المنتخب.. خطوة وحلم

حسين الغافري

من المقرر أن يختتم منتخبنا الوطني لكرة القدم مساء غد الثلاثاء مشواره في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بروسيا عام 2018م ونهائيات كأس آسيا في أبوظبي عام 2019، بمهمة صعبة ومعقدة على ملعب أزادي في العاصمة الإيرانية طهران. ورقياً، تبدو الأمور - وكما تحدثنا عنها سابقاً- في صعوبة بالغة بالخروج بالنقاط الثلاث من أحد أصعب الملاعب في القارة الآسيوية ككل بغض النظر عن المفاهيم التي لا تعترف بها عالم المستديرة. الأمر ذاته يبقي باب التفاؤل على مصراعيه رغم المستوى الهزيل الذي ظهر به الأحمر في لقاء غوام وما قد نعذر فيه المدرب الأسباني لوبيز كارو طالما هو في أول اختباراته، ويحتاج له من الوقت ما يكفي حتى يعيد بناء أفكاره، والوقوف على الجاهزية الفنية للعناصر بالإضافة إلى حاجة في إعادة الروح في المجموعة وبث الحماس بعد العهد الغير موفق الذي عِشناه طيلة أربع سنوات مع المدرب الفرنسي لوجوين.

.. نقف على أعتاب حُلم لطالما كانت الأمنيات بأن يكون واقعاً ملموساً. وكما ذكرت في مرات كثيرة بأن مثل هذه الأحلام ما تكتب إلا بعمل مضني وبخطط مدروسة وبواقع احترافي فعلي وبمسلمات لا مناص منها في عالم كرة القدم الحديثة، والتي أضحت صناعة بأحداث متسلسلة وبروابط متصلة في المنظومة الناجحة. الاحتراف الرياضي الفعلي لا يمكن أن يكون احترافا إذا لم يتم تحويل الكرة إلى رياضة مزدهرة حالها كحال مختلف القطاعات التي ومن المتوقع أن تدر الأموال وتتعاطى القيمة المادية بشكل وبآخر. ولعلّ المملكة العربية السعودية من دول الخليجية التي نجحت في الراهن بالاحتراف الرياضي، وهي في صدارة مجموعتها بالتصفيات الحالية وتُقدم كرة قدم مُثلى وتليها بذات المجموعة دولة الإمارات العربية المتحدة بجيلها الذي أطرب العالم في كأس آسيا الأخيرة ومن الُمنتظر أن يقدم الشيء الكثير في البطولة الآسيوية المقبلة التي ستستضيفها الإمارات. وأخيراً يبدو العمل القطري في ضخ الأموال والتوجه الرياضي للدولة بدأ يؤتي أُكلهّ بوصول المنتخب القطري إلى الدور المقبل من التصفيات ومؤمل أن أستمر الأداء على شاكلته أن نرى قطر في نهائيات كأس العالم المقبلة وبعد المقبلة والإعداد الفعلي لنهائيات كأس العالم 2022م.

ما أود أن أقوله لربما أصبح يتكرر يوماً بعد يوم ومحفوظاً من الجميع.. وحتى أنّ الكل مؤمن به .. فتحقيق الإنجازات والبطولات ما كان سهلاً كشربة ماء.. الإنجازات والبطولات أصبحت عملا متسلسلا ومنظما.. الكرة أصبحت احتراف بكل ما تحويه كلمة احتراف من معنى وهو ما ذهبت إليه دول الجوار في السعودية وقطر والإمارات ونتائجها خير دليل وشاهد على السعي الحقيقي في تطوير اللعبة والبنية الأساسية للعبة

.. في هذه اللحظات علينا تجاوز هذه الأحداث والتفكير بلقاء ملعب أزادي. حلمنا الكروي يصطدم بآخر درجات السلم.. نتمنى أن يكون لوبيز كارو قد قرأ لقاء غوام وسلبياته ومكامن الضعف.. وقرأ أيضاً المنتخب الإيراني وتعّرف على أسلحته. نتمنى أن نعبر إلى الدور المقبل سواء كمركز أول أو حتى كأحد أفضل المنتخبات التي حلت في أفضل الثواني بالمجموعات.. لنرى.

تعليق عبر الفيس بوك