الجيش السوري يحقق تقدما في حلب.. ودمشق تتهم وزير خارجية السعودية بمحاولة إحباط الهدنة

روسيا تنتقد الضربات التركية لمواقع "داعش".. وتقول إنها ستُخرج الهدنة عن مسارها

< مسؤول بالمعارضة: وقف إطلاق النار يواجه الإلغاء الكامل.. وبان كي مون: الهدنة متماسكة رغم الحوادث

< الحكومة السورية تستعيد طريقا إستراتيجيا من "داعش".. وأمين حلف الأطلسي قلق بشأن الحشد الروسي

< أردوغان: وقف إطلاق النار لا يشمل سوريا بالكامل.. والكرملين: العملية مستمرة لكنها ليست سهلة

عواصم - الوكالات

يحتدم القتال بين القوات السورية ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوب شرقي مدينة حلب. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر ميداني قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة -بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية- أعادتْ الأمن والاستقرار إلى قرية ومرتفع تلة الحمام جنوب بلدة خناصر بريف حلب." وأضافت الوكالة بأنَّ سلاح الجو السوري دمر مقار وآليات تنظيم الدولة الإسلامية في قرى العوينية وأم ميال والقليعة بريف حلب. ولا يشمل اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا تنظيم الدولة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتليفزيون السوري الرسمي إنَّ قوات الحكومة استعادت السيطرة على طريق رئيسي مؤدي إلى مدينة حلب الشمالية من قبضة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية أمس. وأضاف المرصد أن المعارك مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم في المنطقة الواقعة جنوب شرقي محافظة حلب. وقال التليفزيون الرسمي السوري، أمس، إن قوات الحكومة تقوم بتطهير الطريق الذي يمر عبر بلدة خناصر من الألغام.

وكانت القوات الحكومية تعتمد على الطريق للوصول إلى حلب لأن مسلحي المعارضة يسيطرون على الطريق الرئيسي السريع المؤدي للمدينة الواقع إلى الغرب. وكان مقاتلو الدولة الإسلامية سيطروا على بلدة خناصر التي تقع على بعد 50 كيلومترا جنوب شرقي مدينة حلب، لكنَّ القوات الحكومية تمكنت الأسبوع الماضي من استعادة البلدة بعد يومين من سيطرة التنظيم عليها. وقالت الحكومة السورية أمس إن وزير خارجية السعودية يحاول إحباط اتفاق هش لوقف الأعمال القتالية باقتراحه خطة بديلة في حال فشل الاتفاق.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الأول، إنَّ الحكومة السورية وحليفتها روسيا انتهكتا الهدنة وستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن دمشق وحلفاءها غير جادين بشأن وقف القتال. ولم يورد تفاصيل عن الخطة.

ونقلت وسائل إعلام حكومية سورية عن مصدر من وزارة الخارجية السورية في بيان قوله "ما يردده عادل الجبير... وحديثه عن وجود خطة (باء) إزاء التطورات الراهنة في سورية هو مجرد وهم في ذهن نظام بني سعود". وأضاف: "تصريحات الجبير تمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2268 ومحاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية".

وتساند السعودية معارضين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم تحالف المعارضة السورية الرئيسي. وأدى وقف العمليات القتالية الهش الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا إلى انخفاض حاد في أعمال العنف في سوريا لكن مسلحي المعارضة يتهمون الحكومة بالعديد من الانتهاكات منها شن غارات جوية. وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش لا ينتهك الاتفاق.

وقال تليفزيون (إن.تي.في) التركي، أمس، إن الجيش التركي قصف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا بالمدفعية. وأضاف التليفزيون أن الجيش أطلق 50 قذيفة مدفعية على أهداف إلى الشمال من حلب في إطار هجوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على التنظيم المتشدد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أمس، إن روسيا قلقة من استعدادات للجيش التركي على الحدود السورية وإن أي تدخل عسكري لأنقرة سيكون "ضربة قاصمة" لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وقال ريابكوف في إفادة صحفية "مع الأسف لم يتخل زملاؤنا الأتراك عن فكرة الهجمات عبر الحدود.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في إفادة صحفية أمس إن من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية إذا ما نجح هذا النموذج في البلاد. وقال الرئيس التركي طيب أردوغان، أمس، إن وقف إطلاق الذي أعلن في سوريا الأسبوع الماضي يشمل ثلث البلاد فقط وإنه يأمل في توسعته ليشمل سوريا بالكامل.

وقال أردوغان -في مؤتمر صحفي مشترك في أبيدجان، مع رئيس ساحل العاج، حيث يقوم بزيارة رسمية لغرب إفريقيا- إنَّ الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سوريا. وجرى بث المؤتمر الصحفي على الهواء مباشرة في تركيا.. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إنَّ اتفاق وقف الاقتتال متماسك إلى حد بعيد برغم بعض الحوادث التي يأمل في احتوائها.

وقال مسؤول في المعارضة السورية لتليفزيون العربية الحدث إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت أصبح يواجه "إلغاء كاملا" بسبب هجمات من جانب القوات الحكومية قال إنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا. وقال أسعد الزعبي رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت "انهارت قبل أن تبدأ." وتابع الزعبي للعربية الحدث "نحن لسنا أمام خرق للهدنة...نحن أمام إلغاء كامل للهدنة." وأضاف أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك. ومضى قائلا "أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماما في كل الاختبارات..عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام" لكنه لم يسهب. وأضاف "لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة" لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس.

وكانت محادثات السلام التي أجريت في جنيف في مستهل فبراير قد انهارت بعد أن رفضت المعارضة التفاوض تحت القصف.

ويقول مراقبون إنه منذ بدأ سريان وقف القتال قصفت الطائرات الروسية والسورية مناطق في العديد من المحافظات الواقعة بغرب البلاد. وذكر مصدر عسكري سوري يوم السبت أنه ليس بوسع الجيش التعقيب على الانتهاكات. وقال الإعلام الرسمي السوري إن مسلحي المعارضة أطلقوا العشرات من قذائف المورتر في محافظة اللاذقية أول أمس. ونفى المسلحون في المنطقة هذه التقارير.

وقال الكرملين، أمس، معلقا على وقف إطلاق النار في سوريا إن "العملية مستمرة" وإن كان واضحا من البداية أنها لن تكون سهلة. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين -في مؤتمر هاتفي مع الصحفيين- "رئيسا الدولتين -رئيسا روسيا والولايات المتحدة - أكدا من البداية أن طريق الالتزام بوقف إطلاق النار لن يكون سهلا." وأضاف "لكن في الوقت نفسه كان مهما للغاية التوصل إلى وقف لإطلاق النار. العملية مستمرة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إن وقف الأعمال القتالية في سوريا متماسك إلى حد كبير لكن القوى الكبرى والإقليمية تتابع بعض الحوادث التي يأمل أن يتم احتوائها. وقال بان للصحفيين في جنيف بعد محادثات مع مبعوث لأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا وقبل اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا "بشكل عام يصمد وقف الأعمال القتالية حتى على الرغم من وقوع بعض الحوادث." وأضاف "لكن مجموعة العمل والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سوريا يحاولون الآن ضمان ألا يمتد أكثر و(ضمان) استمرار وقف الأعمال القتالية.

وقال متحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية إن الحكومة السورية انتهكت الاتفاق 15 مرة في اليوم الأول، وإنه حدثت انتهاكات أخرى من جانب روسيا وحزب الله اللبناني حليفي الرئيس السوري بشار الأسد. ومن المفترض أن تراقب المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا الالتزام بالاتفاق وتتصرف سريعا لوقف أي تجدد لإطلاق النار على أن تلجأ إلى استخدام القوة كملاذ أخير.

وقال دبلوماسي غربي "نحتاج إلى الحصول على تفسير من الروس عن الضربات التي حدثت يوم الأحد." وقال سفير غربي في جنيف إنه توقع دوما ألا يكون وقف العمليات القتالية كاملا. وقال لرويترز "الكل يعرف إنه ستقع حوادث. المجموعة الدولية لدعم سوريا ستناقشها اليوم. ووجهة نظرها هي التي تهم".

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس إن الهدنة الهشة في سوريا متماسكة بدرجة كبيرة فيما يبدو لكن الحلف قلق من الحشد العسكري الروسي في سوريا. وقالت فرنسا إنها تلقت معلومات عن هجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا ودعت إلى اجتماع فوري لقوة المهام الخاصة بسوريا لبحث انتهاكات وقف العمليات القتالية. ووقف العمليات القتالية هو أول اتفاق من نوعه منذ أربع سنوات. وبدأ الصراع الدائر في سوريا عام 2011.

وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي في الكويت "رأينا بعض التطورات المشجعة على أن وقف إطلاق النار متماسك بدرجة كبيرة لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار." وأضاف "هذا الاتفاق والتنفيذ الكامل للاتفاق هو أفضل أساس ممكن لتجديد الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة السورية عن طريق التفاوض." ولا يشمل الاتفاق الأقل إلزاما من وقف رسمي لإطلاق النار والذي لم توقع عليه بشكل مباشر الحكومة والمعارضة المتحاربة العمليات التي تستهدف متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة.

ويقول الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته الكبيرة روسيا إنهما سيواصلان قتال المتشددين. ويقول معارضون آخرون إنهم يخشون أن يستغل هذا الموقف كذريعة لاستهدافهم. وقال ستولتنبرج "نحن قلقون من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سوريا بقوات برية وقوات بحرية في شرق المتوسط وقوات جوية تشن ضربات".

تعليق عبر الفيس بوك