جهود ملموسة للمرأة في تنمية وتطوير القطاع السمكي من خلال الصيد والتصنيع

مسقط - الرُّؤية

تُؤدي المرأة دورًا حيويًّا في تطوير وتنمية قطاع الثروة السمكية في السلطنة، وعلى طول سواحل السلطنة، نجد إسهام المرأة واضحا؛ فمجالات العمل بالقطاع السمكي تتنوع بين المساهمة في العمل بمهنة صيد الأسماك ببعض القرى الساحلية، مرورا بالعمل على تجفيف الأسماك وصولا إلى التصنيع الغذائي المتمثل في المنتجات السمكية وتصنيع منتجات غذائية من بعض الثروات البحرية وليس نهاية بالعمل في تجميع بعض الثروات البحرية من الرخويات والقشريات مما وضع المرأة في صدارة مشهد العمل بهذا القطاع وضمن الأيدي العاملة الوطنية المنتجة والتي تسهم بكفاءة في زيادة الإنتاجية من العمل في هذا القطاع؛ مما يؤثر إيجابيا في نواحٍ عديدة؛ في مقدمتها: تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد السمكية في سواحل السلطنة، ورفد السوق المحلي بمنتجات سمكية محلية، وتحقيق قدر مُعتبر من الأمن الغذائي للبلاد.

وتُشارك المرأة في بعض محافظات السلطنة الساحلية إلى جانب أخيها الرجل في العمل بمهنة صيد الأسماك، ومنذ القدم والمرأة العمانية في مجتمعات الساحل تقوم بصيد وتجميع الأسماك وتجفيف وتمليح وتدخين الأسماك والتصنيع الغذائي وتؤدي المرأة دورها بفعالية وتسهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج من المصيد ففي محافظة ظفار تقوم المرأة بدور حيوي في موسم صيد الصفيلح وتعمل في العديد من الأعمال بهذا الموسم وفي مقدمتها صيد ثروة الصفيلح ولا يختلف الحال في موسم صيد الشارخة حيث تعد المرأة يد عاملة أساسية في هذا الموسم من صيد وتجميع وإعداد لثروة الشارخة وقد تزايد أهمية عمل المرأة في القطاع السمكي مع التوسع في مجالات العمل وزيادة فرص الاستثمار والتوسع في المشاريع السمكية المختلفة.

وتقوم المرأة في مختلف القرى الساحلية بولايات السلطنة بدور أساسي في عملية تجفيف الأسماك بعد صيدها، والتي تعرف محليا باسم عملية (تسطيح الأسماك) حيث تقوم المرأة بتجفيف الأسماك وفي الأغلب تكون من أنواع أسماك العومة والبرية (القاشع) في الأماكن المخصصة بذلك، وبعد أن تتم عملية تنظيف وإعداد الأسماك للتجفيف، يتم تجميع الأسماك المجففة في الأكياس المعدة بذلك وتحضر للاستهلاك وقسم منها للبيع في الأسواق المحلية والتصدير الخارجي كما تقوم المرأة بحفظ الأسماك بطرق أخرى كالتمليح والتدخين في عمل يساهم في الاستفادة القصوى من الأسماك وبطريقة اقتصادية.

وتقوم المرأة العاملة بقطاع الثروة السمكية في السلطنة بدور كبير في التصنيع الغذائي ويتضح ذلك من استغلال الأسماك وبعض الثروات البحرية كالرخويات والقشريات والمحاريات في تصنيع منتجات غذائية تشهد إقبالا كبيرا من المستهلكين، وتعمل المرأة في هذا المجال بشكل فردي أو في جماعات عمل، وتبذل جهودا ذاتية في التسويق لتلك المنتجات، وعلى سبيل المثال: يتم تسويق المحار الصخري المعروف محليا باسم "الزوكة" في أسواق محافظة ظفار، ويحظى بإقبال من المستهلكين في ولايات المحافظة وتزداد أهمية التصنيع الغذائي في القطاع السمكي، مع وجود رغبة كبيرة في إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة، وتوفر تطبيقات تكنولوجية حديثة في مجال التصنيع السمكي، وقد نفذت الوزارة عن طريق دوائر التنمية السمكية في الولايات الساحلية عدد من البرامج الإرشادية للمرأة في مجال التصنيع السمكي؛ بهدف نقل المعارف الجديدة والخبرات اللازمة لتطوير مشاريع الإنتاج الغذائي في القطاع السمكي.

وتعتبر المرأة في القطاع السمكي بالسلطنة عنصرا أساسيا في العمل والإنتاجية مثلما هي الحال في العديد من القطاعات الاقتصادية في السلطنة، ومنذ القدم ودور المرأة في قطاع الثروة السمكية يتزايد أهميته سواء بالمساهمة المباشرة في عملية الصيد وتجميع الثروات البحرية المتنوعة في المياه العمانية أو في العمل بالمهن المرتبطة بالقطاع السمكي، وأيضا في العمل في التصنيع الغذائي المرتبط بالأسماك والمنتجات البحرية، ومع وجود عدد من البرامج الإرشادية والتوعوية التي تنفذها الوزارة من اجل تطوير قدرات المرأة العاملة في القطاع السمكي وزيادة كفاءة العمل، فإن المستقبل يبشر بالخير.

تعليق عبر الفيس بوك