حينما تكون قوتك في ضعفك

هيام يونس محمد المعيني*

في أحد صباحات أيلول وأنا جالسة في شرفة غرفتي بالفندق المطل على البحيرة، استمع إلى صوت فيروز الملائكي وعبير القهوة يملأ أرجاء المكان وأمعن النظر في حشائش السافانا الطويلة التي زينت أطراف البحيرة.

فإذا بريح باردة تهب على المكان، مددت يدي إلى الشال الملقى بجانب الكرسي ولففت به نفسي وأنا عيني لا تزال مسمرة على حشائش السافانا الطويلة تتراقص أمام عيني في حركتها مع الرياح .

زادت قوة الرياح لدرجة أنّ الحشائش أصبحت تنبطح في تمايلها وإذا ما خفت الرياح رجعت الحشائش الطويلة واقفة مزهوة بطولها، وما بين الانبطاح والوقوف أرى جمال الطبيعة وهي تعلمنا كيف أنّ المرونة هي سر الطبيعة في العيش والاستمراية وأنّ الصلابة والتشدد هو ما يكسرنا.. حالنا حال الشجر.

في الطبيعة نرى مرونة وتمايل حشائش السافانا في وجه الرياح العاتية الشديدة، عودها لين فيستجيب لمجرى الرياح، أمّا الأشجار الصلبة الثابتة التي لا تتحرك نراها أمام الرياح العاتية الشديدة تقتلع.

هكذا حالنا نحن البشر، من كان ليّنًا مرنًا فإنّه سينحني ويميل أمام الصعاب والتحديّات ورياح الحياة العاتيّة، أمّا من كان متصلبًا ومتشددًا فإنّه ليس لديه خيار سوى أن يكسر. هذا قانون الطبيعة وأنت تقرر ماذا تريد أن تكون.

ليس دائما قوتنا تكمن في شدتنا وصلابتنا؛ فالقوة قد تكمن في ضعفنا وليننا.

*مدربة في تنمية الموارد البشرية

تعليق عبر الفيس بوك