الرسم على الماء يستهوي الكبار والصغار.. ونقوش العمارة التقليدية تبرز جماليات الفن الفريد

مسقط - عبدالله الرحبي

يُشارك في مهرجان مسقط 2016 عددٌ من الفنانين الموهوبين، لاسيما في فنون الرسم والإبداع، ومن بين المشاركات المميزة هذا العام، فنانتان من تركيا تشاركان بفن الرسم على الماء، وهو الفن الذي يستهوي الكبار والصغار، بأساليبه المتنوعة وفعالياته المبهرة.

ويُقام هذا الركن لأول مرة في المهرجان؛ حيث تقدم الفنانتان التركيتان دروسا علمية سريعة للكبار والصغار، وهي الشريحة الأكبر المستهدفة من هذا اللون من الفن الذي ينتشر في تركيا؛ باعتباره من أقدم الفنون في تركيا. واستطاع هذا الفن أن يجد لنفسه أساليب مبتكرة للنفاذ إلى حياة الناس عبر اقترانه بالرسم وبروزه في أعمال الجرافيك وتجليه في الزخارف والنقوش التقليدية والحديثة في فنون العمارة. وتقوم الفنانتان بتعليم الأطفال الرسم على الماء على حوض وباستخدام ألون طبيعة ذات جودة عالية، وبالإمساك بالفرشاة؛ حيث يتم رسم أي مشهد ومن ثم تتم طباعته على الورقة أو الخلفية، وبعدها يترك حتى يجف. وبعدها تخرج اللوحة بجمالية عالية.

وقالتْ سادد سرة -إحدى الفنانتين المشاركتين في الحدث: "نزور السلطنة لأول مرة بعد ما تلقينا دعوة خاصة من بلدية مسقط للمشاركة في المهرجان وإبراز هذا الفن النادر وتعريفة لزوار مهرجان مسقط، وفي الحقيقة انبهرنا بحجم الإقبال الكبير وشغف الحضور في اكتشاف التفاصيل الدقيقة في الرسم على الماء والتعرف على هذا الفن العريق القادم من تركيا، وقد وجد فن الرسم على الماء مكانته الحقيقية في المجتمع التركي خلال السنوات الأخيرة بعد أن تعالت الصيحات للعودة إلى الأصالة لهذا الفن الرفيع الذي يعد من أقدم الفنون في تركيا". وأضافت بأنَّ فن الرسم على الماء يقدم ويعرض على الناس جماليات مثيرة لعالم دقيق وصغير لا يرى بالعين المجردة، موضحة أنه الفن اليدوي التاريخي المعبر عن حقيقة غير قابلة للجدل والنقاش عند الباحثين عن الجمال، وأنه يعتمد على تعويم الألوان على الماء واستغلال استقرارها على سطحه لتحويلها إلى رسومات يمكن طباعتها على الورق.

وأوضحت أنه من أجل تنفيذ لوحة ورقية يلزم وجود حوض من الزنك أو الخشب بأبعاد معينة ومسحوق الألوان وفرشاة وابرة ومشط خاص؛ حيث توضع الورقة أو قطعة القماش في الحوض ويسكب الماء عليها لملئ الحوض، ثم يتم رش الألوان على سطح الماء، وباستخدام الفرشاة الرفيعة يتم تحريك الالوان لجهتي اليمين والشِمال، ولأعلى ولاسفل، حتى يتم الحصول على الشكل المطلوب. ومضت موضحة أنه بعد ذلك يتم رفع الورقة أو قطعة القماش من الحوض من أطرافها وتترك حتى تجف، حيث يظهر بعدها الشكل المرغوب فيه وهو ما يعرف بـ"الأبرو".

وتحدث سرة عن مشاركة الأطفال، وقالت: "نقدم رسومات سريعة للأطفال من خلال تعريفهم على كيفية الإمساك بالفرشاة ومن ثم نرسم أشكال مختلفة، لكن واقعيا فإن اكتساب مهارات الرسم يتطلب فترة طويلة من التدريب والإتقان، وكيفية التعامل مع الألوان الطبيعية واستخراج ألوان جديدة من تلك الألوان ومزجها لاستخراج لون جديد".

أما زميلتها الفنانة ياوند نيل، فقالت إن فن الرسم على الماء فن أصيل وراقي ويتطلب دقة متناهية ونحن هنا نقدم بعضا من أصول تعليم هذا الفن الحديث القديم للأجيال التي تزورنا في هذا الملتقي الرائع. وأوضحت أن هذا النوع من الرسم يتطلب توافر حوض من الماء والأدوات، وهدوء واتزان؛ حيث يتم خلط ألوان طبيعية تنثر بقعا على سطح الماء في الحوض المربع، ومن ثم نبدأ في تحريك تلك البقع، ويوضع عليها ورقة تمتص الصبغات ليخرجها بعد ذلك، حيث تظهر تكوينات وأشكال رائعة وتختفي تماما من سطح الماء. وأكدت أن هذا النوع من الفن يكشف ثراء الفن التركي بأبعاده الصوفية والروحية والفلسفية.

يُشار إلى الفنانيتن يعرضان كذلك عددا من اللوحات للبيع، وغيرها من الرسومات التي قدمها المشاركون في المهرجان.

تعليق عبر الفيس بوك