مظلات الملاعب المدرسيَّة

خالد الخوالدي

إن ممارسة الرياضة المدرسية حقٌّ لكل طالب وضرورة من الضروريات التي يجب أن توفرها المؤسسات التعليمية؛ فالطالب يتعلم من خلال الأنشطة الرياضية الكثير من المهارات الحركية، ويكتسب العديد من الصفات البدنية التي يحتاجها لصحته ونموه، وتغرس فيه القيم الإيجابية، ويجد فيها المتنفس لطاقاته وحيويته، وتسهم في اندماجه وتفاعله مع أقرانه في نشاط مُحبَّب تحت قيادة تربوية مدربة ومؤهلة.

ويُدرك الجميع تمام الإدراك أنَّ المدرسة هي البوابة الأولى لاكتشاف المواهب الطلابية بكافة أنواعها ومسمياتها والمواهب الرياضية بصفة خاصة، وكلما فشلت منتخباتنا الوطنية الرياضية وهي كثيرا ما تفشل نتذكر اللبنة الأولى المدرسة ونتذكر زماننا والشوق اللافت لحصة الرياضة المدرسية التي تحمل في طياتها الكثير من الفرح والسعادة رغم الإمكانيات المتواضعة جدا.

ومع التطور الذي تشهده مدارسنا والإمكانيات المادية المتميزة طبعا بالمقارنة بما كان موجود سابقا، كنا نعتقد أنه سيتم الاهتمام أكثر بالملاعب الرياضية المدرسية وتعطى الأهمية التي تليق بها، خاصة مع وجود معلمي رياضة مدرسية على دراية بأهمية هذه الحصة في حياة الطلاب وما تمثله لهم من متنفس غير عادي في إخراج مواهبهم الرياضية التي تنمو وتزدهر إذا ما وجدت الاهتمام والرعاية.

والاهتمام والرعاية يظلان ناقصين في وجود جزئية من المنظومة وغياب عناصر أخرى كثيرة لا تكتمل المنظومة إلا بها؛ فمن غير المعقول أن تظل ملاعبنا المدرسية ترابية في الوقت الذي يغزو العشب الطبيعي والصناعي والصالات المكيفة والمجهزة كل ربوع الولايات وليس من المعقول والمقبول وفي ظل حرارة الصيف المحرقة ان تظل هذه الملاعب مفتوحة ومشرعة لأشعة الشمس الحارقة ولا نستطيع ان نعمل لها مظلات نحمي بها أبنائنا من الحرارة الشديدة ونخلق لهم جو رياضي متميز في أي حصة من الحصص الدراسية.

... إنَّ موضوع مظلات الملاعب المدرسية لابد أن يناقش على مستوى عالٍ وواسع في وزارة التربية والتعليم وفي مجالس الإباء والأمهات؛ فالحرارة لا تطاق وأغلب شهور الدراسة معنا في فصل الصيف؛ مما يعني إلغاء هذه الحصة المهمة أو إقامتها في ظل الحرارة المرتفعة وما يتبع ذلك من تعب على الطاقم التعليمي والطلاب، وحالات مرضية نتيجة الحرارة كارتفاع ضغط الدم وحالات الوباء الكبدي (أبو صفار)...وغيرها من الأمراض التي تفتك بفلذات الأكباد ونقول بعدها قضاء وقدر دون ان نعرف أسبابها ونعالج مكنوناتها.

إنَّ الإمكانيات المدرسية حاليا تسمح بإنشاء مظلات للملاعب وعلى الوزارة دعم أي توجه في هذا الشأن، كما على القطاع الخاص أن يُبادر في مجال المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه في إقامة مثل هذه المشاريع الحيوية، ولا ننسى أصحاب رؤوس الأموال والمقتدرين الذين تخرجوا من هذه المدارس وعلمتهم الدولة ويفرض الواجب عليهم أن يردوا الدين وأن يذكروا الإحسان والمجتمع المحلي والمدني أيضا من أفراد وجمعيات خيرية يجب أن تكون لهم مساهمات فالأمر لا يكلف مبالغ مالية كبيرة.

... إنَّ المطلب الأساسي حاليا هو إيجاد مظلات لملاعب المدارس في السلطنة، ولا نبالغ ونطالب بوجود صالات رياضية مكيفة لارتفاع أسعارها حاليا، وإن كان الأمر في الاستطاعة فحبا وكرامة، وعلى وزارة التربية والتعليم إيجاد البنية الأساسية المناسبة لإقامة المشروع ولا تعتذر بالعائق المادي لأنها تصرف مبالغ كبيرة على الأنشطة المختلفة وعلى إعداد المنتخبات رغم أنَّ المستفيدين منها نسبة قليلة، كما على إدارات المدارس أن تبحث في إقامة مشروع المظلات المدرسية مع الوزارة والقطاع الخاص وأولياء الأمور، وأن تبدأ في إقامة المشروع على مراحل وخلال سنوات إذا كانت الاستطاعة متواضعة حاليا، ولكن عليهم بالبداية.. فبداية الألف ميل تبدأ بخطوة، ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك