كلَّ يوم وأنتِ العطاء

علي بن بدر البوسعيدي

الثنائية التي يحظى بها شهر مارس جعلتْ منه "شهرَ المرأة" بامتياز، إذ يُؤرِّخ في الثامن منه ليوم المرأة العالمي احتفاءً وتقديراً لما قدمته -ولا تزال- فتنهمر الكتابات مُستعرضة الإنجازات والمكاسب التي حققها هذا الكائن الأنثوي "اللطيف" على مدى عام مُنصرم، أو الأهداف التي لا تزال تسعى لترجمتها على أرض الواقع بغية تحقيقها.. فيما يتزين الحادي والعشرين منه بنسمات الاحتفاء بها أمًّا رؤومًا وحضا دافئاً وساعدًا متينا: أنجب وربَّى وسهر وعانى من أجل غدٍ أكثر إشراقا يزدان بالكفاءات التي تربَّت على أفضل القيم وحَمِيْد العادات.

وكما هما يَوْمان للاحتفاء، فإنهما لابد أن يكُوْنَا كذلك بمثابة وقفةٍ حقيقية مع النفس لاستعراض منظومة التحديات التي كانت -ولا تزال- تشعر شرائح عريضة من نساء العالم بأنهن يُواجهنها على الصُّعد الحياتية كافة؛ في طرح موضوعي عادل يتكامل مع احترامنا لدورها المقدس، باعتبارها قلبَ المجتمع النابض في كل الاتجاهات، وأن تطورها يضمن القضاء وبشكل نهائي على آفات التخلف، باعتبارها المقياس الأساسي لتقدم المجتمعات البشرية.

وهنا أشير إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي أنَّ قضية حصول المرأة على كامل حقوقها لا ينبغي أن يُنظر إليها من زاوية أنها معركة بين الرجل والمرأة؛ إذ إنها على العكس من ذلك تماما، فهي ببساطة "منظومة حقوق مشروعة"، يُمكن للمرأة أن تحصل عليها بأساليب تكفلها لها مستويات معقولة من التطور العلمي والثقافي لدى المجتمع.. وأنَّ الحلَّ من وجهة نظري، يُفترض أن يكون مبنيًّا على أُسس من التفاهم، وهو بطبيعة الحال تدريجي ويخضع للمتغيرات الثقافية والتربوية والتعليمية والتوعوية بشكل عام في أي مجتمع، كما أنه منوط في الوقت ذاته بما تستطيع المرأة أن تحققه من إنجازات على أرض الواقع لتثبت من خلالها قدراتها وكفاءاتها.

... إنَّ واقعنا العربي فيما يخصُّ المرأة، ليفرض على الجهات المعنية تخصيص يومٍ عربيٍّ خاصٍّ بها، يُعنى بمناقشة وإبراز قضاياها مُباشرة من قلب الساحة العربية، وليس مجرد احتفاء على هامش احتفالات العالم بهذا اليوم.

تعليق عبر الفيس بوك