السيابية: 24 منفذًا و150 مشروعًا استثماريًا جديدًا لرفد المنظومة التسويقيّة للصناعات الحرفيّة العمانية

"الصناعات الحرفية" تتبنى مبادرات تطوير متكاملة لاستقطاب ودعم الكفاءات الشابة

الرعاية السامية أسهمت في النهوض بمستوى الصناعات الحرفية باعتبارها من الموروثات الحضارية

المنتج الحرفي الوطني خير سفير للسلطنة بمختلف المحافل الإقليمية والدولية

التراخيص الممنوحة للحرفيين العمانيين في زيادة مستمرة ضمن قاعدة بيانات السجل الحرفي

ندعم أنشطة البيوت الحرفيّة العمانية لمساهمتها في توفير فرص عمل للمواطنين

اعتماد دمغة للمنتج الحرفي العماني تحت مسمى "صح" لتكون هويّة ترويجيّة فعّالة

مسقط - الرؤية

قالت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميّل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية إنّ التنمية المستدامة الشاملة التي تحققت في عهد النهضة المباركة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - الإسهام الأكثر إشراقاً في نمو وتطور القطاع الحرفي وزيادة فعاليته من النواحي التطويرية والإنتاجية، وقد استلهمت المنتجات الحرفية العُمانية ما وصلت إليه من إجادة ونماء من الإصرار الدائم لبلوغ مستويات متقدمة من الجودة المتفردة في أدق التفاصيل المميزة لحِرفنا الوطنية الأصيلة ونحن نحرص على تحقيق الرؤية السامية لقطاع الصناعات الحرفية والتي تعد نهجاً قويماً اختطه القائد المفدى منذ بدايات عصر النهضة وحتى اليوم حيث أسهمت تلك الرعاية المتكاملة في تطوير القطاع الحرفي بصفة مستمرة إلى جانب الحفاظ على الصناعات الحرفيّة باعتبارها من الموروثات التي تمثل الهويّة الوطنية للإنسان العماني الذي عاش على هذه الأرض الطيبة وأخلص لقيادتها الحكيمة دائماً.

وأشارت معالي الشيخة عائشة السيابية إلى تواصل العمل على تجويد محاور أكثر تكيفاً مع المرحلة الحالية كالاستثمار الذاتي الممول لوجستياً من قبل الهيئة إلى جانب السعي نحو تأمين كافة المهارات الابتكاريّة والإبداعيّة للحرفيين عبر مبادرات منظمة من البرامج التأهيلية والتدريبية والإنتاجيّة والتي يتم الاستفادة منها عبر المراكز الحرفية المتخصصة في نقل مهارات صناعة الموروثات العمانية إلى الأجيال الشابة.

وأوضحت معاليها أنّ القطاع الحرفي العُماني يشهد نموًا من حيث اعتماد المبادرات المختصة في المجالات التدريبية والإنتاجية المواكبة للحداثة كما سعت الهيئة إلى النهوض بالقطاع الحرفي من خلال إرساء دعائم الخطط والبرامج التنفيذية للسياسات المعتمدة في مختلف محاور تطوير المنتج من نواحي خاماتها واستخداماتها إلى جانب الاهتمام بالأنشطة البحثية للاحتياجات الحالية والمستقبلية مع استحداث صناعات حرفية مبتكرة وذات جدوى اقتصادية.

إسهامات إقليمية ودولية

وأضافت معاليها أنهنه بناءً على إسهامات السلطنة بقيادة عاهل البلاد المفدى لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم تسلمنا وسام المسؤولية الاجتماعية من الدرجة الممتازة والممنوح لنا من فخامة الرئيس السوداني عمر البشير تقديراً لدورنا في مجالات العمل الاجتماعي لقطاع الصناعات الحرفية ويأتي الحصول على هذا الوسام ترجمة لما تنفذه الهيئة العامة للصناعات الحرفية من مبادرات ومشاريع مجتمعيّة بمختلف المجالات خاصة الحرفية منها والتي تحظى بالرعاية السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، كما مثلنا السلطنة في احتفالات الجمهورية الإسلامية الايرانية باليوم العالمي للصناعات التقليدية والذي شهد مشاركة واسعة من دول العالم وقمنا خلال الاحتفال بتكريم عدد من الحرفيين المجيدين على مستوى العالم في طهران مما يعزز الدور الريادي للسلطنة بشتى المحافل، في حين استقبلنا عددا من الوفود الرسميّة من الدول الشقيقة والصديقة كالجزائر والسودان وقطر وفلسطين كما تلقينا العديد من الإشادات من مختلف المؤسسات الدولية والإقليميّة.

وتمكنت الهيئة العامة للصناعات الحرفية من أن تخط لها رؤية في التعاون الدولي والإقليمي بما يضمن لها حضوراً وتفاعلاً مثريا فيما يتعلق بالاستفادة من الخبرات بصورة منصفة وعادلة وربما نود الإشارة هنا إلى برنامج تعاوننا مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو) والمملكة الأردنية الهاشمية بشأن الاستفادة من تجربة السلطنة ممثلة الهيئة العامة للصناعات الحرفية حول تصدير الخبرات العمانية للحرفيين الأردنيين لتعليمهم أسرار ومهارات في الصناعات الحرفية وهذا في حد ذاته مصدر فخر لنا، إلى جانب استفادة الهيئة من عدد من برامج التعاون مع المنظمات والهيئات المختصة في الشأن الحرفي كالمنظمة العالمية للملكية الفكرية ومجلس الحرف العالمي وقد بات للمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية تأثيراً واضحاً في تبني المبادرات المشتركة المعنية بالحفاظ على الصناعات الحرفية لضمان حماية الابتكارات من خلال الالتزام بما يتم طرحة من اتفاقيات ومعاهدات وللسلطنة جهود مثرية في مسارات العمل الدولي فيما يختص بحماية وتطوير الحرف وتقديرًا لهذا الدور تم اختيار الهيئة العامة للصناعات الحرفية لشغل منصب نائب رئيس مجلس الحرف العالمي لمنطقة غرب آسيا والمحيط الهادي، كما حصلت الحرف العُمانية على مراكز متميزة في الصين من خلال مجلس الحرف العالمي.

وقالت معاليها إن الهيئة تشارك في العديد من الاجتماعات والندوات والمهرجانات الدولية والإقليمية بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والاجتماعية في كل من الإمارات وقطر وماليزيا والبرازيل وفرنسا والمغرب وذلك في إطار حرصنا لتحقيق التكامل في العمل الحرفي المشترك على المستوى الاقليمي والدولي مما سيسهم بشكل كبير في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة، كما وقعت السلطنة ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية مع الجمهورية التونسية على مذكرة تفاهم في المجال الحرفي والصناعات التقليدية وتتضمن المذكرة على تبادل المعلومات والخبرات والدراسات والنشرات وإنجاز البحوث المشتركة في مجال الصناعات الحرفية بهدف الاسترشاد بالتجارب الناجحة في كلا البلدين وتشجيع الحرفيين في البلدين على إقامة مشاريع إنتاج وتسويق مشتركة.

بيئة استثمار جاذبة

وحول ما يتعلق بالفرص الجاذبة التي يجري توفيرها للمستثمرين في القطاع الحرفي، قالت معاليها إنّ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - أكد أنّ القطاع الخاص هو أحد الركائز الأساسية في التنمية سواء بمفهومها الاقتصادي الذي يتمثل في تطوير التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والمال والاقتصاد بشكل عام أو بمفهومها الاجتماعي الذي يتجلى في تنمية الموارد البشرية وتدريبها وتأهيلها وصقل مهاراتها العلمية والعملية وإيجاد فرص عمل متجددة وفي هذا الصدد قامت الهيئة بإسهامات على الصعيد التنموي بهدف إحداث تحولات جذرية لإتاحة الفرص أمام الحرفيين والمستثمرين لإنشاء مشاريعهم الحرفية وذلك طبقا لاستراتيجيات النمو المستدام.

وأشارت معاليها إلى أنّ قطاع الصناعات الحرفية لم يكن بمعزل عن مسيرة الشراكة المجتمعيّة في البناء والتنمية حيث إنّ الإحصائيات المتزايدة لنسب استصدار تراخيص المشاريع الحرفية في تزايد مستمر وقد بلغ عدد المشاريع الحرفية مع بداية 2016م (153) مشروعًا بمختلف محافظات السلطنة، وهذا بدوره يوضح حجم الدعم والمساندة المؤسسية التي يشهدها القطاع فمنذ إنشاء الهيئة وهي معنية برعاية وتعزيز فرص الاستثمار الحرفي إلى جانب إنشاء المؤسسات الحرفية والعمل على تطويرها من خلال تنفيذ مشاريع متكاملة للنمو الحرفي مع الأخذ بمسببات الحداثة والتطوير الاقتصادي وتأتي مشاريع إنشاء وتطوير مواقع لبيئات الحرف في مختلف ولايات السلطنة في اطار تعزيز الإقدام على الاستثمار المحلي في القطاع الحرفي وذلك بهدف تأسيس مواقع ومنافذ حرفية عصرية من ناحية وجذب استثمارات القطاع الخاص للمواقع التي تمتاز بالرواج السياحي والاستثماري، واتساقاً مع مجالات الاستثمار المنوط بالهيئة فقد حرصنا على دعم نماذج من المشاريع الوطنية المنتجة وذلك وفق مبادرات الرعاية المتكاملة ويتم تصنف تلك المشاريع ضمن المؤسسات المساهمة في الناتج المحلي للدولة كما تعتبر تلك المشاريع المجيدة إحدى الركائز المؤسسية للقطاع الخاص والذي تدل الإحصائيات على استحواذه لنسب مساهمة جيدة في الأسواق المحلية.

وعن مدى أهميّة التراخيص الحرفية المخصصة لمزاولة الحرف الوطنية، قالت معاليها إنّ أهميّة التراخيص الحرفية تكمن في توثيق كافة الإجراءات والعمليات المؤسسيّة المختصة بكل ما يتعلق بمكوّنات القطاع الحرفي وتشير الإحصائيات المتصلة بهذا الشأن إلى أنّ عدد التراخيص الحرفيّة الممنوحة للحرفيين العمانيين تشهد زيادة مستمرة، ويؤكد الارتفاع الملحوظ في نسب الحرفيين العمانيين المسجلين ضمن قاعدة بيانات السجل الحرفي مدى جاهزية الهيئة لاستقطاب الطاقات العُمانيّة المنتجة إلى جانب أنّها تبرز الجهود المبذولة نحو تأمين برامج التأهيل والتدريب الحرفي لتتلاءم مع فرص الالتحاق بمجالات تصميم وإنتاج الحرف العُمانية إضافة إلى مبادرات الدعم والرعاية الحرفية حيث يشهد القطاع الحرفي جهود متواصلة للنهوض بالحرف العمانية وتطويرها وفق آليات حديثة تعمل على ترويج المنتج الحرفي العماني.

الكفاءات الحرفية الوطنية

وللحفاظ على إنتاجية الحرف ضمن بيئتها الأصلية، أوضحت معاليها أن الهيئة انتهجت رؤية لتأسيس مواقع وبيئات منتجة للحرف في مختلف ولايات السلطنة الى جانب ترميم ما هو قائم منها بهدف إكساب تلك المواقع صفة الاستمرارية في الانتاج الحرفي علاوة على حث الحرفيين وتحفيز اهتمامهم بالجوانب المرتبطة بالتسويق والاستثمار الربحي، كما ركزت الهيئة على إنشاء ورش حرفية منتجة مع تشجيع الإجيال الشابة من أبناء الوطن نحو مواصلة إنتاج حرف الآباء والأجداد.

وقالت معاليها إنّ الهيئة تولي اهتماماً خاصاً بالتسويق الحرفي للصناعات الحرفية المطورة وتعد سلسلة بيت الحرفي العماني أهم المنافذ التي يتم من خلالها تسويق وترويج الحرف العُمانية وبالتالي تحقيق التنوع الاقتصادي ويتمتع القطاع الحرفي في السلطنة بالعديد من المزايا الاستثمارية التي تمكنه من استقطاب الكفاءات الحرفية الوطنيّة وفي هذا المجال بلغت عدد المنافذ الاستثمارية والتسويقيّة للصناعات الحرفية حالياً 24 منفذاً حرفياً في مواقع ذات جذب سياحي كما سيتم مستقبلاً تدشين عدد من المنافذ التسويقية للصناعات الحرفية في بعض المواقع المقترحة من قبل الجهات المختصة في المحافظات.

وأشارت السيابية إلى أنّ البيوت الحرفية العمانيةّ تمثل أهميّة في استيعابها لتوفير فرص العمل للمواطنين ودعم أصحاب الحرف لذا تتضمن خططنا المستقبلية على إنشاء واستكمال تدشين منافذ تسويقية جديدة بهدف دعم آليات التسويق والترويج الحديث للحرف العُمانية ليلعب القطاع الحرفي دوراً أكبر في التنوع الاقتصادي للسلطنة، ومن أجل تشجيع الصناعات الحرفية العُمانية تمّ اعتماد دمغه للمنتج الحرفي العماني تحت مسمى "صح" ويستهدف تصميم الشعار تطوير ومساندة الحرف والحفاظ عليها من خلال تأسيس هويّة ترويجية تبرز جودة وكفاءة العمل الحرفي العُماني.

منظومة حماية وتطوير

وقالت معاليها إنّ الهيئة تهتم بالتركيز في المرحلة المقبلة على استكمال منظومة أكثر شموليّة لحماية وتطوير الصناعات الحرفية وذلك من خلال التعاون والشراكة مع الجهات المعنية بحمايّة الملكية الفكرية على الصعيد الدولي والإقليمي مع الأخذ بجميع مسببات الحفاظ على الحرف فهي في المقام الاول هوية وطنية يجب صونها والحرص على ديمومتها مع ضمان استمرارية مبادرات التأهيل والتدريب التخصصي للعاملين بالقطاع الحرفي، وذلك بهدف تحقيق الرؤية المستقبلية لبناء اقتصاد حديث ومستدام قوامه الإنتاج ومرتكزه الانسان والاستثمار فيه بتنمية معارفه وتنويع تخصصاته ومهاراته الحرفية ولاشك بأنّ القطاع الحرفي مقبل على مرحلة نوعية في العمل الحرفي يكون فيها الحرفيين ليسوا كمتدربين فقط وإنما كمتعلمين وناقلين للحرفة واليات تطويرها إلى جانب الإطار التعليمي الذي سيتسنى للحرفي من خلاله العمل على زيادة الكفاءة الانتاجية لمنتجاته الحرفية بصور علمية مطبقة ومدروسة، كما أن المرحلة المقبلة سوف تشهد ضوابط صارمة تتعلق بحماية الحرف العمانية.

واختتمت معالي الشيخة عائشة السيابية بتقديم عظيم الشكر والامتنان وصادق العرفان للمقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله و رعاه - على كريم الرعاية السامية المتواصلة والاهتمام المستمر الذي يوليه جلالته لهذا القطاع المهم من قطاعات الإنتاج الوطني، مجددين العهد والولاء لقائد المسيرة الظافرة على المضي خلف قيادته الحكيمة لجلالته - حفظه الله ورعاه لتحقيق المزيد من الآمال والتطلعات ومؤكدين العزم على المضي بإخلاص أكيد وولاء صادق، متضرعين للمولى عز وجل أن يحفظه وأن يخصه بعنايته وأن يوفقه ويسدد على طريق الخير خطاه ويعيد عليه هذه المناسبة المجيدة أزمنة مديدة رافلاً بأثواب العزة والرفعة والهناء وعلى عمان وشعبها بكل التقدم والأزدهار.

تعليق عبر الفيس بوك