العرب يخسرون رئاسة الفيفا

ضربة حرة

محمد العليان

خسر ممثلا الرياضة العربية الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والأمير علي بن الحسين المرشحان لرئاسة إمبراطورية كرة القدم (الفيفا) الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث تحولت المنافسة وللأسف الشديد من رئاسة الفيفا إلى منافسة فيما بينهما قبل الترشيحات، وانشغلا في ما بينهما حول من سيُسقط الآخر ويبعده وللأسف وصلت عقلية وثقافة الأغلبية من الرياضيين العرب من أمراء وشيوخ إلى هذا الحد من التخلف وعدم إرادة الخير لبعضهم وابتعدوا على الروح الرياضية، التي يجب أن تكون سمة مميزة للرياضيين، وحدثت الانقسامات والتربيطات في المترشحين العرب وفي أصوات الكرة العربية وخسر المترشحان مقعد رئاسة الفيفا بلعبة كانت تدار من تحت الطاولة وفي بعض الأحيان بالمكشوف بعد أن دبت الخلافات بشأن الإدلاء بالأصوات العربية للترشيحات وتبعثرت الأصوات ولم تخدم المُترشحين العرب، حيث كان من المفترض أن تتحد الأصوات والمترشحان ممثلا العرب ويتم اختيار مرشح واحد فقط لدعمه من الكل ولكن حدث العكس وخسر المترشحان العربيان رغم أنّ الظروف كانت مواتية هذه المرة ومهيأة لتحقيق إنجاز عربي رياضي عالمي ولكن طبق المثل القائل (اتفقوا على ألا يتفقوا) وتحولت الأحداث إلى المرشح الأوروبي (انفانتينوا) السويسري وكسب الرئاسة على حساب مرشحي العرب الرياضيين، سؤال يتردَّد بعد هذا السيناريو وهو من الفائز ومن الخاسر في هذه المعركة الانتخابية وفي هذه الانقسامات العربية العربية الرياضية؟.. قطعاً الرياضة العربية هي الخاسرة وهي التي بتدفع الثمن غالياً بالتراجع إلى الخلف خطوات كبيرة بدلاً من أن تتقدم للأمام، في مشهد غريب يدل على أن هناك من يسعى وسعى بالفعل لتشتيت الصف العربي الرياضي حيث مازالت الثقافة الرياضية العربية لم تبرح مكانها وهي ثقافة الـ (أنا) وظلت هذه الظاهرة سائدة ويضرب بها المثل عند الغرب في التخلف الرياضي عند العرب.. ورغم ما تملكه الرياضة العربية من ثروات وإمكانيات طبيعية ومواهب رياضية ينضح بها الإناء الرياضي العربي، تراجعت الكرة والرياضة العربية بسبب العقلية، وقفزت وتطورت الرياضة الآسيوية والأفريقية من كل النواحي، في وقت كانت فيه الرياضة العربية تحتاج إلى وحدة الصف، تبددت الأحلام العربية وانتهى الدرس وافتقدت إلى الرؤية المستقبلية وفشل المترشحين تأكيد لذلك، ويجب أن نأخذ وتأخذ الرياضة العربية ومسؤوليها الدروس والعبر من هذه الانتخابات والتي كشفت الشيء الكثير وكشفت عن توجهات بعض الأشخاص والقيادات الرياضية.

آخر الكلمات (الصبر على العافية أشد من الصبر على البلاء).

تعليق عبر الفيس بوك