"موج خارج البحر".. جديد عزيزة الطائي في معرض مسقط للكتاب

مسقط - الرؤية

أصدرت دار فضاءات للنشر والتوزيع المجموعة القصصية "موجٌ خارج البحر"، وتقدمها ضمن باقي إصداراتها في قاعة أحمد بن ماجد بمعرض مسقط الدولي للكتاب. وقدمت صابرين فرعون قراءة حول الإصدار الجديد، وقالت إنّ القصة القصيرة باتت ومضة العصر، وجزء من الرسائل اليومية المكثفة، ذات المضمون البياني والبلاغي إضافة للإدهاش والانزياحات الرمزية والمجازية والتنوع الموضوعي، وكأنها بورتريهات تختزل صوراً ومشاهد من واقعنا بشكل حواري أو سردي أو حتى وصفي، يتأملها القارئ ويقف عندها ليمتد خياله للوحات، فتقفز تلك البنية اللونية والمشهدية من الساكن في الرسم للمتحرك في دولاب الواقع.

وتختزل الدكتورة عزيزة الطائي في مجموعتها القصصية "موجٌ خارج البحر" تجارب الآخرين ومواقفهم الوجدانية، وتعتني بالتركيب اللفظي للجملة الواحدة التي تتسم بالشاعرية في غالبيةالنصوص، من هنا، كان الموج بينٍ عاتٍ وهادئ يواكب تفاصيل الشخصيات ويلمح للعصف الذهني والحالة النفسية للشخصيات "وليس الكاتبة"، ويؤسس للفراغات التي تركتها الأديبة الطائي ليتشارك القارئ سرد تجربته من خلال إمضائه على تلك الفراغات.

وحافظت الدكتورة عزيزة على خيط السرد ضمن حيثية المقطع النصي، وأغنته في بعض النصوص بالحوار بين الشخصيات كما في قصص "بوابةٌ مظلمة" و"جسد يزهو" و "ذكورة وأنوثة"، ومناجاة النفس كما في قصص "ثقوب" و"حكاية الموت"، كذلك تدخلت في حبكة النص أحياناً، كما في قصة "ساردٌ مخنوق"، اعتمدت الرمز الميثولوجي كما: هيباتيا وعشتار، والإيحاء والتلميح في السرد وعناوين القصص.. أيضاً تميزت القصص بتنوع الموضوعات وأساليب طرحها ما بين النبرة الساخرة والمُشوِقة والزخرف اللفظي والأسلوب الاستفهامي وفي الغالب كانت بلسان الأنا التي بثت فكرها وحسها ما أكسبها الطابع الشاعري.

وسلسلت الأديبة قصصها ورتبتها في أبواب بحسب النظام الهجائي، حسب الحرف الذي يبدأ به عنوان القصة. وتترك الطائية إمضاء ذاتي ينم عن وعي وإدراك وحس وطني بعروبتنا في نصوص، مثل "لون رمادي"، حيث تحكي: صحا الجو، وازرقت السّماء، تحرك التّلاميذ بمشية الحمام وبأيديهم حقائب، والشّغف يطفر من قبل دخول المدرسة. ومع خيالاتهم الحالمة كانوا يردّدون: بلاد الحلم أوطاني.
فجأة هبتْ عاصفة قوية.. قوية جداً.. غطتْ سماء المدينة بالدّخان، ساقت البركان داخل المدرسة. وقالوا: بلاد الذّعر أوطاني. بقي حلمهم ممزوجاً بالأبيض والأسود.

والدكتورة عزيزة الطائي روائية وقاصة عُمانية، باحثة في أدب الطفل ومُحاضِرة في جامعة السلطان قابوس، صدرت لها: دراسات "شعر صقر بن سلطان القاسمي"، و"ثقافة الطفل بين الهوية والعولمة". ورواية "أرض الغياب"، مجموعات قصصية "ق.ق.ج" : "ظلال العزلة"، "موجٌ خارج البحر".

تعليق عبر الفيس بوك