زوار: "ألف اختراع واختراع" وزيادة رقعة ألعاب الأطفال والقرية التراثية.. في مقدمة الفعاليات الأكثر جذباً بمهرجان مسقط

أشادوا بدور الجهات المنظمة في تنويع المناشط ودور الحدث السنوي في إنعاش السياحة الداخلية واستقطاب السائحين

أجْمَع عددٌ من زوار مهرجان مسقط 2016 على أنَّ النسخة الحالية من المهرجان تزخر بمختلف الفعاليات والمناشط التي تعكس مدى اهتمام القائمين على الحدث المسقطي السنوي، والجهد المبذول لتطويره، حتى أضحى علامة مميزة لأبرز الأحداث التي تستضيفها العاصمة.

وأشاد الزوار -في استطلاع لـ"الرُّؤية"- بالجهود المبذولة لتنويع الفعاليات، وإضافة كل ما هو جديد وما يحظى بإقبال الجماهير، مُعبِّرين عن سعادتهم بصفة خاصة عن فعالية "ألف اختراع واختراع" ومنطقة الألعاب المخصصة للأطفال بجانب القرية التراثية. وقالوا إنَّ الفعاليات التى تهتم بالتراث العماني تعد الأكثر جذباً للزوار بمختلف الجنسيات، خاصة وأنَّ التراث العماني غني بالتنوع. وأضافوا بأنَّ المساحة التي افردت خلال هذا العام للأطفال غير مسبوقة؛ حيث استقطبت الأطفال الذين جاءوا بصحبة أولياء أمورهم بحثاً عن التسلية والترفية، لاسيما وأن توقيت المهرجان يتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي.

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

تصوير/ راشد الكندي

وقال سنان بن مُحمَّد: إنَّ المهرجان سواء في حديقة العامرات أو النسيم، يعجُّ بالفعاليات التي تجذب الجمهور؛ سواء كانت هذه الفعاليات اجتماعية أو فنية أو رياضية وكذلك الثقافية، كما أنها تمثل علامة بارزة للتميز، ويضيف طابعا ترفيهيا فريدا. وأضاف بأنَّ مما يساعد على زيادة أعداد الزوار، هو تزامن المهرجان مع إجازة منتصف العام الدراسي، مما يتيح الفرصة للأطفال وطلاب المدارس لقضاء جزء من الإجازة وسط هذه الفعاليات المميزة. وتابع بأن أهم ما يميز المهرجان في هذا العام القرية التراثية والمعارض العلمية المتنوعة التي تجذب انتباه الزوار مثل "ألف اختراع واختراع" وعروض المسرح للفنون اﻻستعراضية الشعبية ومتنزه فنون التسلية، إلى جانب عروض الساحات والفنون المسرحية وقرية الديناصورات وقرية العلوم والمعرفة ومعرض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

المعرض التجاري

وتابع بأنَّ أهم ما يميز المهرجان في حديقة النسيم هو المعرض التجاري ومسرح الطفل وقرية الأسرة، إلى جانب وجود متنزه فنون التسلية وعروض الساحات والمسرح والألعاب النارية، إضافة إلى مشاركة المؤسسات الحكومية والجمعيات الخدمية، علاوة على قرية الأدغال والقرية المضاءة.

أمَّا أبرار بنت محمود البلوشية، فتقول إنَّ مهرجان مسقط مُتنفس للأهالي وأبنائهم، مشيرة إلى أنَّ القائمين على أمره يحرصون على مزامنة الفعاليات مع إجازات المدارس. وأشادت البلوشية باهتمام الجهات المعنية بتطويره وشموله على عدة جوانب تثقيفية وتوعوية ورياضية، إضافة إلى الترفيهية، وغيرها من الجوانب، وهذا ما يجعلنا نثق بأن المهرجان في نسخه المقبلة سيزخر بفعاليات ومناشط من شأنها أن ترقى لما يواكب العصر، آخذين بعين الاعتبار ملاءمة العروض والفعاليات مع مختلف الفئات العمرية. وأوضحت البلوشية أنه من المُلاحظ الدعم المقدم لإبراز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في نسخة هذا العام، ودمج الشباب بصورة أكبر في مناشطه، وهذا ما سيصنع الفارق في المستقبل، حيث إنَّ التوجه نحو الشباب يُحفزهم على إبداء آرائهم والتعرف على تطلعاتهم على الصعيد الفردي والمجتمعي.

وقال حمود بن سعيد بن محمد التبعي: إنَّ تنظيم مهرجان مسقط في هذا العام جاء على قدر كبير من التميز والجمال؛ وذلك بفضل الجهود التى بذلها المسؤولون على هذا العمل الكبير الذى وجد الاستحسان لدى الزوار وإقبالهم الكثيف نحو الفعاليات المختلفة التى احتضنها المهرجان خلال هذا العام. وأضاف بأن المهرجان يعتبر متنفسا حقيقيا للمواطنين والمقيمين ومزارا للسائحين؛ حيث يوجد به جميع ما يرضي الأذواق المختلفة ويتضح ذلك في الأركان التى شملها المهرجان. وتابع بأنَّ المهرجان في هذا العام أفضل بكثير عن الأعوام السابقة، كونه أبرز التراث العماني بشكل دقيق وواضح، وهو ما يجب أن يتم التركيز بهدف نشر التراث العماني خارج حدود السلطنة، بما يساعد على زيادة معدلات السياحة خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن المتتبع لمهرجان مسقط بصورة دائمة يلاحظ التجدد الدائم؛ حيث إنه تميز في العام الجاري ببعض الأركان والأجنحة الأركان والأجنحة؛ مثل ركن الطفل الذي أخذ حيزا كبيرا في حديقة العامرات ووجد إقبالاً كبيراً من قبل الأطفال وأسرهم، فضلا عن التوسع الواضح في مساحات الالعاب المخصصة للأطفال.

ثراء ثقافي

وقال حمود الغماري إنَّ المهرجان في هذا العام يعد أكثر تميزاً لما يحتويه من ثراء ثقافي يجذب مختلف الزوار.. مشيرا إلى أنَّ المهرجان يضم بين جنباته كل ما يبحث عنه الزوار، مثل القرية التراثية التي تبرز روعة الماضي بكل العادات والتقاليد السمحة التى توارثناها عن الأجداد.

وأضاف الغماري بأنَّ المهرجان أفرد مساحة كبيرة للأطفال الذين يأتون إلى المهرجان بصحبة ذويهم، إلى جانب المواقع المختلفة التى تتيح فرصة التعرف على المؤسسات المشاركة وما تقدمه من خدمة، لافتا إلى أنَّ زيادة أعداد الزوار يبرهن على تميز الفعاليات.

وقال مُحمَّد بن عبدالله المهري (إعلامي) إنَّ مهرجان مسقط 2016 جاء ضمن منظومة سياحية ثقافية تراثية، وهو يعطي مساحة للأجيال القادمة بأن تتعرَّف على الإرث الحضاري الذى تزخر به سلطنة عمان في زوايا مختلفة، كما أنه يعد فرصة لزوار السلطنة للتعرف على الإرث الحضاري التراثي والفنون والثقافات المختلفة التى تتمتع بها بعض مناطق السلطنة. وأضاف المهري بأنَّ كلَّ ما يقدم في هذا المهرجان يعد فرصة للسواح والزوار معاً للتعرف على الحضارة العمانية الضاربة في عُمق التاريخ، وأن كل زائر للمهرجان في نسخته الحالية يتأكد أنَّ هناك تحديثات إضافية يمكن أن يستفيد منها؛ حيث إنَّ هناك قرية الطفل المميزة للغاية بعد أن أجريت عليها بعض الإضافات، إلى جانب ركن "ألف اختراع واختراع" والذى يمثل مساحة للهواة والطلاب والطالبات الذين لديهم شغف الاختراعات؛ حيث يساعدهم على تنمية مهاراتهم وتعزيز النواحي العلمية لديهم فيما يتعلق بالاكتشافات. وتابع بأنَّ هناك مشاركات من مختلف الدول العربية، والتي تشارك بفنونها الفلكلورية مثل مشاركة المملكة العربية السعودية والبحرين ولبنان وبعض الدول الأخري، وكل هذه الثقافات في مجملها تعبر عن إرث عربي متنوع. وأوضح أنَّ المهرجان يضم العديد من الفعاليات المتميزة: الثقافية والاجتماعية، وكذلك الفنون.. مشيرا إلى أنَّ حديقة العامرات تتميز بالمعرض العالمي المتميز (ألف اختراع واختراع) حيث يركز على إظهار الدور الفاعل والحضاري للمفكرين والعلماء، وعرض إسهاماتهم وآثارها الثقافية والعلمية. وبين انه في الجانب الفني والثقافي؛ فالمهرجان يحتضن أمسيات شعرية وموسيقية ومحاضرات متنوعة، حيث تناقش قضايا عدة منها حول وحدة المجتمع العماني والتسامح الفكري.

القرية البدويَّة

ونالتْ القرية البدوية في حديقة العامرات إعجابَ الزوار، الذين اعتبروها من أهم ملامح المهرجان؛ حيث تمنح الزوار فرصة الاستمتاع بالتراث، والتعرف على الحقب التاريخية المتعاقبة على السلطنة، كما تتيح للجميع فرصة التعرف عن قرب على حياة البدو. وقال حميد بن محمد بن رمضان الحجري المسؤول عن القرية البدوية في مهرجان مسقط إن القرية تحاول ان تنقل الواقع البدوي وتعكسه لزوار المهرجان بمختلف فئاتهم، فالقرية عبارة عن مجلس لاستقبال الضيوف الزوار على مدار اليوم، وهناك المجلس الذي يتلقون فيه الضيافة، وهو واجهة القرية. وأكد أنَّ كلَّ ما يُقدم في القرية البدوية محاولة عكس أصالة البدو وتفاصيل حياتهم المميزة من خلال الجلسات البدوية وركوب الإبل.

وأضاف الحجري بأنَّ القرية البدوية تضم بعض الفنون، منها فن الربابة والونة، إلى جانب بعض المنسوجات اليدوية وغيرها من الصناعات اليدوية التي تجذب الزوار، حيث يسعون للاستفسار عن مكوناتها وطريقة صنعها، مشيرا إلى أنَّ القرية تضم في محتوياتها أشياء بسيطة لكن لها معاني ومدولات كثيرة.

وقال ناصر سيف الشقصي المشرف على ركن صناعة الفخار: إنَّ مثل هذه الصناعة تعد إبداعا يتميز به العمانيين، حيث يسعي الركن للتعريف بهذه الصناعة التي تمر بعدة مراحل، تبدأ بإحضار الطين الخاص المستخدم في صناعة الفخار، وتأتي بعدها مرحلة الخلط بالماء ثم عجنه باليد أو الدوس بالأقدام لتصبح بعدها العجينة طرية وجاهزة لمرحلة التصنيع؛ حيث يتم وضع الكمية المناسبة من الطين على القطعة المراد تصنيعها وتوضع على دواليب الصناعة الحديثة، ويتم تشكيل الآنية المراد صنعها وزخرفتها حسب الطلب.

تعليق عبر الفيس بوك