السنينة.. إمكانيات تحتاج للتوظيف

سيف بن سالم المعمري

السنينة هي إحدى ولايات محافظة البريمي، والتي تم رفع مستواها الإداري إلى ولاية بموجب المرسوم السلطاني رقم 107/2006م حيث كانت تعرف قبل ذلك بنيابة السنينة وتتبع ولاية البريمي إحدى ولايات منطقة الظاهرة سابقا، ثم صدر المرسوم السلطاني رقم 108/2006م بإنشاء محافظة البريمي وتضم ولايات "البريمي ومحضة والسنينة".

وتتوسط ولاية السنينة طريق (عبري- حفيت) الذي يربط مركزي محافظتي الظاهرة والبريمي؛ حيث تبعد ولاية السنينة عن ولاية عبري حوالي 70 كيلومتر وهي ذات المسافة التي تبعدها عن ولاية البريمي بينما تبعد ولاية السنينة عن ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة حوالي 26 كيلومترا وتبعد ولاية السنينة عن محافظة مسقط 350 كيلومترا، ومن أبرز قرى ولاية السنينة (السلاحية - الهرموزي- الريحاني- الوجن) وتمتاز الولاية بطبيعتها الصحراوية المتناغمة بين الرمال الذهبية الناعمة وأشجارها الوارفة الظلال حيث تكثر في الولاية أشجار الغاف والسمر وهي من أهم الأشجار التي تشتهر بها البيئة العُمانية، كما تمتاز ولاية السنينة ببساتينها الغناء ونخيلها الباسقة، وقد تمّ اختيار منطقة الوجن لتكون أحد المواقع لزراعة مشروع المليون نخلة والذي يشرف عليه ديوان البلاط السلطاني.

وتشتهر ولاية السنينة بالعديد من الأنشطة كالزراعة والرعي وتربية الأغنام والجمال، كما تشتهر بالعديد من الصناعات الحرفية العُمانية كصناعة الغزل والنسيج ونحوها، ويبلغ العدد الإجمالي للسكان في الولاية 595 نسمة فقط، منهم(367 نسمة عُمانيون - منهم 115 طالبا وطالبة في المرحلة الدراسية في الصفوف (1-12)- حيث يبلغ عدد الذكور منهم 199 بينما يبلغ عدد الإناث 168، ويبلغ عدد الوافدين 228 نسمة منهم 222 ذكور وستة إناث) حسب نشرة إحصائيات سكانية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في منتصف عام 2015م وبلغ معدل الزيادة للعُمانيين في السلطنة عام 2014م حوالي 3.7 نسمة وللوافدين في عام 2015 حوالي 4.7 نسمة وبالتالي فإنّ التركيبة الديموغرافية بولاية السنينة بحاجة إلى دراسة مستفيضة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء عزوف السكان عن الاستقرار فيها والهجرة إلى الولايات المجاورة.

وإن كانت الولاية قد حظيت بخدمات البنى الأساسية في مجالات التعليم والصحة والمياه والكهرباء والهاتف والمساكن الاجتماعية والطرق الداخلية والإنارة، وكما أنشئت بالمؤسسات الحكومية الخدمية كمكتب الوالي ومركز التنمية الزراعية بالإضافة إلى المركز الصحي ومدرسة السنينة ومكتب البريد.

وبحكم الموقع الجغرافي الاستراتيجي للولاية، وما تزخر به من مقوّمات سياحية طبيعية كالأودية والرمال الذهبية الناعمة، والسهول المنبسطة، فإنّ ولاية السنينة بحاجة ملحة لدراسة واقعها الاقتصادي والاجتماعي، ووضع تصور شامل لاستثمار الإمكانيّات التي تزخر بها الولاية.

ولعلّ من أبرز الاحتياجات التي ستسهم في إنعاش ولاية السنينة إقامة المشاريع التجاريّة والصناعية والسياحية ورفدها بمشاريع حكومية ذات منفعة للمواطنين والمقيمين والزائرين للسلطنة فمثلا أصبح من الأهميّة البالغة إنشاء مجمّع شرطة متكامل الخدمات في الأمن العام والأحوال المدنية والدفاع المدني والإسعاف، ومنشآت سياحية فندقية وترفيهيّة، ومشاريع اقتصادية كمنطقة صناعية متكاملة كمدينة سندان للصناعات الخفيفة بمنطقة حلبان بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، والذي يبدأ العمل فيها في يونيو المقبل وتتوسط محافظتي الظاهرة والبريمي من جهة، وتخدم الزائرين للسلطنة من دول الجوار.

كما إنّ ولاية السنينة تزخر بتربة زراعية خصبة وبالتالي يمكن أن تكون نواة لمشاريع زراعية تحقق الأمن الغذائي بالإضافة إلى استثمار رمال الولاية للمخيمات السياحيّة وإقامة سباقات السيارات والدرجات، وكذلك تنشيط الولاية من خلال إقامة ميدان مركزي لسباقات الهجن وتقام فيه فعاليات سنوية وإبراز هوية الولاية ومكانتها التاريخية وأهمية موقعها في أثراء الحركة التجارية والسياحية.

إن الموقع المثالي لولاية السنينة وقربها من عدة ولايات بالإضافة إلى وقوعها على الطريق العام الذي يربط السلطنة بدول مجلس التعاون الخليجي يحتم وضع الولاية في دائرة اهتمام الحكومة والحرص الدائم على تنميتها وانعاشها واستثمار إمكانيّاتها.

دمتم ودامت عُمان بخير،،،

 saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك