توقيع اتفاقية إنشاء مصنع للسيّارات في الدقم بشراكة إيرانية وباستثمارات 200 مليون دولار

السنيدي يفتتح معرض المنتجات الإيرانية

الرؤية - نجلاء عبدالعال

افتتح معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة صباح أمس الأربعاء معرض المنتجات الإيرانية الثاني، والذي تنظمه شركة أعمال المعارض العُمانية (عُمان إكسبو) وبالتعاون مع السفارة الإيرانية بالسلطنة، وذلك بمركز عُمان الدولي للمعارض، وحضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين والسفراء ورجال الأعمال من السلطنة والجمهورية الإسلاميّة الإيرانية.

وأكّد معالي الدكتور علي السنيدي على أهميّة المعرض، قائلا: "سعدنا اليوم بافتتاح معرض المنتجات الإيرانيّة في مسقط، وكما هو معروف فهذا هو ثاني معرض متخصص خاصة الأجهزة الميكانيكيّة والأجهزة الكهربائيّة والحديد ولاحظنا أيضًا عددا من المركبات معروضة وتستهدف أسواق المنطقة والسوق الإفريقي، في هذا المعرض أيضًا نتمنى أن تعقد علاقات طويلة الأمد بين رجال الأعمال العمانيين ونظرائهم الإيرانيين، وكما نعلم هناك خط ملاحي مباشر حاليا من صحار كل أسبوعين، المنتجات الغذائية في المعرض يمكن أن تأتي عن طريق ميناء صحار، في هذا المعرض أيضًا شاهدنا بعض نماذج السيّارات من الشركة الإيرانية التي تعتزم تأسيس تواجد لها في سلطنة عمان، والسلطنة لديها الصناعات الكهربائية والألياف البصرية ومنتجات البولي اثيلين البروبروبلين قريبا في صحار، وهناك أيضا منتجات الكابلات وقد توسعنا حاليًا في منتجات الكابلات وكل هذا يمثل فرصة مستقبلية لتوسع الصناعات الميكانيكية وقطع الغيار ووسائل النقل وغيرها من الصناعات".

وجرى خلال المعرض التوقيع على مذكرة تفاهم بين الصندوق العماني للاستثمار وشركة الريامي للسيّارات وشركة "إيران خودرو" وشركة "الأوركيد الدولية للسيارات" وذلك لتأسيس شركة عمانية لصناعة السيارات الإيرانية ماركة "خوردو" الإيرانية حيث يمتلك الصندوق العماني للاستثمار نسبة 57% وشركة الريامي للسيارات نسبة 20% وشركة خودرو الإيرانية نسبة 20% وشركة "الأوركيد الدولية للسيّارات نسبة 3%.

وحول المشروع قال خالد بن علي اليحمدي - مدير عام الاستثمار لقطاع الموارد والصناعة والخدمات اللوجستية بالصندوق العماني للاستثمار- إنّ توقيع الاتفاقية يمهد الطريق لإجراء دراسة تفصيليّة متكاملة للمشروع، وقد قمنا بدراسة مبدأية وعلى أساسها تمّ توقيع مذكرة التفاهم، وأوضح أنّ الدراسة تستغرق 3 أشهر وستتضمن دراسة تفصيلية للأسواق المستهدفة والتي تتضمن بعض الأسواف المجاورة والأسواق الإفريقية وغيرها حيث يستهدف المصنع الاعتماد على تصدير كميّة كبيرة من إنتاج المصنع، مشيرا إلى أنّ السيّارات المنتجة ستحمل اسمًا عمانيًا وتكنولوجيا إيرانية وستكون أول سيارات تحمل "صنع في عمان".

وأضاف أنّ الدراسة ستضم كذلك دراسة السوق المحلي ونوعيّات السيارات التي يمكن أن تسوق في داخل عمان، ومن ثمّ ستبدأ المرحلة الأولى وهي مرحلة تجميع السيّارات وباستثمارات نحو 5 ملايين ريال، أمّا الاستثمارات الإجمالية في جميع المراحل فستكون في حدود 200 مليون دولار. وأكد أنّ سرعة التوسع نحو المراحل التالية يعتمد على سرعة توفر الصناعات المغذية لصناعة السيّارات في السلطنة، والتي تنقل التصنيع إلى تصنيع شبه متكامل للسيارة وليس تجميع فقط.

وفي تصريحات للرؤية قال عيسى بن محفوظ الريامي الرئيس التنفيذي لشركة الريامي للسيارات إنّ فكرة إنشاء مصنع للسيّارات بالسلطنة بدأت قبل عامين وأنه عمل على دراسة الفكرة جيدا بالتعاون من الجانب الإيراني، مؤكدا أنّ مجال تجميع السيّارات ومن ثم التصنيع الكامل للسيارات لم يتطرق له الاستثمار حتى الآن في السلطنة، لذا تحمس الصندوق العماني للاستثمار في الدخول في شراكة لإنجاز هذا المشروع.

وكشف الريامي للرؤية أنّه خلال الأسابيع القليلة المقبلة سيتم توقيع عقد مع هيئة المنطقة الخاصة بالدقم للحصول على الأرض اللازمة لإقامة المشروع والتي ستكون مساحتها حوالي 100 ألف متر مربع، ومن ثمّ سيبدأ العمل بالتوازي مع الدراسات القائمة لإقامة المرحلة الأولى من المشروع والتي تحتوي على 4 خطوط إنتاج لتجميع سيارات الركوب، أمّا المرحلة الثانية فسيتم من خلالها إضافة خطوط لإنتاج الشاحنات والباصات. وتوقع الريامي أن يبدأ إنتاج المصنع خلال عام 2017، وأوضح أنّ 80% من الإنتاج سيكون موجها للتصدير وذلك للاستفادة من المميزات التي سيحصل عليها الإنتاج كونه سيقام في المنطقة الحرة بالدقم، كما أنّ سيّارات "خوردو" يجري بالفعل تصديرها إلى عدة أسواق حاليا وسيكون من السهل تسويق تصدير السيارات التي ستحمل اسما عمانيا وتكنولوجيا إيرانية إلى هذه الأسواق مستقبلا وبشكل خاص الأسواق الإفريقية.

ومن جانبه أشاد أيمن الحسني نائب رئيس الغرفة للشؤون الاقتصادية بالمشاركات الإيرانية في المعرض، وحجم التركيز القوي على المعروضات الصناعيّة الإنتاجية والمنتجات البتروكيماوية والصناعات الثقيلة، مؤكدا أنّ الصناعات ستكون هي مستقبل اقتصادات المنطقة وهي التوجه الأكبر تركيزًا حاليًا بجميع فئاتها من صناعات صغيرة مغذية إلى الصناعات الثقيلة.

وقد عرضت الشركة الإيرانيّة "إيران خودرو" عدة أنواع من السيارت الشخصية والشاحنات وسيارات الديزل على هامش المعرض.

وتشارك بهذا المعرض أكثر من سبعين شركة إيرانية تتنوع معروضاتها بين السلع الضرورية والكمالية، ومن بين تلك المعروضات صناعة السيارات ولوازمها، ومنتجات الحديد والصلب والمنتجات المعدنية، ومواد البناء، والديكور والتصميم الداخلي، والخدمات الفنية والهندسية، والآلات الصناعية، والمنتجات البتروكيماوية، والمنتجات والآلات الزراعية، والمشغولات اليدوية، والسجاد الفارسي، والبرامج التقنية، والمواد الغذائية، وأدوات التجميل النسائية، والمنظفات والأدوات الصحية، وغيرها من المنتجات الإيرانية.

تعليق عبر الفيس بوك