تأليف ونشر الإشاعات

طالب المقبالي

muqbali@hotmail.com

مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر وتيلجرام والواتساب وغيرها، بدأت ظاهرة خطيرة تطفو على السطح، ألا وهي ظاهرة انتشار الإشاعات لا سيما مع ظهور الواتساب الذي أصبح متاحا للجميع وأكثر انتشارًا لسهولة استخدامه بواسطة الهواتف الذكية.

فقد تفنن البعض في حبك وتأليف القصص الكاذبة ونشرها عبر الواتساب حتى أصبحنا لا نستطيع تفنيد الخبر الصحيح من الخبر الكاذب.

وقد غفل كثير من الناس عن أنّ الترويج للإشاعات تعاقب عليها جميع القوانين الدولية قبل عقاب الآخرة كون الإشاعة تندرج تحت إطار الكذب، والكذب من الأمور المحرمة شرعا لما تلحقه من أضرار بالآخرين وبمصالحهم .

فقبل أيام لفق أحدهم صورة بواسطة برنامج الفوتوشوب على أنها سحب الماماتوس في قرية من قرى إحدى ولايات السلطنة، وقد انتشرت الصورة عبر الواتساب وعبر الفيس بوك، كما غرد بها البعض على أنّها حدث غريب يظهر لأول مرة في سلطنة عمان! .

فلو انتشرت الصورة قبل عشرين سنة، أي قبل ظهور الإنترنت لصدقها الناس وانطلت الأكذوبة عليهم، لكن الحال الآن يختلف مع التقنيات الحديث التي أتاحت لنا فرص الكشف عن زيف ما ينشر وما يتداول من إشاعات وأكاذيب .

كذلك تم نشر صور قديمة لحوادث غرق سيارات في الأودية تزامناً مع الأمطار التي تشهدها البلاد هذه الأيام ويعود بعضها إلى الأنواء المناخية التي شهدتها السلطنة قبل سنوات.

كما انتشرت عبر الواتساب صورة علبة مشروب غازي داخل عضق نخلة، مما يعتبر نوع من السخافات التي أضحكنا بها علينا الآخرين، مما جعل العالم يستخف بنا بعدما كانت سمعة العماني في القمة ويضرب بها المثل.

فمثل هذه التصرفات لا تنم عن شخص واع، فإضحاك الناس وإدخال البهجة في نفوسهم ليس بهذه الطريقة الهزلية.

فالمحير في الأمر أن الغاية والهدف من تلفيق مثل هذه الأمور غير معروف وغير واضح المعالم.

كذلك انتشرت هذه الأيام قصة التاجر العماني الذي اشترى بئر ماء من أحد يهود اليمن ودفع ثمنه، وحين جاء العماني ليروي من البئر أراد اليهودي أن ينصب عليه، واعترض طريقه، إلى آخر القصة.

فلو كلف المتلقي نفسه بالبحث عن جزئية بسيطة من القصة في محرك بحث جوجل لوجد أن القصة تدور حول تاجر حضرمي من حضرموت! فلا أدري ما الغاية من تحريف مثل هذه القصص والروايات ونسبها إلى عمان؟

كذلك هناك حوادث وقعت في دول الخليج وحورت القصة على أنها حدثت في عمان.

وهناك قصص تحاك وإشاعات ما أنزل الله بها من سلطان قد نشرت من أجل إثارة الفتن ونشر الكراهية والبغضاء بين الناس وبالتالي تتسبب في القطيعة.

وهناك من الإشاعات الكبرى التي تتسبب في إثارة كراهية الشعوب لقياداتها ولمؤسساتها مما يترتب عليه هلاك الأمم وتدمير الأوطان وتشريد الشعوب.

وما يحدث من صراعات في بلداننا العربية خير دليل لما آلت إليه تلك الشعوب من تشريد وجوع وموت وهلاك.

ولعلّ بعض الشائعات التي دمرت الأوطان والشعوب نتيجة لرسائل مدسوسة روجت لها دول وجماعات لها مصالح معينة من وراء زعزعة استقرار الدول، للانشغال بالصراعات الداخلية التي شغلت الأمة عن قضاياها الأساسية.

تعليق عبر الفيس بوك