سوريا: مخاوف أممية من "مجاعة" بدير الزور .. ومنظمات تدين "التكتيك الوحشي" في مضايا

دمشق تخبر مجلس الأمن بأن حكومة الأسد "الأكثر حرصا" على الشعب.. و"داعش" يقتل 35 من قوات النظام

عواصم- الوكالات

قالت الأمم المتحدة في تقرير نشر أمس السبت إنّ لديها تقارير لم تتحقق من صحتها تفيد بأنّ ما بين 15 و20 شخصاً توفوا بسبب الجوع في مدينة دير الزور السورية العام الماضي حيث يعيش 200 ألف شخص في أوضاع متردية للغاية ونقص حاد للطعام.

ويحاصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المتشدد الجزء الغربي من المدينة منذ مارس الماضي. وأفاد تقرير الأمم المتحدة بعدم وجود رحلات جوية إلى المطار باستثناء رحلات الهليكوبتر منذ سبتمبر، كما لا توجد كهرباء منذ أكثر من عشرة أشهر ولا تتوافر المياه إلا لمدة ثلاث ساعات في الأسبوع.

وفي السياق، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن خمسة أشخاص توفوا بسبب الجوع منذ دخول القافلة الأولى للمساعدات الإنسانية بلدة مضايا في ريف دمشق. وقالت المنظمة في بيان إن 35 شخصا لقوا حتفهم نتيجة نقص التغذية منذ ديسمبر الماضي. وأعرب متحدث باسم المنظمة عن صدمته حيال الوضع المأساوي بمضايا، وقال إنّ المرضى ما زالوا يموتون على الرغم من وصول قافلتين إنسانيتين كبيرتين، مضيفًا أن الأمم المتحدة مطالبة بإيصال المساعدات فورا إلى المناطق المحاصرة في سوريا.

وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كيونج واكانج دعت، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إلى وقف ما سمته "التكتيك الوحشي"، وقالت إن مدينة مضايا السورية صدمت الضمير العالمي، متهمة الحكومة السورية بارتكاب ممارسات مخيفة ممنوعة وفق القانون الدولي الإنساني. وقالت واكانج إن استخدام التجويع كسلاح بات متكررا ومنتظما في الحرب بسوريا، ووصفته بالأسلوب البربري الذي لم يعد مقبولا، وإن منع المحاصرين من الخدمات الأساسية يخالف القانون الدولي ولا يقبله أي ضمير ولا منطق. وأكدت أن جميع أطراف النزاع في سوريا يتحملون المسؤولية عن الحصار والمعاناة التي يكابدها المدنيون، ودعت لإيصال المساعدات فورا إلى المناطق المحاصرة، مشيرة إلى أن أكثر من أربعة ملايين سوري يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها.

وفي المقابل، قالت الحكومة السورية لمجلس الأمن الدولي إنه ليس هناك أحد يهتم بالشعب السوري أكثر من حكومة الرئيس بشار الأس، بعد أن اتهمت الأمم المتحدة الأطراف المتناحرة في الصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات بارتكاب جرائم حرب من خلال تجويع المدنيين. واجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث حصار نحو 400 ألف نسمة في سوريا. وتقول الأمم المتحدة إن نصفهم في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية ونحو 180 ألف نسمة في مناطق حكومية ونحو 12 ألف نسمة في مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة مسلحة. وهذا ثاني اجتماع يعقده مجلس الأمن الدولي بشأن هذه القضية خلال الأيام الأخيرة بعد ظهور صور لمدنيين يتضورون جوعا في بلدة مضايا التي تحاصرها قوات مؤيدة للحكومة السورية. وقالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية إنها تأكدت من وفاة 35 شخصا نتيجة الجوع في مضايا. وقال منذر منذر نائب السفير السوري لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن إن الحكومة السورية هي الحكومة الأكثر اهتماما بشعبها. وأضاف أنّه لا يمكن لأحد ولا يمكن لأيّ دولة أن يدعي الاهتمام بالشعب السوري أكثر من الحكومة السورية ولاسيما عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة لمناطق خاضعة لسيطرة جماعات إرهابية مسلحة. ووصلت مساعدات إلى مضايا يوم الإثنين لأول مرة منذ أشهر ووصف مسؤول بالأمم المتحدة مشاهدة سكان يعانون من سوء التغذية بعضهم لا يعدو كونه هيكلاً عظمياً ويتحرك بالكاد. وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الجمعة وجود حالات سوء تغذية حادة بين الأطفال في البلدة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون، قال إنّ الأطراف المتحاربة في سوريا ولاسيما الحكومة السورية ترتكب "أعمالاً وحشية" و"انتهاكات يعافها الضمير" ضد المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إنّ ما لا يقل عن 250 ألف شخص قُتلوا كما شُرد 6.6 مليون شخص في سوريا كما أنّ 13.5 مليون شخص يحتاجون لمساعدات إنسانية.

ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إنّ مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا ما لا يقل عن 35 من الجنود السوريين والقوات الموالية للحكومة في هجوم على عدة مناطق في مدينة دير الزور أمس السبت. وأضاف المرصد الذي يتابع الصراع في سوريا من خلال شبكة واسعة من المصادر المحلية أن المقاتلين تقدموا في القسم الشمالي الغربي من المدينة ونفذوا الهجمات.

وقال مصدر سوري إنّ التنظيم يحاول شن هجمات على المدينة بصفة شبه يومية وأمس السبت "نفذ عدة هجمات. واستشهد عدد من المدنيين". وأضاف أنّ الجيش قتل أعدادا كبيرة من المهاجمين. وقال مؤيدون للدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ التنظيم استولى أيضًا على مستودع أسلحة تابع للجيش.

تعليق عبر الفيس بوك