السعيدي يرعى افتتاح برنامج المشاورة التقنية الإقليمية بشأن سلامة المرضى

مسقط - الرؤية

تصوير/ خميس السعيدي

رعى معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة، صباح أمس الإثنين افتتاح برنامج "المشاورة التقنية الإقليمية بشأن أفضل الممارسات في مجال سلامة المرضى وجودة رعايتهم في مناطق أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي"، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة وممثلي المؤسسات والوكالات الدولية المتخصصة في مجال سلامة المرضى وجودة رعايتهم، والذي تنظمه وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وحكومة اليابان ومستشفى جامعة السلطان قابوس وديوان البلاط السلطاني والخدمات الطبية بشرطة عُمان السلطانية ومجلس عُمان للاختصاصات الطبية، وذلك بنادي الواحات بالعذيبة على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة 50 مشاركاً من عشرين دولة كاليابان ومصر والأردن وإيطاليا وسنغافورة والمغرب، وعدد من مسؤولي الوزارة من مختلف المؤسسات الصحية داخل السلطنة.

ويهدف برنامج المشاورة الإقليمية إلى توفير منصة للحوار وتبادل المعلومات بين البلدان المشاركة بشأن أفضل المبادرات المحلية في مجال الوقاية من الضرر المتعلق بالرعاية الصحية، واستخدام أحدث البيانات المُستمدة من الخبرات العالمية ومعرفة كيفية القيام بتحسين الجودة وسلامة المرضى والتعريف بآليات الرصد والتحليل، واطلاع العاملين في مختلف المؤسسات الصحية في السلطنة على أفضل الممارسات التي تُساعد على تحسين جودة الخدمات الصحية وبالتالي سلامة المرضى والعاملين في تلك المؤسسات.

وفي بداية برنامج الافتتاح ألقى الدكتور أحمد بن سالم المنظري مدير عام مركز ضمان الجودة بوزارة الصحة كلمة جاء فيها: لقد شهد قطاع الخدمات الصحية في السلطنة خلال السنوات الأخيرة تغيرات جذرية على جميع المستويات والتي تمثلت في ازدياد عدد المترددين على المؤسسات الصحية وتغير نمط الأمراض من الأمراض المُعدية الى الأمراض غير المعدية والتي يطلق عليها أمراض العصر كأمراض القلب والسكري والشرايين، كما شهد القطاع قفزة نوعية وكمية في مستوى الخدمات التي يُقدمها ويعزى ذلك إلى عدة أسباب منها إدخال العديد من الأجهزة التشخيصية والعلاجية المتطورة وكذلك اكتشاف عدد من الأدوية الحديثة وازدياد وعي ومعرفة ومهارة العاملين بالقطاع الصحي بمختلف مستوياتهم.

وأضاف: تماشياً مع متطلبات أنظمة ضمان وضبط الجودة، فقد عملت المؤسسات الصحية في السلطنة على تحسين مستوى سلامة المرضى خلال الحصول على الخدمة الصحية في جميع مراحل تقديمها، كما قامت وزارة الصحة والمؤسسات الصحية الحكومية والخاصة بالسلطنة بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات العالمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية برسم سياسات وخطط وتدخلات صحية في مختلف المجالات ذات أهداف محددة تعمل على نحو تكاملي وتُسهم في تحسين تقديم الخدمات الصحية، وكما هو معروف فإنّ سلامة الخدمة الصحية ترتكز على عدة أوجه، من أهمها التدريب والتأهيل المستمر لمقدمي الخدمة الصحية فيما يخص أفضل الممارسات في مجال جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى.

واختتم المنظري كلمته بالتأكيد على أنّه سيتم التوصل إلى اتفاق من أجل تشكيل شبكة عالمية تعنى بالمشاركة في أفضل الطرق لرصد مستويات سلامة المرضى وجودة الخدمات الصحية، وكذلك المشاركة في أفضل الممارسات في مجال سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية بما يلائم الواقع المحلي.

كما ألقى الدكتور سمين صديقي كلمة نيابة عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق المتوسط أشار فيها إلى أنّ هذه المشاورة تهدف إلى تعزيز تبادل المعارف والخبرات بين البلدان من جميع الأقاليم، مبيناً أنّ سلامة المرضى تمثل بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية مبدأ من المبادئ الأساسية للرعاية الصحية، وقد قام عدد من البلدان بإجراء دراسات أوضحت أن أعداداً كبيرة من المرضى يتعرضون للأذى بسبب حصولهم على الرعاية الصحية، كما أجريت دراسات رائدة في ستة بلدان بإقليم شرق المتوسط لتقييم معدل انتشار الأحداث الضارة بالبلدان النامية، حيث أظهرت هذه الدراسة أن 18% من حالات الاحتجاز بالمستشفيات ارتبطت بأذى لحق بالمرضى نتيجة التدخلات الطبية، وسلامة المرضى تعمل على الحد من مخاطر الأذى المرتبط بالرعاية الصحية، حيث تتطلب طيفاً واسعاً من الإجراءات تشمل مكافحة العدوى والاستخدام المأمون للأدوية والمعدات، مؤكداً أن سلامة المرضى تعتبر عنصرا مهما من العناصر الحاسمة للرعاية الصحية ذات الجودة.

وأضاف: لقد أطلق المكتب الإقليمي لشرق المتوسط عام 2010 مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى التي تتضمن مجموعة من المعايير المسندة بالبينات التي تستهدف على وجه التحديد مجالات سلامة المرضى وتوافر إطار تستطيع من خلاله المستشفيات تقديم رعاية أكثر أماناً للمرضى، وهذا ما قامت به السلطنة في خمس مستشفيات تهتم بسلامة المرضى وتحسين الجودة في مجال الرعاية الأولية.

بعد ذلك ألقى الدكتور شنتن ساكوراي من وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية باليابان كلمة قال فيها: تعد سلامة المرض من الأمور الهامة التي تستقطب اهتمام العالم من حولنا وذلك لأجل نجاح نظام الرعاية الصحية في تحقيق رضى المريض، كما تدعم اليابان التحالف العالمي التابع لمنظمة الصحة العالمية مادياً وجوهرياً منذ تأسسيه عام 2006، كاشفاً عن أن اليابان ستستضيف المؤتمر الدولي الـ 33 حول جودة وسلامة الرعاية الصحية وذلك في شهر أكتوبر من العام الجاري.

كما تضمن برنامج الافتتاح محاضرات عدة، حيث ألقى الدكتور أحمد بن سالم المنظري محاضرة حول تجربة مستشفى نزوى المرجعي بخصوص الزيارات الميدانية للإدارة العليا للمستشفى ودورها في تعزيز سلامة المرضى، وقدم عرضاً آخر حول تجربة محافظة الداخلية والمتعلق بإنشاء نظام إدارة الجودة وسلامة المرضى، وكذلك عرض تجربة وزارة الصحة حول نظام تسجيل الأحداث الضارة والتي قد تحدث في المؤسسات الصحية ومدى الاستفادة من ذلك السجل القيم في تحسين جودة الخدمات وسلامة المرضى.

وسوف تسلط المحاضرات على مدار ثلاثة أيام الضوء على أفضل الطرق والممارسات من أجل تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية ومأمونية مرتفعة.

الجدير بالذكر أنّ عقد هذه المشاورة في السلطنة جاء كخطوة قامت بها وزارة الصحة في إطار الخطة الخمسية التاسعة للمديرية العامة لمركز ضمان الجودة، وإيماناً منهم بالدور الذي تلعبه السلطنة في مختلف المجالات ومنها المجال الصحي والتزام المؤسسات الصحية بمبدأ التطوير المستمر لجودة الخدمات الصحية.

تعليق عبر الفيس بوك