"التراث والثقافة" تختتم ندوة "سجل ذاكرة العالم" وتوصي بإدراج الوثائق العمانية ضمن الذاكرة

دعت لزيادة الوعي وتطوير قدرات أمناء التراث

مسقط - العمانية

اختتمت وزارة التراث والثقافة بمحافظة مسقط أمس الندوة التعريفية بسجل ذاكرة العالم، تحت رعاية سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وذلك بفندق كروان بلازا.

وتأتي الندوة ضمن الفعاليات التي تنظمها وزارة التراث والثقافة بهدف نشر الوعي والمعرفة حول أهميّة سجل ذاكرة العالم.

وتناولت الندوة عدة مواضيع منها دور السلطنة في مجال تسجيل الملفات الوثائقية بسجل ذاكرة العالم والمبادئ التوجيهية لسجل ذاكرة العالم وأثرها في اختيار وإعداد الملفات المقدمة للسجل وأساليب ومحددات اختيار الملفات الوثائقية التي تزيد من فرص تسجيلها بسجل ذاكرة العالم وآليات تقييم الملفات المقدمة للتسجيل بذاكرة العالم والشروط الواجب مراعاتها عند تقديم الملفات وكذا كيفية استيفاء استمارة التقديم لسجل ذاكرة العالم.

واستهدفت الندوة عددًا من المؤسسات الحكومية والخاصة وهي: وزارة التراث والثقافة، ووزارة التربية والتعليم: اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة السياحة، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ووزارة الإعلام، والهيئة العامة للصناعات الحرفية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وشركة بريد عمان، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والهيئة العامة للمساحة، والبنك المركزي، ودار الأوبرا السلطانية، ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وجامعة السلطان قابوس:مركز الدراسات العمانية والمركز الثقافي، وجامعة نزوى: مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية، ووحدة بحوث الأفلاج، وكلية الشرق الأوسط.

كما استهدفت جمعية المكتبات العمانية، ومؤسسة ذاكرة عمان وجمعية الجيولوجيين العمانيين، ومكتبة الندوة العامة - بهلا، ومكتبة وقف -الحمراء، ومكتبة الإمام نورالدين السالمي - بدية، ومكتبة معالي السيد محمد بن أحمد البوسعيدي الخاصة، ومكتبة محسن بن زهران العبري- الحمراء، ومكتبة الشيخ ناصر بن راشد - العوابي، ومتحف بيت الزبير، ومتحف محمد بن سالم المدحاني- مدحاء، ومتحف جابر بن مبارك العبري- الحمراء، والمتحف الوطني، ومتحف قوات السلطان المسلحة، ومتحف آدم، ومتحف خلفان بن خميس الهاشمي- الكامل.

جهود سبّاقة

وألقى الدكتورعبدالله بن سيف الغافري مدير دائرة الأفلاج بجامعة نزوى رئيس فريق سجل ذاكرة العالم كلمة بهذه المناسبة قال فيها إن برنامج ذاكرة العالم باليونسكو الذي أنشئ عام 1992 يهم كافة المشتغلين بتوثيق التراث لغرض صون التراث الوثائقي والحفاظ عليه من التلف والضياع لاسيما وأنّ هناك الكثير من الظروف السياسيّة والاجتماعيّة، بالإضافة إلى المتغيرات المناخية المؤثرة على سلامة هذا النوع من التراث مضيفا أنّه من هنا كان لزاماً على العالم أن يتنبّه لصونه باتخاذ العديد من الإجراءات والوسائل بهدف إبقائه سليمًا لأطول فترة ممكنة، يستفيد منه الباحثون والمهتمون، وكنزًا معرفيّاً مستدامًا للأجيال القادمة.

وأوضح الغافري أنّ السلطنة سعت منذ فجر النهضة المباركة إلى صون تراثها الوثائقي والحفاظ عليه، سابقة بذلك جهود اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية؛ فأنشأت وزارة التراث والثقافة في وقت مبكر، والتي قامت مشكورة بدورها الكبير في صون التراث الوثائقي العماني الزاخر من خلال جمع المخطوطات والوثائق وصونها وتبويبها وتصنيفها، ثم عمدت إلى معالجتها وترميمها، كما قدمت خدمة جليلة للتراث العماني بتحقيق نفائس الكتب العمانية على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها فضلاً عن طباعة آلاف العناوين ونشرها كما شجعت مُلاك المخطوطات المهمة والوثائق النادرة على المساهمة بها بغيّة الحفاظ عليها من الضياع.

وأكد أنّ علاقة السلطنة ببرنامج ذاكرة العالم بدأت في عام 2007م بترشيح ملفات ثلاثة، وهي: المصحف العماني لعبدالله بن بشير الصحاري الحضرمي، ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل عمان، وكتاب الأنساب للعوتبي؛ إلا أنّها لم تدرجْ لأسباب فنية.

وأضاف الدكتورعبدالله بن سيف الغافري أنّه في عام 2012م تم تشكيل الفريق الوطني لمتابعة أعمال برنامج ذاكرة العالم من الجهات ذات العلاقة، والذي تقدّم في العام 2014 بترشيح ملفين اثنين هما: المصحف العماني لعبدالله بن بشير الصحاري الحضرمي مجدداً، ومجموعة من الوثائق التاريخيّة لسجلات الأفلاج العمانية، والتي تسمى "نسخ الأفلاج"، ولم يحظ بالإدراج لأسباب فنية كما جاء بالتقرير النهائي للجنة الاستشارية لبرنامج ذاكرة العالم باليونسكو؛ الأمر الذي يؤكد بوضوح الصعوبة البالغة والمعايير المعقدة في إدراج ملفات وثائقيّة على سجل ذاكرة العالم، حيث لا يزيد عدد الملفات العالميّة المدرجة اليوم على 348 ملفاً منها تسعة ملفات عربيّة فقط من ناحية، وضرورة السعي الحثيث لتجاوز هذه الصعوبات من ناحية أخرى.

أوراق عمل

واشتملت الندوة على جلستين حيث تضمّنت الجلسة الأولى ثلاث ورقات عمل جاءت الأولى بعنوان "التعريف ببرنامج سجل ذاكرة العالم لليونسكو" والورقة الثانية بعنوان "آلية العمل باللجنة الاستشارية الدولية باليونسكو" قدّمهما الدكتور حميد بن سيف النوفلي عضو في فريق سجل ذاكرة العالم من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، فيما جاءت الورقة الثالثة بعنوان "تجارب السلطنة في رفع ملفات التراث الوثائقي العماني" قدمها الدكتور إبراهيم بن حسن البلوشي عضو في فريق سجل ذاكرة العالم من وزارة التراث والثقافة.

وتضمنت الجلسة الثانية ثلاث ورقات عمل حيث جاءت الورقة الأولى بعنوان "المعايير العالمية لترشيح الملفات" والورقة الثانية بعنوان "التعريف بالمكتبة الرقميّة العالمية" قدمتهما عفاف بنت محمد الهلالية عضوة في فريق سجل ذاكرة العالم من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم فيما جاءت الورقة الثالثة بعنوان "الخطوات الإجرائية لإعداد ملفات الترشيح" قدمها منذر بن عوض المنذري عضو في فريق سجل ذاكرة العالم من دار الأوبرا السلطانية.

الوعي بسجل ذاكرة العالم

وأوصت الندوة في ختام جلستيها بإقامة ندوات تعريفيّة مماثلة لهذه الندوة في مختلف محافاظات السلطنة لأجل زيادة الوعي بشأن برنامج سجل ذاكرة العالم وتطوير قدرات أمناء التراث الوثائقي والتدريب العملي على كيفية إعداد ملفات الترشيح بطريقة علمية ومنهجيّة دقيقة، والإسراع في تشكيل السجل الوطني العماني لذاكرة العالم، وإنشاء موقع إلكتروني للفريق الوطني لذاكرة العالم.

كما أوصت بإنشاء مكتب دائم للفريق في وزارة التراث والثقافة - وإنشاء قاعدة بيانات تشمل جميع أمناء التراث الوثائقي في السلطنة سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات حكومية أو خاصة وذلك للتواصل الدائم بشأن دعم برنامج الفريق الوطني لسجل ذاكرة العالم عبر وسائل الاتصال الحديثة- وتشكيل لجنة إقليمية عربية لبرنامج سجل ذاكرة العالم، وأخذ الخبرة الكافية والاطلاع أكثر على الخبرات السابقة (وطنية، إقليمية، عالمية) والدقة التامة في تعبئة استمارة الترشيح والتواصل مع الخبراء باستمرار.

ودعت الندوة في توصياتها إلى الحرص على المشاركة في حلقات العمل والندوات المختصة ذات الصلة بالبرنامج وخاصة المقامة خارج السلطنة لأهميتها، والإعداد لترشيح ملفات التراث الوثائقي العماني إلى برنامج سجل ذاكرة العالم لدورته القادمة ودعوة أمناء التراث الوثائقي في السلطنة للتعاون بتقديم مواد مقترحة للترشح، وتسجيل أكبر عدد ممكن من التراث الوثائقي في المكتبة الرقمية العالمية لتوثيقها والتعريف بها وإبرازها عالميا.

تعليق عبر الفيس بوك