معهد تطوير الكفاءات بديوان البلاط السلطاني ينظم برنامجا معرفيا في نزوى وعبري

ترجمة للأوامر السامية بزراعة مليون نخلة في مختلف ربوع السلطنة

عبد اللطيف: ندوة لمناقشة المرئيات وتحديات المشروع بمشاركة خبراء من كافة التخصصات

المعمري: حجم الإنجاز في المشروع مشرف في ظل استخدام التقنيات الحديثة في العمل

المديلوي: مشروع وطني كبير يرفد البلد بفوائد عديدة ويحافظ على موروث آبائنا وأجدادنا

مسقط - سلطان بن عبد الله الشكيلي

نظم معهد تطوير الكفاءات بديوان البلاط السلطاني مؤخرًا، بالتعاون مع المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة، برنامجا معرفيا متكاملا في ولايتي نزوى وعبري استمر لثلاثة أيام، وذلك استكمالا وترجمة للأوامر السامية لجلالة السلطان قابوس المعظم حول زراعة المليون نخلة في ربوع محافظات السلطنة وبتوجيهات من معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني. واشتمل البرنامج على عدد من المحاضرات المعرفية والتعليمية وجلسات نقاشية وزيارات ميدانية لمجموعة من المزارع التي تتبع المشروع في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، وشارك في البرنامج شريحة كبيرة من أصحاب السعادة ومديري العموم وعدد من المسؤولين والمهندسين والأخصائيين من موظفي ديوان البلاط السلطاني.

وقال سعادة حسين علي عبد اللطيف مستشار بديوان البلاط السلطاني إن البرنامج المعرفي الذي نفذ نجح بامتياز في كون أنّه ربط في منهجيته بين النظري والعملي، كما أعطانا فرصة حقيقية للاطلاع والوقوف على مشروع المليون نخلة كيف بدأ وإلى أين وصل، وحضرنا ندوة نقاش مفتوحة نوقشت فيها المرئيات والتحديات ونوقشت بصراحة أكبر الأسباب التي تحد من التغلب على تلك الصعوبات، وقد شارك في النقاش كافة الشرائح الموجودة من مختلف التخصصات دون استثناء باعتبارهم شركاء حقيقيين بهدف واحد من أجل السعي في تحقيق المصلحة العامة للبلد بشكل عام ونجاح مشروع زراعة المليون نخلة في السلطنة بشكل خاص فالمشروع جاء بأوامر سامية من لدن مولانا جلالة السلطان المعظم.

وأشار سعادة حسين عبد اللطيف إلى تقديم عدد كبير من المقترحات الواضحة تماما حول كيفية مواجهة هذه التحديات والعمل على حلها والمضي قدماً فيما رسم له وخطط من أجله للمشروع مستقبلا.

إنجاز مشرف

وقال الشيخ الدكتور محمد بن سالم المعمري مستشار قانوني بمكتب معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني إن الاطلاع على مراحل المشروع ونشأته وتطوراته كان مشرفا بحجم الإنجاز الحالي مع استخدام التقنيات والوسائل الحديثة التي أعطت المشروع جمالية تبهر الناظر بما شاهدناه في المزارع التي تتبع المشروع ، ومزعة عبري النموذجية كان خير دليل للعمل الجاد والرؤية الصحيحة لإستكمال التوجيهات السامية بزراعة المليون نخلة واستغلالها الاستغلال الأمثل فهي مكسب للوطن على مختلف الأصعده سواء من حيث العمالة والاستثمار الاقتصادي والتجاري والسياحي والتعليمي والتنموي للبلد وللمواطن.

وأوضح محمد بن علي المديلوي مستشار الشؤون الفنية بديوان البلاط السلطاني أن المشروع وطني وكبير يرفد البلد بفوائد عديدة ويحافظ على النخلة وهي موروث آبائنا وأجدادنا مع تنمية وانتعاش لاقتصاد الوطن باستخدام التقنيات الحديثة والأنظمة العالية الجودة للخروج بأصناف تنمو خالية من أغلب الأمراض أو المعوقات التي قد تصيب النخلة عموماً.

وقال الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة إنّ المشروع أصبح واقعاً ملموسًا على الطبيعة العمانية وبإمكان أيّ شخص لمن أراد الاطلاع على المشروع زيارته سواء كانوا طلبة المدارس أو المواطنين أو السياح أو الباحثين فكل البيانات والإحصائيات مدونة لدينا ونحن نعمل من أجل التوعية واستفادة الجميع من خبرات العاملين والمهندسين العمانيين في المشروع حول الأساليب الحديثة المتبعة من حفر الآبار ومحطات الضخ وأنظمة الري والخزانات والتنظيم والزراعة والتقليم والرش وغيرها من هذه الوسائل المنفذة بالطرق العلمية الحديثة، وتتسع هذه المزارع لأكثر من 10 آلاف نخلة و50 ألف نخلة ومزارع أخرى تتسع لمائة ألف نخلة، كما نأخذ الفسائل من مصدرين أساسيين هما من مزارع المواطنين ومن مختبر الزراعة النسيجية، ونعمل جنباً إلى جنب مع جميع الجهات ذات العلاقة لاستكمال الأوامر السامية ووضعها موضع التنفيذ في زراعة المليون نخلة لتمثل إضافة حقيقية للبلد وللرقم الموجود حاليًا الذي يقارب 8 ملايين نخلة في السلطنة مملوكة للمواطنين حسب الإحصائيات من الجهات ذات الاختصاص.

محاضرات وعروض مرئية

واشتمل البرنامج على تنوع من الكم المعرفي النظري والميداني وافتتح في يومه الأول فور وصول جميع المشاركين بمحاضرة نظرية غنية بالعروض التعريفية وعروض مرئية قدمت للمشاركين وعرج فيها على أغلب مراحل تنفيذ المشروع من التنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة ودراسة التربة والأراضي الصالحة والأحواض المائية القريبة من هذه الأراضي والوسائل العلمية الحديثة المستخدمة سواء في الرعي أو الاعتناء ومتابعة النخلة منذ ما قبل نشأتها الأولى والصعوبات والتحديات التي واجهتهم وصولا بالمراحل المتقدمة من المشروع في المزارع الإحدى عشرة المتوزعة في 6 محافظات في السلطنة وهي متوزعة في محافظة البريمي ومحافظة ظفار ومحافظة الداخلية ومحافظة الظاهرة ومحافظتي شمال وجنوب الشرقية التي ينفذ فيها المشروع حاليا.

وفي اليوم التالي انطلق المشاركون من موقع الإقامة في ولاية نزوى وصولا لولاية عبري وزاروا 3 مزارع تتبع مشروع المليون نخلة وهي الصفا والوجن ومزرعة عبري النموذجية اطلعوا من خلال الكفاءات العمانية الشابة من المهندسين العاملين في المشروع على أبرز البيانات والمعلومات المهمة عن النخلة والأصناف العمانية المختلفة والمشهورة، وآلية العمل الدقيق الموزع بالطرق العلمية الحديثة، ومشاركة المختصين من الجهات المتعاونة في المجال ذات الاختصاص المشترك والمجتمع المحلي في المنطقة ، كما نفذوا محاضرة نظرية طرحت تصورات مستقبلية واستثمارية وسياحية واقتصادية للمشروع، وعرض مرئي ثلاثي الأبعاد يناقش تصور جميل للمباني التي ستنفذ في المشروع كالمختبر ومبنى تصنيع التمور ذات الجودة العالية والعالمية.

وأقيمت في اليوم الثالث والأخير من البرنامج المعرفي العلمي لمشروع زراعة المليون نخلة بمقر الإقامة في نزوى جلسة نقاشية مفتوحة أدارها الدكتور خميس التوبي المكلف بأعمال مدير عام معهد تطوير الكفاءات حول أهم النتائج والتحديات والمعوقات للمشروع، واتسمت الجلسة النقاشية بالعصف الذهني المثري والمليء بالأفكار الواعية والمدركة بأهمية المشروع الوطني البارز على مختلف الأنشطة والمجالات واستمرت الجلسة لساعات طويلة شارك في مناقشة هذه الاقتراحات والحلول أصحاب السعادة ومديري العموم وجميع الموظفين المتواجدين من مختلف تخصصاتهم واختصاصاتهم الوظيفية بديوان البلاط السلطاني، وخلصت الجلسة النقاشية إلى مجموعة من التوصيات التي من المؤمل أن تساهم في تمكين المشروع من تحقيق الأهداف المستقبلية حسب الأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه-.

تعليق عبر الفيس بوك