زيدان ليس آفة "الريال"

حسين الغافري

سقط النادي الملكي مُجدداً أمام جاره في ديربي العاصمة. سقط هذه المرة بقيادة مدربه الأسطوري زيدان والذي لاحقته الماكينة الإعلامية كثيراً ورسمته على أنه المنقذ والمخلص لكل السلبيات التي تعصف بالفريق خصوصاً بعد تعيينه وفوزه بأول اللقاءات. ريال مدريد بسقوطه الجديد أمام أتلتيكو واصل سلسلة من النتائج السلبية في لقاءاته مع المدرب الأرجنتيني سيميوني والذي أصبح جلادً لفريق العاصمة وشبحاً على زملاء رونالدو، ويبدو أن هذا السقوط قد أخرج الريال فعلياً من المنافسة على بطولة الدوري بشكل كبير للغاية في ظل استمرار المنافس الأزلي برشلونة تقديم مباريات كبيرة ونتائج مبهرة وأرقام ممتازة في بطولة الدوري ودوري الأبطال عوضاً عن تأهله إلى نهائي كأس الملك الإسباني لمواجهة إشبيلية، وهذا الأمر بحد ذاته يضاعف المشاكل التي يعيشها الريال!.

ظهر ريال مدريد بشكل غير متماسك وغير مستقر من ناحية الإجادة الفنية على أرضية الملعب طيلة هذا الموسم وحتى تلك المباريات التي حقق فيها كماً من الأهداف. ولعل تغيير المدربين المستمر خلال العقد الأخير من قبل الرئيس بيريز ساهم في خلق حالة من الضبابية في النتائج، وها هو اليوم يعيش الفريق موسمه الخامس بعيداً عن اللقب المحلي ولربما موسم ثاني بلا ألقاب بانتظار قلب هذه التوقعات ببصيص الأمل المتبقي له في دوري الأبطال الأوروبي.. ولو إن الأمر صعب للغاية. وتكمن تواجد هذه الظروف في وجود الرئيس "الاقتصادي" بيريز ولعل مطالبة الجماهير في لقاء الديربي ورفعهم اللافتات المستنكرة للسياسة التي يسيّرها داخل النادي وتركيزه المتواصل على رفع مداخيل وإهماله خلق بيئة رياضية مثالية تُنتج رضى فني من اللاعبين مرتبط بتحقيق الألقاب التي ينشدها الجمهور.

.. ريال مدريد ببحثه عن إجادة فنية تُحقّق الألقاب استبدل مُدربه الإيطالي إنشيلوتي بالإسباني بنتيز ومن ثم الفرنسي زيدان عوضاً عن مدربين كبار مروا على الدكة الفنية للنادي الملكي إلا إن المشكلة لازالت ذاتها وشكل الفريق لم يتطور، ولم يتغير أداء المجموعة والتي يتضح -ولو إنه كان واضحاً منذ مدة- إن الآفة التي تؤرق الفريق وتشل حركته ليست في شخص المدرب حيث إنه جلب أفضل المدربين العالميين والذين حققوا من النتائج والألقاب مع أندية أخرى ما يشهد على قيمتهم في عالم التدريب. وظهور أصوات ولافتات مضادة للرئيس ولو إنها باستحياء في آخر لقاء يجعل أصابع الاتهام تتوجه إلى أعلى الهرم مباشرةً ولربما تلك الصور أعطت صورة مبكرة على أن مرحلة التغيير قد حانت والضرورة أصبحت مطلوبة في انتخابات مبكرة للنادي الملكي وإدارة جديدة توازن كل المتطلبات بين الفريق ورفع القيمة الاقتصادية للنادي والتي وضعته كأفضل الأندية العالمية ربحاً.

ريال مدريد بتغييره للرئيس بيريز يخلق فرصة مطلوبة في هذا الوقت خصيصاً ومن المؤمل وقتها أن يصاحب الرئيس الجديد تغييرات جذرية تبدأ من مجلس الإدارة والطاقم الطبي الذي تدور حوله كذلك علامات الاستفهام في ظل الإصابات المتواصلة التي يتعرض لها نجوم الفريق والتي ساهمت في تعميق الجراح. ختاماً، فحضور الريال بهذه الصورة يزيد مشاكله ويضاعف حدة الغضب لدى الجمهور عبر العالم ومرحلة التغيير صارت مطلب، ومع السقطات الجديدة ستصبح الأصوات أكثر علو ولعل الوقت المناسب قد حان. حقيقة، الريال بحاجة إلى غربلة شاملة والمؤشرات تؤكد قرب حدوثها.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك