مواسم الصيد على سواحل السلطنة.. ثروات بحريّة متنوعة وحركة اقتصادية نشطة

مسقط - الرؤية

تشهد سواحل السلطنة سنويًا عددًا من مواسم الصيد لعدد من الثروات البحرية المتنوعة والتي تزخر بها المياه العمانيّة وخلال العام الجاري 2016م، وبدأ موسم صيد ثروة الشارخة الأسبوع الماضي مع بداية شهر مارس الجاري، وتمثل تلك المواسم أهميّة اقتصادية واجتماعية وثقافية حيث تتنوع تلك الثروات البحرية بين الحبار والروبيان والشارخة والتي لها دور في التصنيع السمكي وتحقيق قدر من الأمن الغذائي للسلطنة، وتقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية بدور رقابي على تلك المواسم وتطبيق قانون الصيد البحري وحماية الثروة المائية الحيّة ولائحته التنفيذية بالإضافة إلى الدور الإرشادي والتوعوي والعلمي والبحثي لتطوير العمل في مواسم الصيد.

وتزخر المياه العمانية بثروة الحبار والتي تعرف محليًا بإسم : (الغترو) وتعتبر من مجموعة الرخويات وتعيش في بيئات متنوعة فبعض أنواعها قاعية تعيش في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحرية والبيئات الرملية والطينية والصخرية وأنواع أخرى تكون شبه قاعية أو سطحية. ويتواجد الحبار على طول الشريط الساحلي الممتد من محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى إلى بعض ولايات محافظة ظفار. ويعد الحبار مصدرا أساسيا للبروتين وهو غذاء صحي لقلة الدهون فيه، ويقي من العديد من الأمراض ويصدر ثروة الحبار إلى الكثير من الدول الآسيوية والأوروبية وغيرها من بلدان العالم لقيمته الغذائية العالية وحاجة السوق الخارجي إليه في صناعة الغذاء.

أمّا ثروة الروبيان وهو كائن بحري من فصيلة القشريات فتتمثل قيمته الغذائية كونه مصدراً أساسياً للبروتين ويمكن اعتباره غذاءً بديلا لبروتين اللحوم كما يمتاز الربيان باحتوائه على كمية قليلة جدًا من الدهون ويحتوي الروبيان أيضًا على فيتامين بـ 12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية وهما أحد العناصر المهمة للوقاية من أمراض أوعية القلب عند الإنسان.

وهناك أيضًا في مياه السلطنة جراد البحر أو الشارخة كما يعرف محليا: هو حيوان مفصلي من القشريات نتيجة احتوائه على قشرة صلبة، وذي عشرة أرجل ويعيش الشارخة عامة في قاع البحر ويعدّ الشارخة مصدرا أساسيا للبروتين وغنيا بالبوتاسيوم والزنك والنيكوتين والحديد.

ويبدأ موسم صيد ثروة الحبار في سواحل السلطنة في الأول من شهر أغسطس من كل عام إلى نهاية شهر يناير من العام الذي يليه بينما يبدأ موسم صيد ثروة الروبيان في سواحل السلطنة يوم الأول من شهر سبتمبر من كل عام ويستمر إلى نهاية شهر نوفمبر من نفس العام أي لمدة ثلاثة أشهر. أما موسم صيد ثروة الشارخة فيبدأ في شهر مارس وينتهي مع نهاية شهر أبريل من العام نفسه ويمتد لمدة شهرين.

وتحرص وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في دائرة الرقابة والتراخيص السمكية على تكثيف الجانب الرقابي، وتطبيق قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية خلال مواسم الصيد؛ وذلك لاستدامة هذه الثروات وتحقيق الاستغلال الأمثل لها من خلال العمل في تلك المواسم.

كما تنظم دائرة الإرشاد واللجان السمكية فعاليات متعددة من حلقات، ومحاضرات، وندوات إرشادية؛ لتوعية الصيادين الحرفيين بأهمية الالتزام بقانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية، والتقيد بأدوات ومعدات الصيد المسموح بها خلال مواسم الصيد المختلفة.

ونفذت الوزارة ممثلة في المديرية العامة للبحوث السمكية والمراكز البحثية التابعة لها مثل: مركز العلوم البحرية والسمكية، ومركز الاستزراع السمكي، ومركز ضبط جودة الأسماك، ومركز البحوث السمكية في صلالة العديد من الدراسات العلمية والمشاريع البحثية عن الثروات البحرية؛ بهدف استزراعها، وزيادة إنتاجها بالإضافة إلى بحوث علمية لتطوير معدات الصيد المستخدمة في جمع وصيد الثروات البحرية لزيادة كفاءة عمل الصيادين خلال تلك المواسم.

تعليق عبر الفيس بوك