ندوة إرشادية بالخابورة تقرع جرس الإنذار للتحذير من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي

إحصائيات تؤكد أنّ 60% من المستخدمين أطفال

 

الرؤية- خالد الخوالدي

 

رعى سعادة الشيخ سباع بن حمدان السعدي أمين عام اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني افتتاح ندوة "وسائل التواصل الاجتماعي بين الإيجاب والسلب"، بمشاركة المركز الوطني للسلامة المعلوماتية والادعاء العام، وذلك في قاعة الغدير بولاية الخابورة، وسط حضور كبير من قبل المهتمين والمتابعين لتطور وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي بداية الندوة، قدم حسن بن علي بن سليمان الفيروز كلمة اللجنة المنظمة، وقال فيها: "لقد ارتأى نخبة من المهتمين والفاعلين في مجال العمل التطوعي الإنساني والتربوي إقامة جملة من المحاضرات والندوات الهادفة التي تعنى باختيار موضوعات وثيقة الصلة بأهم الظواهر السلبية التي تلامس الجانب الأخلاقي في المجتمع، والتي تؤثر على مستقبل أبنائنا وبناتنا الذين نأمل منهم المساهمة بشكل إيجابي في دفع مسيرة التقدم والنماء في هذا البلد الطيب، وتوظيف الطاقات في بناء المجتمع؛ بدلا من الإنشغال بممارسات خاطئة يضيع الوقت فيها وفي تبعاتها؛ ساعين في ذلك إلى توعية أفراد المجتمع، والعمل مع المؤسسات المختلفة ذات الصلة واللجان التطوعية والخيرية الإنسانيّة في البلاد، لإيجاد آلية فعالة في سبيل إعداد المجتمع إعدادا صالحًا إيمانا منّا بأنّ التربية والتوعية عمل تكاملي لا ينهض بدور مؤسسة بعينها". وأضاف الفيروز: "وعليه فقد التزمنا كواجب اجتماعي بأن نحقق هذا المشروع، الذي سوف يكون انطلاقة اجتماعيّة لتوجيه أبنائنا وبناتنا في هذه الولاية وتثقيفهم وإرشادهم نحو السلوك الإيجابي، من خلال الخلاصات التي تقدمها الندوات وإيمانّا منّا بأنّ نجاح الفكرة لا يتأتى، إلا بالعمل الجماعي المنظم والتفاني في أداء الرسالة؛ فقد تعهد بعض الإخوة بمتابعة محاور الندوة ومعطياتها وأهم مرتكزاتها للخروج بخطوات إجرائية يمكن تفعيلها على المستوى الفردي والجماعي، حتى لا تتكرر السلوكيات والممارسات الخطأ لذلك جاء اختيار مواضيع الندوات التي سوف تقام على مدى فترات زمنية محددة ملامسة للواقع؛ وباكورتها هذه الندوة "وسائل التواصل الاجتماعي بين الإيجاب والسلب"، نعالج فيها مع ضيوفنا الكرام الأبعاد الدينية والقانونية والتقنية".

إلى ذلك، بدأ مدير الجلسة المذيع والإعلامي عبدالعزيز بن حمد بن نجف العجمي، فعاليات الندوة بتقديم مقدمة عن محاور الندوة والمتحدثين فيها، ومن ثم فتح المجال للمتحدث الأول بتقديم محاضرته؛ حيث قدّم المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتيّة محاضرة عن واقع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وذكر فيها بالأرقام عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي زادت عن ثلاثة مليار مستخدم نشط لجميع الوسائل حول العالم، مشيرا إلى أنّ مستخدمي فيسبوك فقط بلغ مليار ومائتي مليون مستخدم بينما، بلغ مستخدمي تويتر ربع مليار مشترك وبلغت التغريدات أكثر من 50 مليون تغريدة في اليوم.

وأشار الصالحي إلى أنّ عدد القضايا المسجلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية عام 2014، بلغ 126 قضية حازت المؤسسات الحكومية 60% من عدد هذه القضايا، بينما سجل الأفراد 40%، وزادت القضايا في عام 2015 إلى 250 قضية، كان نصيب المؤسسات الحكومية 40% والأفراد 60%، منوها إلى أنّ الأطفال من أكثر الفئات التي تدخل إلى وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 60%، مشيرا إلى أن 88% من مستخدمي هذه الوسائل يستخدمون الهاتف النقال، مما يجعلهم أكثر عرضة للاختراق وللمشاكل الإلكترونية؛ حيث سجلت 60 ألف محاولة اختراق العام الماضي بالسلطنة خاصة للمؤسسات الحكومية.

بعد ذلك، تحدث علي بن سعيد البداعي مدير إدارة الادعاء العام بصحار عن الأبعاد الأمنية لشبكات التواصل والجرائم الإلكترونية المرتبطة بها، وقال إنّه لا أحد يستطيع عدم استخدام الهواتف النقّالة المجهزة لاستخدام كل وسائل التقنية الحديثة، مشبهًا استخدامها بالسكين التي يمكن استخدامها في الخير أو الشر. ولفت البداعي إلى أنّ أولياء الأمور تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تعليم أطفالهم كيفية الاستفادة من الهاتف النقّال وما يحتويه من برامج وتطبيقات.

أمّا آخر المتحدثين كان الشيخ إبراهيم بن حمد العجمي؛ حيث تحدث عن المحاذير الشرعية من المنظور الإسلامي والحلول المقترحة لها، منوها إلى أن ما يعاقب عليه القانون يحرمه الشرع الحنيف، وأنّ الدين الإسلامي لا يحارب التطور والتقدم والاستفادة من التقنيات الحديثة، لكنّه يدعو إلى الاستفادة منها في أوجه الخير والسداد، فكل إنسان مراقب لما يقول، والله سبحانه يحاسب الإنسان على كل كلمة تخرج منه. ووجه العجمي حديثه إلى أولياء الأمور ودعاهم إلى اتخاذ كافة الوسائل التي تجعلهم متابعين لما يقوم به أولادهم لأنّهم مسؤولون عنهم يوم القيامة.

من جهته، قال حميد بن علي بن سليمان الفيروز الرئيس التنفيذي لشركة سدف إن ندوة وسائل التواصل الاجتماعي تناولت موضوعاً بالغ الأهمية، ويستهدف العديد من شرائح المجمتع، وبالتالي ساهمت في زيادة الوعي المعرفي حول أبعاد استخدام هذه الوسائل وآثارها الاجتماعية والأمنية.

يشار إلى أنّ هذه الندوة تعد الأولى ضمن حزمة ندوات يتطلع المنظمون لتنفيذها تحقيقاً لتوعية المجتمع وتثقيفه حول مختلف العلوم والمستجدات العلمية والتقنية في العالم. وحرص المنظمون على دعوة نخبة من المحاضرين ذوي الاختصاص لتغطية محاور رئيسية، متعلقة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي والأبعاد الأمنية لهذه الاستخدامات، إضافة إلى التوصية حول الاستخدام الأمثل لمثل هذه الوسائل، وبما يتناسب مع الدين والقيم والعادات العربية في المجتمع. ويأتي دعم الشركة لهذه الندوة من باب الإدراك لحجم تأثير هذه الشبكات على الوطن وشبابه، خيث هدفت الندوة إلى تعزيز الوعي لدى كافة أبناء المجتمع، وخصوصا فئة الشباب وأولياء الأمور ومنتسبي المؤسسات التعليمية، لضمان ايصال الرسالة والنتائج عبرهم إلى بقية أفراد المجتمع ممن لم يوفق للحضور للندوة.

إلى ذلك، تم فتح المجال للأسئلة والمناقشة والتي تميزت بالاثراء والحوار الهادف. وتلاه قيام راعي الحفل بتكريم المشاركين في الندوة والإعلاميين الممثلين لوسائل الإعلام المختلفة.

تعليق عبر الفيس بوك