مشاركون: مهرجان مسقط نافذة مفتوحة للتعريف بالتراث العماني التليد الممزوج بالمعاصرة والحداثة في قالب ترفيهي وتثقيفي جذاب

شهود إثبات على نجاح مسيرة المحفل السنوي

مسقط - راشد البلوشي

تصوير/ سامي الوهيبي

أجمع مشاركون في مهرجان مسقط 2016 على أنّ المهرجان يُمثل نافذة مفتوحة للتعريف بالتراث العُماني التليد الممزوج بالمعاصرة والحداثة في قالب ترفيهي وتثقيفي شيق.

وأكد المشاركون نجاح مسيرة مهرجان مسقط منذ انطلاقته الأولى وحتى نسخة هذا العام، بفضل جهود القائمين عليه، الذين حققوا الأهداف التي رسمت لجميع الفعاليات، مشيرين إلى النتائج الإيجابية والعوائد الاقتصادية التي يُحققها المهرجان كل عام.

وقال محمد بن راشد المشرفي من ولاية قريات وشارك في القرية التراثية إنّه يشارك في المهرجان منذ أكثر من 10 سنوات من خلال طريقة زفانة الحبال المستخرجة من سعف النخيل، بعد أن يمر بعدة مراحل بدءًا من استخراجه من النخلة إلى الصناعات السعفية.

وقال محمد المشرفي إنه يشارك في مهرجان مسقط منذ عشر سنوات، عندما كانت القرية التراثية تقام في حديقة القرم ولم ينقطع منذ ذلك التاريخ، لافتاً إلى أن استمرار مشاركاته في القرية دليل على نجاح المهرجان وتوجه القائمين على أن إحياء التراث العماني في مقدمة أولوياتهم، حيث يقدمون للعالم والزوار الموروث العماني في أبهى حلة.

وقال سعيد بن ناصر المصلحي من ولاية الحمراء صاحب معصرة لقصب السكر: :أحرص على المشاركة في مهرجان مسقط لأقدم للأبناء والأحفاد كيفية عصر قصب السكر بالطريقة القديمة ومقارنتها بالطريقة الحديثة وأجد الإقبال على مهنتي من قبل بعض الشباب". وأكد المصلحي أن مثل هذه المهرجانات ذات الطابع التراثي تسهم بدور إيجابي في تميز وإبراز الحرف القديمة وإحياء شعبيتها، ليتعلمها الأبناء.

ويتذكر سالم بن حمد الشكيلي مشاركته في مهرجان مسقط حينما كان في حديقة القرم الطبيعية، فيقول "في أول مشاركاتي بالمهرجان تذكرت أيام شبابي، حينما كنت أساعد والدي في صناعة مطعم الأغنام من جذوع النخيل، بعدها تحولت تلك المهنة إليّ، وأصبحت جزءًا من حياتي اليوم". وأضاف أن مهرجان مسقط يوفر مساحة كبيرة ومناخاً رائعاً لإحياء المهن التراثية، فالسنوات تمضي ونحن نشهد أيام المهرجان كل عام في حلة جديدة وبوجوه متألقة، ونحن شهود إثبات على نجاح مهرجان مسقط.

صناعة الحبال

ويعيدنا خلفان بن سالم التمتمي من ولاية قريات إلى العام 2007، فيقول: "برغم اختلاف المكان وتميزه عن سابقه إلا أن القرية التراثية ظلت شاهدة على نجاح القائمين على تنظيم المهرجان، فمنذ عام 2007 ونحن نشهد الكثير من التغير والتجديد في مهرجان مسقط، حيث شاركت في عدد من مواقع المهرجان، منها في حديقة القرم الطبيعية وكذلك قريات إلى حديقة النسيم وغيرها، وكان الهدف من تلك المشاركة مع زملائي من أصحاب المهن التقليدية يتمثل في المحافظة على أصالة الموروث العماني وتعريف الأجيال الجديدة به، ومحاولة الحفاظ على مهن الأجداد. ويؤكد التمتمي حرصه على شراء منتجات المرأة العمانية من المطبخ العماني بعدما ينتهي من عمله، حيث يشتري لأسرته منتجات النساء في ركن المأكولات العمانية في القرية التراثية.

وقال علي بن سعيد الهاشمي من ولاية بهلا إنّ مهنته تتطلب الكثير من الجهد، فخلال 12عاما بمهرجان مسقط يواصل الهاشمي حرصه على المشاركة في كل عام، مؤكدا أن مرور الأعوام الواحد تلو الآخر يبرز نجاح المحفل السنوي. وأضاف: "أصبحت ممن يحبون المشاركة في المهرجان رغم كبر سني، إلا أنني أرغب في تعريف الزائر بمهنتي التي أعمل فيها وأسرد إلى الأبناء من الشباب تفاصيل مهنة أجدادهم".

صاحبة أكبر مشاركة

وقالت نصرا بن علي الغزيلية (صاحبة أكبر مشاركة في مهرجان مسقط) إنها تشارك في المهرجان منذ سنواته الأولى، عندما كان يقام في حديقة القرم، مشيرة إلى أن المهرجان يشهد تطورا وتحديثا كل عام، حتى أصبحت القرية التراثية اليوم تستقطب معظم الحرف التقليدية والموروثات الشعبية، بما في ذلك الأهازيج والرزحات، وكانت القرية التراثية في حديقة القرم أكثر زوارا وحركة نظرًا لقربها من مركز المدينة. وأضافت: "مشاركاتي مستمرة منذ انطلاق النسخة الأولى من المهرجان، حيث امتلك متحفا متكاملاً أقوم بعرضه على الزوار، ولدي نقود معدنية يصل عمرها إلى 500 سنة، بجانب الفخاريات التي تصل أعمارها إلى أكثر من 200 سنة، بالإضافة إلى حلي وملابس نسائية قديمة احتفظ بها".

وتمضي الغزيلية قائلة: "أحلم بان يكون لدي منزل صغير أضع فيه مقتنياتي التراثية فهي لا تقدر بثمن، وبعض منها جرفه أعصارا جونو وفيت ولم يتبق منها سوى القليل، وأسعى جاهدة للبحث عن مقتنيات تراثية لشرائها ولو كلفتني مبالغ كبيرة.

وتستطرد الغزيلية حديثها عن ذكريات المهرجان، قائلة: "عندما يتواصل معي المسؤول عن تنظيم المهرجان لا أتوانى في المشاركة، فهي فرصتي لعرض مقتنياتي وأن اطلع الزوار على متحفي الصغير، فالمهرجان يعد فرصة سانحة للجميع لعرض كل ما لديه من منتجات سواء للبيع أو للعرض".

وتابعت الغزيلية: "اتكبد السفر من قريات إلى مسقط حاملة معي مقتنياتي معتنية بها خوفاً من الضياع، مقابل مبلغ رمزي لا يكفي لشراء إحدى التحف التي اشتريها إلا أن المشاركة هي هدفي". وتختتم نصرا الغزيلية حديثها حول المهرجان، فتقول: "لقد حقق المهرجان أهدافًا، وسعى منذ إقامته إلى توصيل رسالة ثقافية اقتصادية تراثية عن السلطنة وإبرازها على مستوى العالم عبر وسائل الإعلام، وأتمنى مواصلة النجاح خلال السنوات المقبلة، وأن نكون شهود عيان على نجاحه".

تعليق عبر الفيس بوك