لماذا بلدية ظفار؟!

د. محمد بن سعيد الشعشعي

هُناك مقطع فيديو متداول هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مُتعلق بتأخير الانتهاء من مشاريع الجسور في مدينة صلالة، ومنتج بطريقة مدبلجة بأسلوب ساخر بقصد السخرية من أشخاص بمسمياتهم، وأيضاً التقليل من شأن واعتبار مؤسسات بعينها قائمة على هذه المشاريع المهمة والحيوية في المحافظة.

هذا الأسلوب في التعامل غريب علينا، ولم نألفه، لأن الحوار المباشر والنقد الصريح كان ولا يزال مبدأنا وديدنا؛ حيث نفضل التقابل وجها لوجهة إذا ما أحس أي منا أنَّ هناك مَظْلَمة أو أي قصور من أي جانب نتوجَّه مباشرة إلى تلك الجهة وننتقدها مباشره ونشرح لها أوجه القصور، حتى نتيقَّن من الأسباب ونناقش على بساط أحمدي وجهات النظر المختلفة ونتوصل إلى حلول بعيدا عن التشهير والتجريح أو الإسقاطات التي نَرَى فيها شيئا من المخالفات القانونية والقضائية بعض النظر عن مدى صحتها من عدم صحتها.

لا نختلف على أنَّ مشاريع الجسور في صلالة تأخرت عن موعدها، وأن في تأخيرها إزعاجًا للمواطن والمقيم. لكن: هل بلدية ظفار هي المسؤول الوحيد عن تأخر هذه المشاريع؟!

لا أعتقد ذلك، فكما نعلم جميعا أنَّ هناك عدة جهات حكومية معروفة شريكٌ مباشرٌ في مثل هذه المشاريع؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: وزارة النقل والاتصالات، وشرطة عمان السلطانية، والمقاول، والاستشاري...وغيرها من جهات. ونحن اليوم لا ندافع عن جهة بعينها، كما أننا لا نلقي باللائمة على طرف دون آخر، لكننا نقول إنَّ مثل هذه المشاريع العملاقة التي تشيَّد لأول مرة عندنا في ظفار، تحتاج منا لصبر وتحمُّل ومساندة مع الجهات القائمة عليها، وأنَّ هذه الجسور نشاهد تشييدها يوميا على الأقل أمام أعيننا وهي لم تكن في السراب مثل بعض المشاريع التي سمعنا عنها منذ أربع سنوات، ولم نرَ بصيصًا منها على أرض الواقع إلى يومنا، هذا مثل طريق نزوى-ثمريت والمدينة الطبية!

نعلم أنَّ بلدية ظفار وغيرها من مؤسسات الدولة، لا تؤثر عليها مثل هذه الحملات عبر الإعلام الجديد، ولن تنال من مكانتها أو تقلِّل من شأن القائمين عليها أو تثبِّط من هِمَم وعزائم المخلصين الذين سخَّروا جهدهم لخدمة هذا البلد العزيز، تحت قيادة باني نهضته الحديثة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

تعليق عبر الفيس بوك