تشجيع ريادة الأعمال

لقد كُتب الكثير عن سمـات رواد الأعمال، وما يتعين عليهم القيام به ليكونوا ناجحين في نشاطاتهم وأعمـالهم الحـرة.

ولكن يجب علينا أيضاً أن نتساءل، هل يمكننا تأسيس بيئة تساعد على تشجيع ريادة الأعمال؟ أو إنشاء بيئة متكاملة تزدهر فيها ريادة الأعمال بدلاً من التركيز فقط على الفرد؟

نعم أظن ذلك، وقد تم إعـداد بحث في هذا الشأن من مجموعة كومبتيري، وهي شركة مرتبطة بكلية بابسـون، يقدم مقترحات للمعنيين بريادة الأعمال عن كيفية إنشاء مثل هذه الأنواع من البيئات حـول العالم (تسمى مدن الرواد). كما يقوم معهد ليجاتوم في لندن بالعمل على تحديد ماهية الشروط المسبقة اللازمة لتنمية ريادة الأعمال ونمو الأعمال التجارية.

هناك ثلاثة عوامل يمكن أن تعوق النمو وتضعف النشاط التجاري وتمنع تنمية الاقتصاد الحركي للأعمال الحرة في مختلف البلدان عبر العالم. وهي المسائل التنظيمية والقانونية وعوائق الحوكمة.

عموما هناك ثلاثة مستويات من الاستقلالية التنظيمية والقانونية والاقتصادية والإدارية التي يمكن أن تؤدي إلى إنجاز استثمارات كبيرة، وتحقيق النمو الاقتصادي.

المستوى الأول هو التعامل مع العوائق التنظيمية بإنجاز أساسيات متطلبات الأعمال. ويشمل ذلك سرعة تسجيل الأعمال التجارية، وتسجيل الملكية، وأنظمة المحطة الواحدة وما إلى ذلك. والتي يتم وصفها بالمناطق الحرة المعززة للأعمال. وفي عمان تعتبر الدقـم منطقة جديدة لتجسيد هذه التجـربة.

وهناك مستويات إضافية من الاستقلالية التنظيمية والنظام التنظيمي تقوم بما هو أكثر من المناطق الحرة في جذب المستثمرين وحفز النشاط الاقتصادي.

يتجسد المستوى الثاني من مستويات الاستقلالية التنظيمية في المدن المنظمة ومدى الاستقلال الذاتي الذي يمكن أن يستمد عادة من مثل هذه المدن، الأهم من ذلك، وحتى بدون هذا النوع من التغيير التنظيمي، فإنّ البيئة التنظيمية التي تشجع المنافسة أو مجرد الإصلاح الهيكلي المحدود تقدم الكثير من أجل تعزيز الإنتاجية.

وأخيراً، البيئة المثالية والمتكاملة التي تحسن الإطار التنظيمي التنافسي عبر أبعاد التجارة الحرة والمنافسة وحماية حقوق الملكية وتذليل كافة المعوقات التي تحول دون النمو الاقتصادي، يمكن أن يتم ذلك بسهولة أكبر على مستوى المنطقة أو المدينة أكثر من مستوى الدولة حيث توجد أكبر مجموعة من معوقات التغيير.

وهذا ما يسمى بنموذج مدينة "الرواد" التي توفر بيئة تنظيمية مشجعة للمنافسة في مجموعة من القطاعات التي تحفز الاستثمار في أنشطة البنية التحتية الضخمة وتؤسس لنشاط اقتصادي حقيقي، كذلك خلق بيئة مشجعة لريادة الأعمال. وهذا النموذج يكون أعظم نشاط اقتصادي عُرف لدى الإنسان.

الدكتور عبود الصوافي

رئيس جامعة الشرقية

a.sawafi@asu.edu.om

تعليق عبر الفيس بوك