"تحويلة الغشب"

طالب المقبالي

عندما يتم الإعلان عن تنفيذ مشروع هام كازدواجية عقبة الرستاق الذي انتظره الأهالي سنوات عديدة؛ بعد المعاناة من الاختناقات المرورية التي يسببها شارع عقبة الرستاق الذي كان هو المنفذ الوحيد للتنقل بين شطري المدينة من العقبة جنوباً إلى العقبة شمالاً، فإنّ الفرحة لا توصف، والأهالي رفعوا أكف الشكر والضراعة إلى الله تعالى وألسنتهم تلهج بالدعاء إليه سبحانه وتعالى أن يحفظ جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله - وحكومته الرشيدة بإنشاء هذا المشروع الحيوي الذي يعتبر متنفساً لسكان الرستاق قاطبة.

فهذا الشارع هو الممر الرئيسي لوسط المدينة الذي يضم أسواق الرستاق وقلعتها التاريخية وعين الكسفة التي يرتادها الزوار من جميع أنحاء السلطنة.

ومع بدء تنفيذ الشركة للمشروع تمت تكملة شارع الغشب ليكون المسار البديل، وتم تحويل المسار إلى ذلك الشارع عام 2015 الماضي فحصلت اختناقات مرورية رهيبة وحبس الناس في سيّاراتهم لساعات بسبب وجود تسع كاسرات للسرعة، فشلت الحركة تماماً وتعطل طلبة المدارس في الوصول إلى مدارسهم، كما تعطل الموظفون عن الوصول إلى عملهم في الوقت المحدد، كذلك تعطل المرضى عن الوصول إلى المستشفى، لدرجة أنّ الأنباء تواردت عن وجود حالة ولادة في الطريق لتعذّر الوصول إلى المُستشفى في الوقت المناسب.

وعلى ضوء هذه المعاناة والحوادث أتت التوجيهات بفتح الطريق المغلق، فباشرت الشركة عملها بوضع حواجز أسمنتية وسارت الأمور على أكمل وجه، في الوقت الذي استحدث فيه طريق آخر من المنطقة الصناعية مروراً بحي فلج الحديث وسط معارضة شديدة للمشروع من قبل الأهالي تخوفاً من وقوع حوادث دهس كونه يمر وسط الحي.

إلا أنّ أغلب الآراء تؤيد إنشاء الطريق كونه سيختصر الطريق على أهالي الحي أنفسهم للتنقل بين الحي وبقيّة المناطق لا سيما الصناعية والمستشفى والمدارس والمؤسسات الحكومية التي خرج معظمها عن مركز المدينة.

والذي يحز في النفس أنّ هذا الطريق يحتوي على ثماني كاسرات للسرعة مما يجعل الحركة بطيئة جداً، ويعتبر نسخة طبق الأصل من شارع الغشب.

فقبل أسابيع أعيد غلق شارع العقبة بعد الانتهاء من شارع الصناعيّة - فلج الحديث، وبعد إزالة كاسرين للسرعة من تحويلة الغشب التي يفضلها معظم سكان الولاية كون المسافة لا تزيد عن أربعة كيلو مترات بينما تحويلة طريق الصناعية _ فلج الحديث تزيد عن اثني عشر كليو متراً وإن كانت أقل زحمة.

فبعد غلق شارع العقبة وتحويل المسار إلى طريق الغشب حدثت نفس المشكلة وإن كانت أقل تأثيراً عن ذي قبل بسبب الخيار الثاني، إلا أنّ أقصر مدة يقضيها مرتادو الطريق في هذه التحويلة هي نصف ساعة، ويعزوا الأهالي هذه الزحمة لكثرة عدد كاسرات السرعة غيير المبررة، والذي بلغ سبع كاسرات في طريق لا يزيد طوله عن أربعة كيلو مترات، أي بمعدل كاسر سرعة لكل 750 متراً.

ومن المؤسف أنّ هذه التحويلة شهدت حوادث مرورية وأقربها حادث الأسبوع الماضي بين ثلاث مركبات، حيث انحصرت الأضرار في المركبات ولله الحمد.

من هذا المنبر يناشد الأهالي بتقليص عدد كاسرات السرعة في هذا الطريق على وجه الخصوص، وأيضاً طريق الصناعية.

muqbali@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك