المشرف العام للقرية التراثية: 300 مشارك بالفعاليات من مختلف البيئات يسردون تاريخ عمان التليد

مسقط - عبدالله الرحبي

أكّد حسن بن علي البلوشي مساعد رئيس لجنة الفعاليات حديقة العامرات والمشرف على القرية التراثية أن إدارة المهرجان تحرص كل عام على تجديد وتحديث فعاليات القرية، مشيرا إلى أنّ من أبرز الإضافات توسعة البيئة البحريّة، حيث يشعر الزائر أنّه يعيش لحظات متنوعة على أحد السواحل العمانية ما بين صياد وربان، وصانع للأدوات التي يستخدمها البحار العماني.

وقال إنّ البيئة البحرية تتضمن سفينة عملاقة بأشرعتها الشامخة متوسطة ميدان البيئة البحرية، ويتواجد حولها خمسة من البحارة الذين يرتبطون برباط وثيق مع الحياة البحرية، ولهم خبرة بالأسفار. وأضاف أنّه في الجانب الآخر من البيئة، يوجد البحارة الذين يمارسون بعض المشغولات البحرية؛ كصناعة شباك الصيد التقليدية وصناعة والقوارب المستخدمة في الصيد قديما مثل "الشاشة"، والسفن التي كان يستخدمها البحارة العمانيون للتجارة. وأشار إلى أنّ من بين الأدوات التي كان يستخدمها البحارة بعض المقتنيات مثل الخرائط وأداة الكمال والتي تحدد الرحلة ومسارها واتجاهات الإبحار، كما تبرز سفينة الخنجة ذات التاريخ الضارب في القدم، والتي تعد من السفن القديمة، خاصة في المنطقة الشرقية بولاية صور. وتابع أنّ من بين الفعاليات المسرح التراثي، والذي تستغله هذا العام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لبث برامج إذاعية على القناة العامة وعلى الشباب وعلى الإذاعات الناطقة باللغة الإنجليزية، كما يتواجد في منتصف القرية التراثية استديو البرنامج التفزيوني "هلا مسقط"، والذي يبث مباشرة على قناة تلفزيون عمان ويحظى بمتابعة كبيرة سواء من داخل السلطنة ومن خارجها.

وأوضح رئيس الفعاليات بالقرية التراثية أنّ التجديد يتأصل كل عام في ديكورات القرية بطابع معماري فريد، مشيرًا الى أنّ كل زاوية من زوايا القرية تعكس التاريخ العماني، وفي كل زاوية صور تحكي الماضي التليد وتسرد حياة الأجداد، كما أن كل صورة تتضمن قصة تسرد إصرار العماني وعزيمته وعشقه لماضيه وحاضره. وبين أنه من خلال هذه الصور يتعرف الجيل الجديد على حياة أجدادهم والمهن التي كانوا يمارسونها، لافتا إلى أنّه في جناح الصناعات الحرفية يجود هذا الجناح بمجموعة من الحرفيين وهم يداعبون حرفتهم بكل مهارة وإتقان، ومن خلالها يتعرّف الزائر على أبرز هذه الصناعات؛ كصناعة الأبواب والمناديس وغزل النسيج والشمل وصناعة الفضيات والحلي وتقطير ماء الورد وصناعة البخور وخامات الجريد وصناعة الحصر والسعفيات وغيرها من الحرف التي تمثل واقع التراث العماني.

وأوضح أنّ عدد الحرفيين المتواجدين بالقرية يبلغ 300 مشارك من مختلف محافظات السلطنة من نساء ورجال، إذ أنّ كل البيئات حاضرة، ويمكن للزائر أن يلحظ المرأة الحرفية، منوها بأنّ القرية التراثية تمثل مقصد الزوار من العمانيين والمقيمين والسيّاح، حيث يستمتعون بقراءة التاريخ العماني في أجواء معطرة بروائح البخور واللبان والمأكولات الشعبية واللوحات الغنائيّة الفلكلورية في مشهد عفوي ممتزج بالبساطة والطيبة والابتسامة، يدل على حب العمانيين وحرصهم على تمسكهم بتراثهم وعاداتهم ويبرز ملامح الثقافة العمانية وهويتها الوطنية.

وزاد أنّ برنامج أصالة يقدم باقات منوعة من الفنون والموروثات العمانية في صور ومشاهد حيّة من خلال مشاركات الولايات التي تجسد تراثها في ساحة القرية التراثية، وتتنافس بتقديم موروثاتها المتنوعة. وأوضح المشرف العام على فعاليات القرية التراثية أنّ القرية ما زالت تستضيف على مسارحها بشكل متواصل عددًا من الفرق المحليّة التي تقدم ألوانًا من الفلكلور العماني المتنوّع من جميع مناطق السلطنة، كما يستضيف المسرح الرئيسي بالقرية بعضًا من الفرق الخليجيّة والتي تقدم جملة من تراثها العريق.

يشار إلى أنّ القرية التراثية في حديقة العامرات ضمن فعاليات بمهرجان مسقط 2016، تتميز بتعدد الفعاليات التراثية الشاهدة على الحضارة العمانية العريقة وتاريخها الضارب في القدم وتتنوع مفردات تلك الحضارة بين بيئة صحراوية بدوية وبيئة زراعية وأخرى ساحلية تكتنز موروثاتها في الفنون الشعبية والصناعات والحرف التقليدية تنقل عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العماني وخلال تجوالك في القرية ستتأمل المشهد الثقافي والتاريخي وتنبهر بعناصر ذلك المشهد الذي يدل على الاهتمام الذي توليه الحكومة الرشيدة للحفاظ على تراث الآباء والأجداد. وحرصت اللجنة المنظمة في كل دورة التجديد في زوايا القرية التراثية.

تعليق عبر الفيس بوك