مؤتمر جراحة الجلوكوما يوصي بالفحص الدوري وبدء العلاج المبكر لمحاصرة مضاعفات المرض

اختتم جلساته بمشاركة 450 مختصا من 50 دولة

< أوراق العمل ركزت على دور الجراحة في علاج الجلوكوما وعلاج الفقاعات المتسربة والعمليات غير النافذة

< المؤتمر استهدف إطلاع المشاركين على جديد طب العيون فيما يتعلق بكيفية تشخيص واكتشاف الجلوكوما

أوْصَى المؤتمرُ الدوليُّ الثامن لجراحة الجلوكوما بالتوعية بأهمية الفحص المبكر والدوري للأشخاص ما فوق سن الأربعين ممن يُعاني ذويهم من أمراض الجلوكوما؛ وذلك لاكتشاف احتمالية الإصابة مبكرا، وبدء العلاج في وقت مُبكر لمنع حدوث مضاعفات المرض، والتقليل من آثاره كنقص النظر والعمى. كما أوْصَى بضرورة علاج مرضى الجلوكوما بالأدوية أو الجراحة حسب مستوى الحالة المرضية الذي وصلت إليه، مع أهمية رفع الوعي لدى مرضى الجلوكوما المعالجين دوائيًّا بأهمية المواظبة على استخدام الأدوية؛ للحفاظ على ضغط مُعتدل للعين، والحيلولة دون حدوث أي مضاعفات قد تُؤثر على مستوى الإبصار. ودعا المؤتمر إلى ضرورة مُواكبة أطباء العيون والمشتغلين بطب العيون لتطورات وجديد علاجات الجلوكوما المتجددة، واكتساب المهارات والخبرات حول التقنيات والأجهزة الحديثة التي تستخدم في علاج الجلوكوما.

مسقط - الرُّؤية

واختتم المؤتمر فعالياته، أمس، بفندق قصر البستان، وسط مشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة؛ حيث شارك فيه أكثر من 450 مشاركا من العاملين في المجال الصحي من 50 دولة، من الأطباء والممرضين، وفنيي البصريات، والباحثين في مجال طب العيون...وغيرهم من المشتغلين بطب العيون.

ونظَّمتْ المؤتمر -الذي استضافته السلطنة لعدة أيام- الرابطة العمانية لطب العيون والجمعية الدولية لجراحة الجلوكوما، واشتمل على جلسات عمل عديدة حفلت بالكثير من أوراق العمل العلمية ناقشت في مجملها مرض الجلوكوما من حيث طرق تشخيصه وعلاجه في مراحله المختلفة، قدَّمها نخبة من المحاضرين الدوليين المتخصصين.

وركَّزتْ جلسات المؤتمر في يومه الأول على مواضيع: دور الجراحة في علاج الجلوكوما، علاج الفقاعات المتسربة، والعمليات غير النافذة. فيما تناولتْ جلسات اليوم الثاني: العلاج الجراحي للجلوكوما الخلقية والأطفال، وزراعة أدوات لتصريف سائل العين، وعلاج ضغط العين، والوقاية من الالتهابات بعد الجراحة وطرق علاجها، وعلاج تسرب السوائل في الحيز فوق المشيمي والنزيف، إضافة إلى كيفية وضع دراسة حول جراحة الجلوكوما وإعداد ورقة عمل عنها.

وتناولتْ جلسات اليوم الختامي للمؤتمر عمليات جهاز الفاكو والعملية الجراحية للجلوكوما، وجراحة جلوكوما الزاوية المغلقة، والتخدير عند جراحة الجلوكوما، وتقنيات استئصال جزء من الشبكة، العلاج بالليزر.

واستهدفَ المؤتمرُ إطلاع المشاركين على جديد طب العيون، خاصة فيما يتعلق بكيفية تشخيص واكتشاف مرض الجلوكوما في مراحله الأولى، وتبادل الخبرات والتجارب مع المشاركين الإقليميين والدوليين، والتعرف على التقنيات الجراحية الجديدة المستخدمة في تشخيص وعلاج الجلوكوما.

رابطة طب العيون

وعلى صعيد آخر، نظَّمتْ الرابطة العمانية لطب العيون، الخميس الماضي، مؤتمرها الدولي في طب العيون بمشاركة أكثر من 300 مشارك من العاملين الصحيين في تخصصات العيون المختلفة من السلطنة وعدد من دول مجلس التعاون، حاضر خلاله مجموعة من المحاضرين المتخصصين من جمهورية ألمانيا الاتحادية.

وناقش المؤتمر -خلال جلساته- مواضيع اختصت بالتصوير الشعاعي للقرنية وجزئها الأمامي، والتصوير الشعاعي المتقدِّم للشبكية، والتصوير الشعاعي لمحجر العين والعصب البصري، علاوة على استعراض جوانب خاصة لتصوير الشبكية لعيون الأطفال.

وأُقيمت بفندق كراون بلازا، الأربعاء الماضي، مجموعة من حلقات العمل المصاحبة للمؤتمر الدولي الثامن لجراحة الجلوكوما؛ ركَّزت على مرض الجلوكوما، وحاضر فيها محاضرون دوليون؛ وشهدت مشاركة فئات طبيبة وطبية مساعدة من مختلف المؤسسات الصحية العامة والخاصة في السلطنة.

وتواصل طوال فترة انعقاد المؤتمر معرض المنتجات الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في علاج أمراض الجلوكوما وجراحاتها المختلفة المصاحب الذي شاركت فيه العديد من الشركات الدولية المتخصصة في انتاج المعدات والأجهزة والتقنيات الطبية العلاجية بمنتجاتها المختلفة، علاوة على المطويات والكتيبات التوعوية. وتم اعتماد 20 ساعة تعليمية من قبل المجلس العماني للتخصصات الطبية للمشاركين في المؤتمر الدولي الثامن لجراحة الجلوكوما والمؤتمر الدولي في طب وجراحة العيون وحلقات العمل المصاحبة.

تطور علاج الجلوكوما

وقال الأستاذ الدكتور مايكل كوت طبيب أكاديمي من جامعة ملبورن بأستراليا، إنَّه شارك في المؤتمر بتسع محاضرات علمية تناولت جميعها مجموعة من الأبحاث المتطورة في مجال الجلوكوما لدى الكبار من حيث الجراحات والأدوية.. موضحا أنَّ علاجات الجلوكوما تطوَّرتْ مقارنة بالسابق، وسنويا هناك تقنيات جديدة تضاف إلى التقنيات السابقة؛ إما مطورة لبعض العلاجات القديمة أو جديدة كليا، وهذا يعود لوسائل التعليم والبحث التي تطورت، إضافة إلى اختراع أجهزة وابتكار تقنيات علاجية جديدة.

وأكَّد الدكتور محمد بن سعيد العبري استشاري أول أمراض وجراحة شبكية العين بمستشفى جامعة السلطان قابوس أمين عام الرابطة العمانية لطب العيون مشرف تدريب طب العيون بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية، على أهمية هذه المؤتمرات للمشاركين من حيث العديد من النواحي؛ أهمها: الاستفادة من خبرات المشاركين الدوليين الذين يتم الاحتكاك بهم والاستماع الى خبراتهم وتجاربهم العلاجية الناجحة، إضافة إلى الاطلاع على التقنيات الحديثة المستخدمة لعلاج أمراض العيون. وأضاف بأنَّ المؤتمر مهم من الناحية التدريبية للمشاركين من الأطباء المتدربين بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية الذين يعد المؤتمر فرصة سانحة لهم للاطلاع عن قرب على جديد طب العيون والاحتكاك والتفاعل مع الخبرات الدولية المشاركة. علاوة على استفادتنا نحن كمنظمين من حيث الناحية التنظيمية للمؤتمرات الدولية. وقال العبري: ارتأينا ألَّا تتكرَّر المواضيع المطروحة في المؤتمرين الدوليين الثامن لجراحة الجلوكوما ومؤتمر الرابطة العمانية لطب العيون؛ لذلك اخترنا أهم المواضيع التي نحن بحاجة لمناقشتها والمتعلقة بأمراض العيون في السلطنة، وارتاينا اختيار تقنية التصوير والتشخيص لأمراض العيون ككل في السلطنة باستخدام أحدث ما توصَّلت إليه تقنيات التصوير التشخيصي عالي الجودة والممكن تطبيقه.

وقالت الدكتورة عائشة البوسعيدية اخصائية نزول أسود بمستشفى جامعة السلطان قابوس: نفخر باستضافة السلطنة لهذا المؤتمر الدولي الهام، ولهذه النخبة من الجراحين وإخصائيي الجلوكوما من مختلف دول العالم ممن لهم باع طويل وخبرة متراكمة في مجال الجلوكوما وعلاجاتها المختلفة. مُعربة عن سعادتها بالمشاركة المحلية الواسعة من أطباء العيون، موضحة أنها شاركت بورقة عمل خلال المؤتمر عن النزول الأسود لدى المرضى والتي حظيت بمناقشات فاعلة من المشاركين.

وأكَّدت البوسعيدية على دور المريض في نجاح العلاج من خلال تعاونه باتباع توجيهات وإرشادات الطبيب حول استخدام الأدوية والمواظبة عليها، إضافة إلى القيام بالفحص المبكر والدوري للأشخاص الجدد والمعالجين سابقا باستمرار؛ للحد من آثار الجلوكوما وتلافي حدوث التليف في العصب البصري الذي يؤدي إلى أثر دائم على مستوى النظر.

تعليق عبر الفيس بوك