"الوطنية للشباب" توقع عقود تنفيذ الأفكار الفائزة بمسابقة "تمكين" لاجتيازها مرحلة الدعم المعرفي

مسقط - الرُّؤية

اختتمَ أصحابُ الأفكار الفائزة بمسابقة تمكين لدعم الأفكار الشبابيّة، أمس، مرحلة الدَّعم المعرفي للشباب ضمن مسابقة "تمكين"؛ حيث تقدم اللجنة الوطنية للشباب الدعم اللازم للفرق الفائزة لتنفيذ الأفكار من خلال محاضرات تدريبية لتطوير مهارات الشباب في إدارة أفكارهم وتنفيذها وتسويقها.

واستمرَّت المحاضرات لستّة أيام قُدِّمت فيها خمس مواد تدريبية ألقاها عدد من المعنيين في كل مجال، وتناول محمد المكتومي من أمانة سر اللجنة تقديم محاضرة تدريبية في اليوم الأول حول كيفية توصيف الفكرة التي يقدمها الفريق الواحد، وفي اليوم الثاني قدم الدكتور سيف الزهيمي من أمانة سر اللجنة مادة تدريبية حول الخطة التشغيلية للفكرة المُقدمة. وفي اليوم الثالث قدم حميد الهنائي -المدرب المعتمد بقسم التدريب والتوعية المهنية في مركز إعداد وتأهيل العاملين بجامعة السلطان قابوس- محاضرة حول المتطلبات اللازمة التي تتحول بها الفكرة إلى مشروع حي، والتي استمرت إلى يوم الأحد من الأسبوع التالي. وتولى حشر المنذري الرئيس التنفيذي لشركة العلامة بتقديم مادة عن توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في التسويق للفكرة، وتناول فايز المعمري المدرب المحترف المعتمد من الأكاديمية العربية الدولية للتدريب والتطوير موضوع تسويق مشاريع الشباب.

وفي ختام المحاضرات التدريبية، وقَّعت اللجنة الوطنية للشباب عقودَ الدعم مع المشاركين وفق بنود اتفق عليها الطرفان، ليتم العمل بعدها على تنفيذ المشاريع. وبلغ عدد الأفكار الفائزة ستة أفكار استهدفت المجالات الأدبية والعلمية والصحية والمهارية والتثقيفية. والأفكار هي: "مسابقة الأحجية" لصاحبها نبراس بن عيسى المحرمي، و"المهارات الحديثة" لصاحبها ميسر بن علي الكمزاري، و"هواة الفلك" لصاحبها مازن بن علي الجلنداني، و"نادي الخطابة" لصاحبتها عائشة بنت علي الحارثية، و"جرين جراين" لصاحبتها زينب بنت عبدالله التوبية، و"أسعف" لصاحبها صالح بن مبارك المطاعني.

وتتمثَّل فكرة "مسابقة الأحجية" في خلق طابق التحدي بين مجموعة من الفرق التي تتنافس فيما بينها عبر مراحل عدة ميدانية تطوعية، حيث يتم احتساب نقاط مجمعة تحصدها الفرق بعد إيجادها مجموعة من الرسائل المشفرة والتي تتطلب تنفيذًا لمحتواها للوصول إلى المرحلة النهائية، الأمر الذي يجعلها أشبه برحلة البحث عن الكنز، إلا أنها تلزم مشاركيها بتنفيذ أعمال تطوعية من أجل الحصول على أجزاء الخريطة مكتملةً. وستطبق الفكرة في محافظة مسقط.

وتتناول فكرة "المهارات الحديثة" عمل جدول تدريبي للباحثين عن عمل والشباب العاملين في القطاع الخاص بمحافظة مسندم، يتم التركيز فيه على الأنشطة في المجالات السياحية لإكساب الشباب مهارات جديدة في سوق العمل وربطهم مع الشركات المحلية العاملة في المجال لخلق فرص حقيقية للجادين منهم بعد فترة التدريب، واستغلال وقت الشباب في وقت الإجازات لاكتساب الخبرات وتوسيع المدارك حول العمل في القطاع الخاص.

أمَّا فكرة "هواة الفلك"، فهي تنفيذ لمخيم في محافظة الداخلية يشمل تدريبًا نظريًّا وعمليًّا في كيفية رصد الكواكب والنجوم ومراقبة السماء فلكيًّا. وسيكون "نادي الخطابة" أول نادٍ شبابي حواري في محافظة الشرقية جنوب يعمل على إكساب الشباب لغة الحوار والمناقشة والمناظرة في قضاياه واحتياجاته ومكنوناته.

وتتحوَّل فكرة "جرين جراين" إلى مشروع تثقيفي علمي بين الشباب مستهدفًا طلاب المدارس والمؤسسات التعليمية ما بعد المدرسة من سكان محافظة الداخلية. أما مبادرة "أسعف"، فهي معنية بغرس ثقافة الإسعافات الأولية بالمجتمع وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة من إصابات ونوبات مرض مفاجئة، وسيتم تطبيقها على الشباب في محافظة شمال الشرقية.

وتعدُّ مسابقة تمكين لدعم الأفكار الشبابية إحدى البرامج التي أطلقتها اللجنة الوطنية للشباب في 2014 بيوم الشباب العماني، وتستهدف الشباب ضمن الفئة العمرية 15-29 سنة، حيث تمكن هذه المسابقة أصحاب الأفكار من تقديم أفضل الأعمال المجتمعية تحت مظلة رسمية تقدم لهم الدعم على كافة الأصعدة، مما يجسد الشراكة بين الشباب العماني ومؤسسات الدولة في تفعيل الحراك المجتمعي.

وقالت زينب بنت عبدالله التوبية: للدعم المقدم من اللجنة النصيب الأكبر في تنويري عن كل ما تحتاجه الفكرة لتكون مشروعًا يمتلك مقومات العمل الناجح، حيث أعطاني الإصرار وكيفية الاستمرارية في نقل محتوى الفكرة لتكون ذا أثر على المجتمع.

وقالت عائشة بنت علي الحارثية: إنَّ المحاضرات ساهمت في إخراج شكل مشروعها ككل، حيث أعدت خططًا تشغيلية وتسويقية للفكرة، مشيرةً إلى أن الجزء التطبيقي في الخطط التشغيلية كانت المعين الأكبر لها كونها التجربة الأولى لها في إعداد المشروع.

أمَّا صالح بن مبارك المطاعني، فأشار إلى التعديلات التي أجراها على فكرته والتي تمثلت في إضافة المتطلبات الإدارية والمالية التي وُجه إليها من خلال الدعم المعرفي، مما يُسهم مساهمة مباشرة في كيفية تنظيم الفكرة والتخطيط لها. وقال مازن بن علي الجلنداني، إنه استطاع توجيه أهداف الفكرة لتصبح أفكارًا محددةً قابلة للقياس.

ويُشار إلى أنَّ هذه الأفكار استوفت معايير القبول الستة للمسابقة، واتسمت جميعها بالإبداع والجِدة، وحققت المرتكزات الرئيسة من يوم الشباب العماني، وهي التمكين والمواطنة والشراكة والابتكار والحوار، كما استوفت شرحًا مفصلاً لنتائج المخرجات المتوقعة منها، فضلاً عن كونها واضحة الأهداف وقابلة للقياس ومحددة بإطار زمني، وذات أثر يستمر لما بعد تنفيذها، وخضعت للتقييم المباشر من لجنة التحكيم بعد مقابلة أصحابها بهدف التحقق من إمكانية تنفيذها واقعيًا. وتُنفذ الأفكار في خمس محافظات، حيث إنها المحافظات التي ينتمي إليها أصحاب الأفكار، والتي سيعملون بأنفسهم على تطبيقها على شباب ولاياتهم ومتابعتها بإشراف مباشر من اللجنة الوطنية للشباب. وتحتضن كلٌّ من مسقط ومسندم والداخلية وشمال الشرقية وجنوب الشرقية البرامج التي تنبثق عن هذه الأفكار.

تعليق عبر الفيس بوك