخبير دولي لتصحيح طرق الاختبار لمتبقيات المبيدات طبقاً لمواصفة الأيزو 17025، إلى جانب تعيين خبير في مجال علوم وتحاليل الأغذية.

رفع الوعي الغذائي

وعُرض فيلم حول "سلامة الغذاء" يهدف لرفع مستوى الوعي بأهمية سلامة الغذاء وتوضيح خطورة الملوثات البيئية والمواد المضافة للأغذية وأساليب المعالجة الحديثة لها، كما تطرق الفيلم للأغذية التقليدية وأنواعها وأهمية تعزيز المجالات البحثية العلمية المرتبطة بسلامتها وجودتها واساليب تسويقها.

وقدم الدكتور عبدالمجيد المحجوب المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية، عرضا؛ أشار فيه إلى دور الهيئة منذ إنشائها عام 1989 من خلال جهودها في ترسيخ استخدام الطاقة الذرية لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية عن طريق نشاطاتها المتعددة من تأهيل وتدريب للكوادر البشرية العاملة في مجال الاستخدامات السلمية المتنوعة للطاقة الذرية بالتعاون مع العديد من المؤسسات العربية والدولية. وتعتبر الهيئة العربية للطاقة الذرية هي إحدى منظمات جامعة الدول العربية التي تعنى بالعلوم النووية والإشعاعية وتطبيقاتها في المجال السلمي. كما تسعى إلى تطوير العمل العلمي العربي المشترك ومواكبة التقدّم العلمي والتقني العالمي في هذا المجال.

وذكر أنَّ سلامة الأغذية تشكل عنصراً رئيسياً في ميدان الصحة العامة، كما تمثل عاملاً مؤثراً في التجارة بالأغذية. ويشارك فيها جوانب عديدة، ومنهم المنتجين الأوليين والقائمين على مناولة الأغذية وتجهيزها والمتاجرين بها في السلسلة الغذائية بكاملها، والإدارات الرسمية لمراقبة الأغذية والمستهلكين, وتضطلع الإدارات الرسمية لمراقبة الأغذية بدور رئيسي لضمان أن يكون الغذاء مأموناً وملائماً للاستهلاك البشري، كما أن لها تأثيرها على تنظيم وتفاعل الأنشطة الأخرى المرتبطة بها.

وأصدرتْ اللجنة الدولية المشتركة بين هيئات الأمم المتحدة توصية في 19/9/1997 بقبولها مبدأ تشعيع الغذاء دون حدود للجرعة، حيث تحدد الجرعة طبقا لنوع الغذاء وليس هناك أي أضرار على صحة الإنسان. كما أن حفظ الأغذية بالإشعاع يعتبر وسيلة حفظ طبيعية حيث يتم تعريض الأغذية لواحدة من أنواع الإشعاعات المؤينة"أشعة غاما أو الإلكترونات المسرعة"، ويتم إجراء ذلك في وحدات خاصة لتلك الأشعة ولفترة زمنية محددة، وتتميز هذه الإشعاعات بأن لها قوة اختراق عميقة وأن لها طاقة كافية لتكسير الروابط الكيميائية وتأين الجزئيات عند مرورها بدون رفع لدرجة الحرارة ويعمل التشعيع على توقف أو اضطراب العمليات الحيوية العضوية لمسببات الفساد للأغذية.

وأوضح المحجوب أن طريقة المعاملة بالإشعاع تنقسم إلى طريقتين رئيسيتين الأولى تعرف باسم البسترة بالإشعاع وتجري باستخدام الجرعات المنخفضة من الإشعاع لتأخير الفساد في بعض الأغذية الطازجة سريعة التلف مثل الأسماك والقشريات والدواجن وتخفيض أعداد الأحياء الدقيقة في البهارات والقضاء على بعض البكتيريا (مثل السالمونيلا) والطفيليات وإطالة فترة صلاحية الفواكه مثل الفراولة بتأخير نمو الفطريات. والثانيةً تعرف باسم التعقيم؛ وهذه تتطلب استخدام جرعات مرتفعة للقضاء على كافة الأحياء الدقيقة الموجودة في الغذاء، وهذه المعاملة شبيهة بالتعليب الذي يستخدم فيه معاملات حرارية لحفظ الغذاء، كما تشمل تطبيقات التشعيع الحد من الإصابات الحشرية باستخدام جرعات منخفضة من التشعيع لقتل الحشرات في الحبوب والأغذية المخزنة الأخرى مثل التمور، وبالإمكان إحلال التشعيع لقتل الحشرات بدلاً من المواد الكيميائية الغازية.

وقدَّم معالي أحمد بن عبدالله بن محمد الشحي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه هدية تذكارية لصاحب السمو السيد راعي الحفل. وتلى ذلك، افتتاح معرض سلامة الغذاء والأغذية التقليدية المصاحب للمؤتمر، والذي يتضمن عرضًا للملصقات العلمية، إلى جانب مشاركة الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بسلامة الغذاء.

محاور اليوم الأول

واشتمل اليوم الافتتاحي على عقد جلستين تخلَّلهما استعراض مجموعة من أوراق العمل، وترأس الجلسة الأولى التي تناقش "التطورات الحالية في مجال السلامة الميكروبيولوجية للأغذية" سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس، واستعرض المتحدثون خلالها عددا من أوراق العمل؛ حيث استعرض الدكتور سيف بن ناصر البحري من جامعة السلطان قابوس، ورقة عمل بعنوان "الملوثات الميكروبية للأغذية وتقنيات الكشف الحديثة"؛ أوضح فيها أنَّ التكنولوجيات القديمة في تحديد الميكروبات، وأنَّ العديد من مختبرات الغذاء في عُمان بحاجة لرفع مستوى تكنولوجياتها لتحديد كفاءة مسببات الأمراض الغذائية الميكروباتية.

وتطرق د.آيونيس سافايديس من الجامعة الأمريكية ببيروت في ورقته "بقاء بكتيريا الليستيريا والسالمونيلا والباسيلوس في الكباب التقليدي اليوناني المخزن في درجة حرارة 4 درجة مئوية"، إلى دراسة بقاء مسببات الأمراض التي تنقلها الأغذية مثل الليستريا المستوحدة والسالمونيلا والباسيلوس (ملقحة اصطناعيا) على منتج الكباب خلال فترة التخزين لمدة 6 أيام، تحت التبريد، وأظهرت الدراسة أنَّ الليستريا المستوحدة قد تزايدت بشكل كبير.

معالجة دقيق القمح

واستعرضت الورقة الثالثة "استخدام (Pantoea dispersa) من نوع (JFS) أعداد بكتيريا السالمونيلا في العمليات المستمرة وغير المستمرة للمعالجة الحرارية لدقيق القمح"، والتي قدمها الدكتور فروست ستيل من جامعة براهام يانج بالولايات المتحدة، والذي أشار إلى أن Pantoea dispersa JFS والذي يعتبر بديلاً عن السالمونيلا، ويستخدم في العملية الحرارية للقضاء على البكتيريا؛ حيث إنَّه يعتبر من بدائل السالمونيلا للقضاء على البكتيريا خلال عملية المعالجة الحرارية وهو ممارسة شائعة نظرا لأن استخدام مسببات الأمراض ليست خيارا قابلا للتطبيق خارج مختبر الأبحاث.

وقدمت الدكتورة حنان عباس حلمي من بلدية وجامعة هلسينكي ورقة عمل حول موضوع " تحديد أنواعLactobacillus في منتجات الدجاج وصفات بكتيرياL. reuteri bacteriocin مع النشاط ضد البكتبريا المنقولة في الأغذية " وضحت من خلالها أن بكتيريا حمض اللبنيك وهي مولد المبيد الجرثومي ذات اهمية قيمة للسيطرة على الأحياء الدقيقة المسببة للأمراض والمفسدة للأطعمة والأعلاف، والنيسين وهو مبيد جرثومي مقبول كمادة حافظة للطعام، وله مجموعة واسعة من النشاط ضد البكتيريا.

واستعرضت الجلسة الثانية "المخاطر المحتملة في الأغذية والأغذية المعدلة جينياً" والتي ترأسها سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة والصناعة، عددًا من أوراق العمل؛ من ضمنها: "التنسيق الإقليمي للمعايير الغذائية: ماذا يمكن أن تستفيد سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي من تجربة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي"، والتي قدمها الدكتور ديفيد جوكس من جامعة ريدينج بالمملكة المتحدة؛ ذكر فيها أنَّ الحكومات تسعى لضمان سلامة الغذاء والممارسات التجارية العادلة، حيث إن الاختلافات في المعايير الغذائية بين الدول يمكن أن تقيد التجارة وتحد من فرص التنمية.

وقدَّم الدكتور عاتق رحمن مقيم علمي بإدارة الصحة الكندية، ورقة عمل بعنوان "الأنظمة والسياسات الحكومية لضمان سلامة الأغذية المعدلة وراثيا في أمريكا الشمالية"؛ أوضح فيها أنَّ التعديل الوراثي والمعروف باسم الهندسة الوراثية أو التقنية الحيوية هو عبارة عن النقل المباشر أو تعديل المادة الوراثية باستخدام تقنيات الحمض النووي؛ حيث إنَّه في المناقشات العامة، يتم إثارة أنواع مختلفة من الأسئلة ومناقشتها حول الأغذية المشتقة من المحاصيل المعدلة وراثيا، وهو موضوع معقد ومثير للجدل في بعض الأحيان؛ حيث إنَّ معظم الأسئلة تتعلق بالتكاليف والفوائد الاقتصادية والآثار الاجتماعية على المجتمعات، والأخلاقيات البيئية والاجتماعية والمعتقدات الفلسفية أو الدينية حول التدخلات في الطبيعة، إلا أنَّ المخاوف المتعلقة بسلامة الإمدادات الغذائية هي من أهمها من وجهة نظر الحكومة.

وتطرقت الدكتورة عالية بنت محمد ساجواني من وزارة التربية والتعليم، في ورقتها "تأثير عينات العسل العماني (السدر الشوكي والسمر) على نمو الأفلاتوكسينB1 وأنتاج الطفيليات"، إلى أنَّ الأفلاتوكسين -وهي نواتج ثانوية خطيرة مسرطنة وسامة للكبد ومسببة للتشوهات الخلقية- تؤثر سلبا على صحة الإنسان والحيوان. وقد تم تصميم هذه الدراسة إلى تقييم تأثير تثبيط أنبوب المختبر لتركيزات مختلفة من السدر وعسل الطلح على نمو وإنتاج الأفلاتوكسين حيث أظهرت الدراسة أن عسل السدر به نشاط بيولوجي ضد تركيب كيميائي حيوي ومسار ايضي لإنتاج الأفلاتوكسين من الرشاشيات الطفيلية. لذلك، يمكن أن يوصى بهذا النوع من العسل كمادة حافظة حيوية نباتية الأصل وآمنة لتعزيز العمر الافتراضي للمنتجات الغذائية والعلفية مع الإشارة إلى التأثير السلبي للمواد الحافظة الفيزيائية والكيميائية والتركيبية ونشاطها التثبيطي المضادة للجراثيم والسموم الفطرية.

مبادئ سلامة الأغذية

وتناول أ.د فهد محمد بن جساس من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، في ورقته "التحديات الرئيسية لإنتاج التمور عالية الجودة واستخدامات التقنيات الحديثة وتطبيق مبادئ سلامة الأغذية"؛ أشار فيها إلى أن النخيل هي المحصول الأكثر أهمية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في العالم. إلا أنَّ مجال زراعة نخيل التمر في دول منطقة الخليج لا تزال في المراحل الأولية. حيث يأتي الاهتمام في التمور بسبب قيمتها الغذائية العالية وطعمها الجيد وتعتبر التمور مثل غيرها من المنتجات الزراعية، عرضة للتلوث الميكروبي في الحقول وأثناء عمليات التداول فهناك عمل محدود يتم القيام به على التمور، وتتعرض التمور ومنتجاتها للتلوث بالخميرة والعفن والبكتيريا وهي مشكلة لا يزال يواجها منتجي التمور، حيث يمكن السيطرة على مشكلة التلف الميكروبي بتجفيف التمور إلى 20٪ من الرطوبة أو أقل، والحفاظ على درجة الحرارة الموصى بها والرطوبة النسبية خلال مراحل عمليات تداولها.

وتحدثت الدكتورة الغالية بنت حميد المعمرية من وزارة الزراعة والثروة السمكية في ورقتها "تحفيز الطفرات والتقنيات الحيوية لتحسين المحاصيل باستخدام أشعة جاما"، إلى أن تكنولوجيا تربية الطفرات هي واحدة من الوسائل الأساسية للتطبيقات الزراعية الناجحة في العالم لتوفير الأمن الغذائي وتحسين المحاصيل الزراعية من حيث الصفات الكمية والنوعية؛ حيث إنَّ الطفرات هي التغيرات في تسلسل الحمض النووي لجينوم الخلية الناجمة عن الإشعاع والفيروسات والتنقلات، والمواد الكيميائية هي أحد مسببات الطفرات الوراثية، أو الأخطاء التي تحدث أثناء الانقسام الاختزالي أو تكرار الحمض النووي. وهي تحدث بشكل طبيعي، أو يمكن أن يتسبب من قبل عوامل كيميائية أو فيزيائية مطفرة والتي تنشأ تغييرات جينية هائلة في برامج تربية وتحسين النبات. وهناك عدد من التغييرات المطورة حديثا من خلال تربية طفرة في العديد من المحاصيل التي إما أن تكون مقاومة للأمراض، وتتحمل الملوحة أو التي تكون ذات عوائد عالية وأسهمت في تقديم أرباح لمنتجيها. حيث قدمت الورقة مثالا على الاستخدام المفيد للإشعاع في تحسين المحاصيل وقد تم البدء ببرنامج تربية الطفرات للقمح والشعير مؤخرا في عمان بمساعدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، ويهدف البرنامج إلى تحسين وتطوير أصناف جديدة بعوائد مرتفعة وذات نوعية جيدة تحت الظروف البيئية المحلية باستخدام أشعة جاما.

تعليق عبر الفيس بوك