تطبيقات التواصل الاجتماعي بوابة على الأسرار الشخصيّة يسهل استغلالها من جانب المتطفلين

"أ.ر" تورطت في علاقة عاطفيّة بدأت برسالة إلكترونية وانتهت بشكوى رسميّة

الرؤية - مدرين المكتومية

تواصل "أ.ر" التي تبلغ من العمر 26 عاما دراستها للماجستير في تخصص إدارة الأعمال، وخلال سنوات الدراسة الأولى كانت طالبة عادية تمارس حياة عادية، حتى غيرت وسائل التواصل الاجتماعي حياتها إلى الأسوأ. وعن تجربتها، تقول: جئت من قرية بسيطة لأتلقى تعليمي، ونظرًا لبعد المسافة اضطررت للبقاء في سكن طالبات، وخلال السنه الأولى شعرت أنّ عيون الشباب ترقبني وتحاول الاقتراب مني، ومع الوقت بدأت تتغير نظرتي للحياة فوجدت نفسي انسلخ من الخجل الذي يسيطر على تصرفاتي، وبدأت أتحدث إلى من يتحدث إليّ، ونتدارس معا بالمكتبة إلى جانب الكثير من المواقف الأخرى، التي جعلتني أكثر عرضة لتقرب الشباب مني، وكنت في تلك الفترة سعيدة جدا لشعوري أن أغلب الطلاب يودون الاقتراب منّي، لكن لم أكن أدري أن نظرتهم لي لا تتجاوز الرغبة في الامتلاك. ومع الوقت بدأت تصلني رسائل عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي من أرقام مختلفة، أحدهم يقول: أنا معجب، والآخر أحبك، لكني لم أكن أجيب على أحد، وكنت أحب شخصا واحدا ونحن متواصلين معا.

وعن تجربتها مع التواصل الإلكتروني، تقول إنّ الحكاية بدأت حين طلب مني أحد الطلبة أن أشرح له بعض المحاضرات التي لم يسجل حضورها، فذهبنا للمكتبة معا، ثمّ وصلتني عبر الهاتف صورة لي وأنا أشرح للطالب من هاتف برقم لا أعرفه، واستفزني الأمر مما جعلني أنهي الشرح وأذهب إلى دورة المياه وأبعث رسالة لصاحب الرقم، وجاءني الرد: دعينا نلتقي إلى جانب الكانتين لنتحدث قليلا، فذهبت إليه ووجدت شابا لم أره في الجامعة قبل ذلك، فحدثني أنه معجب بي لدرجة أنه يراقبني دائما، وشرح لي بعض المواقف التي تغضبه مني حين أكون مع أحدهم، فما كان مني إلا أن أعطيته مجالا في حياتي، ومع الوقت اعتدت على مكالماته الطويلة ورسائله، ووجدت نفسي كل صباح استمع للأغاني التي يحبها هو، وأتناول الطعام الذي يحب أكله، وأختار أشيائي على ذوقه، فتعلقت به لدرجة أني أمنت على نفسي معه من كل الجوانب، فالتقطنا صورا معا، وبعثت له بصور مختلفة لي وكان يسعد بها، وكنت سعيدة أنا أيضا أنّها تعجبه.

وتواصل سرد تجربتها، فتقول: بعد مرور فترة من الزمن بدا ينزعج كثيرًا من تصرفاتي وتواصلي مع زملائي بالجامعة، فكان يمنعني عن كثيرين، بدعوى أنه يرى أن هؤلاء الشباب يريدون فقط الجلوس معي وتبادل الحديث وليست لديهم نوايا خاصة بالدراسة، ولأنه كان في آخر فصل دراسي بالجامعة فقد كان يشكك في كل شيء، كنت أخاف أن يحدث بيننا أي سوء واضطر لتركه أو يتركني، فقد شعرت أنني مقيدة معه ولا أستطيع أن أمارس حياة طبيعية أو حياة أحب ممارستها، وأختار ما أشاء وبرغبتي، فقد كان يتدخل في اختيار لبسي ومظهري ومكياجي، يرفض تواصلي مع بعض زملائي من الشباب وبعض الفتيات، يرفض بعض من أعيش معهن في السكن، وفي كل مرة أغيّر غرفتي لإرضائه، وصلت إلى مرحلة لا أقوى على الاستمرار فيها معه، أود أن أغير حياتي وتتغير هذه التفاصيل المملة، فأنا لم أخرج من بيتي الضيق لأعود لحياة ضيقة.

وتقول "أ.ر" إنّها شعرت بالكبت والضيق فكان الحل أن تشكي لأحدهم ما تمر به مع هذا الشاب، وتواصلت مع صديق له وبدأت تشكي له الحال، فكانت الصدمة أن صديقه أخبرني بتفاصيل أخرى لم أكن أعرفها ومنها أن له علاقات متعددة، لكني كنت لا أصدق أنه طوال الوقت معي ويتواصل معي ولا يتركني أبدا، وبقينا على تواصل فطلب مني أن تظل العلاقة بيننا دون أن يعلم بها صديقه، وفعلا تواصلنا حتى أعجبتني شخصيته وأحببت أن أتواصل معه حتى لاحظ الشخص الذي أحبه ذلك وسألني عن انشغال هاتفي على الدوام، وبدأ يشك أنني على تواصل مع أحدهم حتى جاء اليوم الذي وجدني فيه مع صديقه بالمكتبة وما كان منه إلا أن جاء إليّ وسحب هاتفي ورحل، وأرسل لي رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف يبلغني فيها أنّه حزين لأنني أخونه من صديقه وهددني "ستدفعين الثمن".

وعن رد فعلها تقول "أ.ر": انخرطت في البكاء وشعرت بالخوف من كل شيء لأن بحوزته هاتفي وأرقام أسرتي وصوري وكنت أخشى أن يخبرهم بشيء، وكانت رسالته تنم عن جنون سيقوم به وسيدمر حياتي، فكنت خائفة وأبكي بشدة ولا آكل ولا أشرب ولا أذهب للجامعة، حتى بدأ يهددني بصوري، لكني لم أكن أطيقه أبدا ولا أريد العودة إليه، فقررت أن أقدم شكوى رسمية ضده على ألا يتعرض لي، بعد تجربة مريرة خرجت منها بدرس ألا أسمح بأي علاقات مع من لا أعرفهم أو أسمح بالتواصل مع آخرين عبر الرسائل أو مواقع التواصل الاجتماعي ومنها واتس اب وفيس بوك وغيرها.

تعليق عبر الفيس بوك