ليلة عمانية إيطالية تنسج روائع الأعمال التراثية والكلاسيكية بتنظيم من السفارة الإيطالية و"هواة العود"

مسقط - الرؤية

أقيمت مساء أمس على مسرح متحف بيت الزبير وتحت رعاية سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث، الأمسية الموسيقية المشتركة التي شارك فيها كل من فرقة كوانتاتو أ"نوموس" من معهد باليرمو الموسيقي الإيطالي وأعضاء من الجمعية العمانية لهواة العود والتي نظمتها السفارة الإيطالية بالتعاون مع الجمعية العمانية لهواة العود وبيت الزبير وحضرها عدد من أصحاب السعادة السفراء وعدد من المهتمين بالموسيقى ومتذوقي الفن العربي والعالمي.

وبدأت الأمسية بكلمة ألقتها سعادة باولا آماداي سفيرة إيطاليا لدى سلطنة عمان تحدثت عن أهمية هذه الأمسية المشتركة بين العازفين الإيطاليين والعمانيين الذي تتجلى أوجه الشبه بينهما في الموسيقى فهما عالمان مختلفان يلتقيان ويندمجان من خلال رصيد موسيقي شعبي تتجذر فيه منذ القدم آلات الماندولين الإيطالي والعود العربي والجيتار.

وقالت: في هذه الأمسية ستترجم نغمات الموسيقى وألحانها من خلال الجمع بين الآلات الوترية الأوروبية كالماندولين والجيتار مع آلة العود الشرقية في سياق موسيقى تقليدي عماني يمكن أن يعتبر حواراً نادرا للغاية ومهما بين الثقافات الذي نهدف من خلاله الى توحيدها في توليفه موسيقية رائعة تضيف حسا فنيا مختلفا ومغايرا، خاصةً فهناك بعض المختارات المهمة الشهيرة من الأوبرا الغنائية الإيطالية ومقطوعات عمانية تقليدية معروفة.

وانقسمت الأمسية إلى جزئين الأول: الموسيقى الكلاسيكية والتقليدية فكان استهلالاً له حس خاص بدأتها الفرقة الإيطالية المكونه من (رافاييلو بولارا على آلة المندولين، ومارو شمبري على آلة الموندلين وماندولا، وفلافيو دامبرا على آلة الجيتار، ودجوفاني غونفلوني على آلة الجيتار، وأندريا شيميه على آلة الكونترباص) فعزفوا مقطوعات لمؤلفين إيطاليين عالمين ومشهورين تناغمت فيها آلاتهم الوترية مع اللحن التقليدي الإيطالي فعزفوا مقطوعة (لا دانتسا) لمؤلفها دجواكينو روسيني (1792- 1868)، ومقطوعة (لا ترافياتا) لمؤلفها دجوزيبه فيردي (1813- 1901) و إل باربييريه دي سيفيليا لمؤلفها دجواكينو روسيني، في حين تناغمت الآلات الوترية مع آلة العود والإيقاع الشرقي في وصلة موسيقية لتنويعات من التراث العماني قدمها أعضاء الجمعية وهم (طاهرة البلوشية وناصر الكندي على آلة الكمان وأحمد السيابي على آلة الإيقاع ووهب الضنكي على آلة القانون ونبراس الملاهي على آلة العود) إضافة إلى آلتي الجيتار والموندلين من الفريق الإيطالي فتداخلت الآلات في عزف الفنون العمانية الأصيلة فداعبت الآلات الغربية الحس الشرقي الايقاعي وقدمو الوصلة التراثية لفن النانا وفن الطنبورة بانسجام تام تداخلت فيها آلة العود والكمان والموندلين والجيتار وقام كل عازف باستعراض آلته بشكل ارتجالي بمصاحبة فن الطنبورة، وأنهى العازفون الإيطاليين الجزء الأول من الأمسية بعزف المقطوعة الإيطالية (فيسوفيلنا) لمؤلفها الإيطالي المشهور سلفتوريه الو.

وجاء الجزء الثاني من الأمسية بمزيج حديث من المقطوعات المعاصرة لعدد من المؤلفين الإيطاليين والعرب، واستهلها ضيف الشرف الفنان العراقي المعروف منير البشير فداعبت يداه أوتار عوده في عزف منفرد تناغم اللحن مع وتر العود في شجون وسكون فعزف مقطوعة (الحب والسلام) من تأليف والده الراحل الكبير منير البشير، في حين قدمت الفرقة الإيطالية مع عازين عمانين على آلة الكمان والايقاع في تداخل فريد للآلات الوترية مع الإيقاع الشرقي فعزفوا مقطوعة (آني مي ميجرانتي) ومقطوعة (بالو إن ماسكارا) لمؤلفها رافاييلو بولارا.

وتتابعت المقطوعات في اندماج جميل ما بين الآلات الوترية والإيقاع من خلال مقطوعة (فويمينا ريدنس) لمؤلفها ماريو انكودينه ورافاييله بولارا ، ومقطوعة (نووفو تشينما باراديسو) من تأليف إنيو موريكوني، في حين تعايش الجمهور أجواء أوبرالية من خلال العزف المشترك مع جميع الآلات لمقطوعة (تشاردس) لمؤلفها فيتوريو مونتي، وأختتمت الأمسية بمقطوعة (لونجا عُريب) لمؤلفها العماني فتحي محسن فكان ختاما لأمسية أبحرت في فضاء الحضارات الأوروبية والعربية وسطرت الآلات الوترية الأوروبية مع آلة العود فنسجت ثقافة فنية من خلال النغم واللحن الموسيقي التي صاغت أنامل من ثقافتين مختلفتين أبدعت في تقديمها.

وتحدثت سفيرة إيطاليا لدى السلطنة سعادة باولا آماداي، وقالت إن حفل "أصوات من إيطاليا وعمان" هو نتيجة للتعاون الذي روجت إليه بين معهد باليرمو للموسيقى، الذي هو واحد من أقدم أكاديميات الموسيقى الإيطالية والجمعية العمانية لهواة العود، الذي نعتبره نقطة انطلاق لتعاون فني أوثق بين الموسيقيين الإيطاليين والعمانيين الذين يتشاركون ليس فقط الحب الحقيقي للموسيقى والتراث الثقافي والفني، بل أيضا رغبة قوية لمشاطرتنا نحن الايطاليون بعض الألحان والإيقاعات المميزة لفنونهم الموسيقية التقليدية في روح من اللقاء والتبادل الذين يشكلان في الواقع التعاون الثنائي الخصب بين البلدين، آمله سعادتها أن يسهم هذا الحفل الأول على جعل التراث الموسيقي الكلاسيكي الإيطالي معروفا أكثر في عمان، ولاسيما آلة الجيتار الصوتي وآلة المندولين، وفي الوقت نفسه الترويج للموسيقى التقليدية العمانية في إيطاليا، خصوصا تلك التي تنبعث من العود.

كما تحدث فتحي بن محسن البلوشي مدير الجمعية العمانية لهواة العود أن هذه المشاركة تأتي ضمن حلقات العمل المشتركة مع الفرق العالمية التي تزور السلطنة وجاءت هذه المشاركة بدعوة من السفارة الإيطالية بالسلطنة وبمباركة من وزارة الخارجية لاحتضان أمسية موسيقية لإحياء تراث البلدين العماني والإيطالي وتقديم مقطوعات عالمية ومقطوعات كلاسيكية ، ونحن رحبنا بهذه الدعوة خاصة وتضم الفرقة الإيطالية من محترفي العزف الكلاسيكي والشعبي الإيطالي وهم يشاركون بآلات مختلفة مثل آلة الماندولين وآلة الموندولا وهو شبيه بآلة العود الذي نعتبره جانب مهم في تجانس آلة العود بشبيهاتها ومع آلات موسيقية غربية مثل الجيتار والكونترباس إضافة إلى تبادل الخبرات ما بين أعضاء الجمعية المشاركين والايطالين والتعرف عن قرب على تجارب كلا الفريقين الفنية والموسيقية واكتساب الجديد والمعاصر من مؤلفات عالمية ومعروفة.

تعليق عبر الفيس بوك