معرض الكتاب.. وضعف الترويج

علي بن بدر البوسعيدي

يعد معرض مسقط الدولي للكتاب والذي انطلق الأسبوع الماضي أكبر عُرس ثقافي تشهده الساحة العمانيّة.. وشكلت نسخة هذا العام نقلة نوعية من حيث عدد دور النشر المشاركة، والمرافق الملحقة به؛ إذ تشارك فيه هذا العام أكثر من 650 دار نشر من 27 دولة عربية وأجنبية؛ موزعة على 950 جناحًا، وتمَّ تخصيص قاعتين متكاملتين للفعاليات الثقافية، وركن موسَّع للبرامج الثقافية لمناشط وبرامج الطفل، وتوسعة المركز الإعلامي، وتطوير برنامج الفهرس المتحرك بتعزيز الشبكة والخدمة، وتخصيص موقع إلكتروني على الإنترنت يوجد فيه محرك بحث خاص بالعرض يحتوي على 250 ألف عنوان..

كما أنه حوى هذا العام عددا مقدرا من الفعاليات الثقافية والفكرية والأدبية والفنية التي نظمتها مؤسسات ثقافية على شاكلة النادي الثقافي والمنتدى الأدبي والجمعيّة العمانية للكتاب والمكتبات واللجنة الوطنية للشباب واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

وعلى الرغم من هذه التجهيزات ومظاهر التطوير والفعاليات الثرة إلا أنّ الترويج والإعلان عن فعاليات المعرض وأجنحته لم يتناسب مع الحدث الثقافي الأبرز في السلطنة، وكنا نتوقع أن نرى اللافتات التعريفية والترويجية للفعاليات من نشرات وصور ومطبقات منصوبة على الشوارع وأماكن التجمعات العامة مثل المولات التجارية والمستششفيات والمرافق الخدمية الكبيرة والحكومية أيضا.

كما أنّ ضعف الترويج حرمنا أيضا الاستفادة من محاضرات بعض المفكرين الذين استضافهم المعرض وكان يمكن أن يشكلوا فارقًا جوهريا ينعكس على المتلقي بمزيد من الفائدة والتوعية التي نحن في أمس الحاجة إليها في زمن تعصف به الأزمات الفكرية والحروب استقرار العالم وتقض مضجعه..

وكان حريًا بالجهات المعنية بالمعرض وفعالياته استثمار هذا الحدث الثقافي الكبير وتوظيفه بصورة تحقق الهدف المنشود من قيامه، وذلك وفق رؤى مدروسة وتخطيط مسبق يستفيد من الترويج للمعرض في الترويج للسلطنة ثقافيًا وسياحيًا واقتصاديا؛ لكن وللأسف الشديد أهدرنا الفرصة، وفي رأيي أنّ الجهود التي بذلت، والفرص التي تهيأت لنجاح هذا المحفل كان كفيلة بأن يحوز معرض مسقط لقب أكبر معرض للكتاب في الشرق الأوسط والدول العربية قاطبة..

يجب أن نستدرك هذا القصور في النسخ القادمة، وأن نروج لهذا العرس الثقافي الفريد بصورة أكبر وبمنهجية واضحة؛ تضمن الإقبال الكبير على فعالياته، وتجعل من المعرض قبلة يحج إليها جميع مثقفي العالم.. وأن نربط جهود الترويج بإعلاء القيمة المضافة للاستثمار والسياحة بالسلطنة؛ حتى تتكامل كل الجهود وتصبح عمان بلد السياحة النفسية والمعرفية.

تعليق عبر الفيس بوك