تراجعات عنيفة في الأسواق الخليجية على وقع التوتر السعودي الإيراني .. والريال السعودي يهبط

عواصم- الوكالات

سجلت الأسواق الخليجية أمس تراجعات عنيفة على وقع التوتر السعودي الإيراني، بعدما قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، وما لحق به من إعلان السودان والبحرين قطع العلاقات كذلك مع إيران، وإعلان الإمارات تخفيض بعثتها الدبلوماسية في طهران.

وهبط المؤشر السعودي 2.4 بالمئة ليغلق عند 6788.13 نقطة. وكان محتجون إيرانيون اقتحموا السفارة السعودية في الساعات الأولى من صباح الأحد بعد أن أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر وهو ما دفع الرياض إلى سحب طاقمها الدبلوماسي ومطالبة دبلوماسيين إيرانيين بمغادرة المملكة.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الإثنين ردا على قطع الرياض العلاقات مع طهران إن السعودية استغلت الهجوم على سفارتها في إيران كحجة لإذكاء التوترات مضيفة أن طهران ملتزمة بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

وقال محمد النجار من المروة لتداول الأوراق المالية "توتر العلاقات بين السعودية وإيران أحد أسباب التراجع بجانب انخفاض أسعار النفط العالمية وأيضاً تراجع الأسواق العالمية".

وهبطت أسهم سابك 1.6 بالمئة وبترورابغ 4.9 بالمئة وكيان 3.7 بالمئة وسبكيم 5.5 بالمئة وسامبا 1.7 بالمئة.

وشاركت أسهم صافولا في النزول بالرياض بنسبة 3.2 بالمئة وحلواني إخوان 4.5 بالمئة وزين 2.4 بالمئة وموبايلي 2.8 بالمئة والمملكة القابضة 5.05 بالمئة.

وفي الكويت، هبطت مؤشرات سوق الأوراق المالية بعد زيادة التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج، وتراجع مؤشر كويت 15 بنسبة 0.87 بالمئة ليغلق عند 892.6 نقطة والمؤشر السعري الرئيسي 0.83 بالمئة ليغلق عند 5568.3 نقطة. وهبطت أسهم مباني 2.1 بالمئة وبنك الكويت الدولي 0.9 بالمئة وبيت التمويل الكويتي 1.85 بالمئة وبنك بوبيان 1.1 بالمئة.

ونزلت أسهم بنك الكويت الوطني 1.25 بالمئة والصناعات الوطنية القابضة 1.6 بالمئة وأجيليتي 3.1 بالمئة وبنك برقان 2.6 بالمئة.

ومن جهة ثانية، سجل الريال السعودي هبوطا حادا أمام الدولار في سوق العقود الآجلة صباح أمس الإثنين بعد تدهور العلاقات بين السعودية وإيران بما يثير مخاوف من ارتفاع تكلفة التمويلات الدولارية للمملكة. وقفزت العقود الآجلة للدولار أمام الريال لأجل عام إلى 680 نقطة مقتربة من أعلى مستوى لها في 16 عاما مقارنة مع مستوى يقرب من 425 نقطة يوم الخميس. ولا يوجد مجال يذكر لتحرك الريال أمام الدولار في السوق الفورية للعملة نظرا لربطه بالعملة الأمريكية عند 3.75 ريال للدولار، ومن ثم تلجأ البنوك لسوق العقود الآجلة للتحوط من المخاطر. وفي الأشهر القليلة الماضية نزل الريال في سوق العقود الآجلة لأدنى مستوياته منذ عام 1999 في ظل مخاوف من أن تضطر الرياض في النهاية إلى التخلي عن ربط العملة بسبب العجز الكبير في الموازنة السعودية الناجم عن هبوط أسعار النفط. ويبدو أن الموازنة التقشفية لعام 2016 التي أعلنتها الرياض الأسبوع الماضي خففت من هذه المخاوف على ما يبدو لكن التوترات الجيوسياسية قد تؤججها مجددا. ويشوب التوتر العلاقات بين إيران والسعودية منذ سنوات كثيرة دون وجود نزاع كبير مباشر بينهما وليس بالضرورة أن يؤثر قطع العلاقات الدبلوماسية تأثيرا مباشرا على اقتصادهما إذ تربطهما علاقات تجارية واستثمارية في أضيق الحدود. غير أن العوامل الجيوسياسية قد تدفع البنوك الأجنبية والمستثمرين إلى توخي المزيد من الحذر في تمويل السعودية في وقت تدرس فيه الرياض الاقتراض من الخارج لتخفيف الضغوط عن النظام المصرفي المحلي في تمويل عجز الموازنة. وقال متعامل مصرفي بارز في المنطقة طالبا عدم ذكر اسمه نظرا للحساسيات السياسية "من المرجح أن تلامس العقود الآجلة استحقاق عام مستويات في حدود 800 نقطة هذا الأسبوع وفقا لمدى تصاعد الأحداث بين السعودية وإيران".

تعليق عبر الفيس بوك