حلبان - الرؤية

اكتشفت مجموعة من علماء الجيولوجيا بالسلطنة وألمانيا كهفين جديدين في الجبال الواقعة في منطقة الجبل الأخضر بمساعدة أبناء القرى المحيطة. ويصل عمق الكهفين إلى 40 مترًا. وكان عالم الجيولوجيا ومدرّس قسم علوم الأرض التطبيقية في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان ماتياس لوبيز كوريا (Matthias López Correa) ضمن أعضاء الفريق إلى جانب الدكتور محمد الكِندي الرئيس السابق للجمعية الجيولوجية العُمانية. وشهد الأسبوع الماضي إغلاق فوهة الكهف الجديد والمسمى "خصلة حيل الديار" وفقا لقرارات مسؤولين وزاريين لحماية تشكيلاته الخلابة.

وفي مقابلة مع ماتياس لوبيز كوريا، أعرب دكتور قسم علوم الأرض التطبيقية عن مخاوفه المتعلقة بحماية هذه البيئة الهشة الموجودة داخل الأرض. وقال إنّ الكهف واحد من الكهوف العديدة التي يجري اكتشافها في المنطقة، لكن على الرغم من الجمال الخلاب الذي يتميّز به الكهف، إلا أنّه من المهم جدًا أن نتذكّر أنّ الكهف يمثل بيئة حساسة جدًا تحتاج لحماية مؤكدا على ضرورة عدم السماح بالدخول للكهف إلا للخبراء الذين يمتلكون المعدات الصحيحة. وتشكلت الحليمات الترسبية الكلسية والبلورات الحساسة الموجودة داخل الكهوف على مدى آلاف السنوات لهذا فهي تحتاج للحماية من تصرفات الزوار التي من الممكن أن تؤثر عليها وتسهم في تدميرها بسرعة.

ووفقا لماتياس لوبيز كوريا، فإنّ الكهوف تضاريس رائعة تشتمل على أرشيف مهم للمناخ ويمكن أن تساعدنا على فهم التغير المناخي الذي حدث في الماضي. وقال الدكتور كوريا إن الكهوف توضح الكثير حول تاريخ الطبيعة المحيطة وارتفاع الجبال. وقد تشكلت الحليمات الترسبية الكلسية من سقوط الأمطار على المرتفع الذي يوجد فيه الكهف، والتي وصلت إلى الحجارة الكلسية من خلال الشقوق الأرضية وإذابتها. وقد شكلت كربونات الكالسيوم المذابة بلورات جميلة وتشكيلات أخرى. إضافة إلى اتخاذ الحشرات الصغيرة وغيرها من الحيوانات بما في ذلك الوطواط هذه الكهوف ملاذًا لبناء الأعشاش والتكاثر. وشارك ماتياس في البحوث المتعلقة بالكهوف منذ طفولته في جنوب ألمانيا. وخلال دراساته في الجامعة وخلال الأعوام التي قضاها في البحوث العلمية العالمية حول الكهوف بما في ذلك مسح خار الإسادر في إيران وهو كهف بطول 13 كلم.